«مغامرة أبوظبي» تجتاز «مرحلة المشي»

مع انتهاء مجريات اليوم الرابع لبطولة أبوظبي للمغامرة والتحدي، سباق القدرة متعدد الرياضات الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة وتختتم فعالياته بكورنيش أبوظبي غداً، بدأت الفرق الـ 48 المتنافسة بالوصول إلى موقع التخييم، عقب قطعهم 116 كلم عبر الكثبان الرملية مشياً على الأقدام، وتواجه الفرق اليوم سباق التجديف لمسافة 129 كلم على زوارق الكاياك. وأكد فرسان الرمال أن المنافسات الصحراوية هذا العام، التي تقام وسط منطقة رملية شاسعة تعتبر امتداداً لصحراء الربع الخالي وتساوي في مساحتها مساحة هولندا وبلجيكا وفرنسا مجتمعة، هي الأصعب مقارنة بالدورات الثلاث السابقة. ففضلاً عن صعوبة التقدم وسط الكثبان الرملية بعكس اتجاه الرياح، لم يُسمح للفرق الانطلاق بشكل جماعي وذلك لحثهم على ابتكار تكتيكات خاصة واختيار المسار بمعزل عن الفرق الأخرى. ولعبت التكتيكات التي اعتمدتها الفرق المتنافسة في الاختيار المدروس لنقاط التسجيل الاختيارية دوراً مهماً في تقدم الفرق في مرحلة التحدي الصحراوي، فهناك نقاط تسجيل اختيارية بالإضافة إلى نقاط تسجيل إجبارية يتعين على جميع الفرق الوصول إليها، وبهذا وقف “فرسان الرمال” أمام معادلة صعبة إما أن يسلكوا الطريق المباشر ويتحملوا غرامة تأخير عن كل نقطة لا ينجحون بالوصول إليها، أو أن يصلوا إلى جميع النقاط ويضيفوا مسافة اخرى إلى المسار الذي يبلغ طوله الإجمالي 426 كلم. وهناك ناحية أخرى يتعين على الفرق دراستها جيداً خلال هذه المرحلة، إذ كان على جميع الفرق التوقف في محطة استراحة إجبارية لمدة 8 ساعات خلال اليومين الثالث والرابع للبطولة. وكان الرياضيون أمام خيارين إما أن يرتاحوا خلال ساعات النهار وينجوا بأنفسهم من عناء قطع الصحراء تحت أشعة الشمس الحارقة، أو المجازفة بالاستراحة بعد غروب الشمس في الوقت الذي يمكن أن تحرز فيه فرق أخرى تقدماً ملحوظاً. وأكد ريتشارد أشر، كابتن الفريق المتصدر “تولي للمغامرة” وصاحب لقب البطولة في الدورات الثلاث السابقة، بأن غياب الانطلاق الجماعي للفرق صعّب المهمة أمام الجميع. وقال: “يجنبك التقدم ليلاً عناء قطع الصحراء تحت أشعة الشمس الحارقة، لكن يفرض هذا الأمر تحدياً آخر فمن الصعب تحديد اتجاهك بدقة تحت ضوء القمر”. وعقب إنهائه فعاليات اليوم الرابع للبطولة قال الألماني مارك شيبيزين، أحد أعضاء فريق “ويجنر” السويسري الذي يحتل المركز الثالث في الترتيب العام، بأن فريقه بذل جهداً استثنائياً لإنهاء المنافسات الصحراوية بنجاح. وأضاف شيبيزين: “هذا أصعب سباق شاركت فيه، ففي الساعات الست الأخيرة لم يتبقَ لدينا سوى 5 ليترات من الماء وكان علينا الترشيد وشرب اقل كمية ممكنة حتى النهاية”. وأوضح أن فريقه رافق الفريق الفرنسي “تولي الأوروبي للمغامرة”، صاحب المركز الثاني، أثناء التحدي الصحراوي بهدف رفع معنويات وزيادة الحافز لدى أعضاء الفريق. وفي الوقت الذي استطاعت فيه أغلبية الفرق إكمال مجريات يوم أمس بنجاح، اضطرت 5 فرق للانسحاب من المنافسات الصحراوية لضيق الوقت اثنان منها من الإمارات. وبعد وصول المجموعة الأولى التي تضم الفرق الثلاثة المتصدرة للمراكز الثلاثة الأولى، تمكن فريقان يحلان ضمن العشرة الأوائل من إنهاء المنافسات. وكان فريق “ايكو رايسرز” الإماراتي، بقيادة العراقية ياسمين وهداي، أول الفرق الإماراتية التي تكمل المنافسات الصحراوية بنجاح. وأعربت ياسمين، التي تعمل مدربة للياقة البدنية ومسؤولة موارد بشرية، عن سعادتها لكونها أول فريق إماراتي ينهي فعاليات الاثنين وقالت: “ظهرت بعض التقرحات في قدمي ولكني لن استخدمهم كثيراً في منافسات اليومين الاخيرين”. وبعد اجتياز المنافسات الصحراوية، ينتظر المغامرون في اليومين الخامس والسادس مرحلة شاقة ومضنية إذ يتعين عليهم التجديف مسافة 129 كلم على متن زوارق الكاياك على طول الساحل الغربي للإمارة وصولاً إلى النقطة التي انطلق منها السباق في كورنيش أبوظبي غداً. وتأتي بطولة أبوظبي للمغامرة والتحدي ضمن سلسلة المبادرات الرياضية التي أطلقتها هيئة ابوظبي للسياحة بهدف التعريف ببيئة الإمارة الطبيعية ومعالمها الجغرافية وتسليط الضوء على بنيتها التحتية الحديثة القادرة على احتضان فعاليات عالمية مرموقة. وللمرة الأولى في تاريخ الحدث، تتيح دورة 2010 لعشاق رياضات المغامرة التواجد عند خط النهاية في الشاطئ المفتوح بكورنيش أبوظبي في اليوم السادس والأخير للسباق للتعرف إلى الفرق الفائزة. وتتعاون الهيئة مع عدد كبير من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص لضمان نجاح هذه البطولة، ومنها القيادة العامة للقوات المسلحة، وجهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية في أبوظبي، وشركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية (ادكو)، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي ومديرية شرطة العين، وجمارك أبوظبي، ووزارة الصحة، وشواطئ أبوظبي، وبلديات أبوظبي والعين والمرفأ، وقصر الإمارات. 50 فريقا من 18 دولة أبوظبي (الاتحاد) - حققت منافسات بطولة أبوظبي للمغامرة والتحدي 2010 المشاركة الأكبر في تاريخ البطولة، إذ استقطبت 50 فريقاً من 18 دولة حول العالم، 30 فريقاً منهم يشاركون للمرة الاولى في الحدث، وبلغ عدد الفرق الإماراتية المشاركة في البطولة 9 فرق. ويشهد تحدي أبوظبي هذا العام مساراً معكوساً يتحتم على المتنافسين فيه التقدم من جهة الشرق إلى الغرب خلافاً للدورات الثلاث السابقة، ويبلغ الطول الإجمالي للبطولة 426 كلم.