الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مواجهة «داعش» تصطدم برهانات الأفق المجهول

3 أكتوبر 2014 00:10
لا يزال يتعين على الولايات المتحدة أن تشرح بدقة ما يمكن أن يعنيه النصر في حربها ضد «داعش»، لكن يتضح الآن أن النجاح سيكون رهناً إلى حد كبير بالأحداث السياسية في سوريا والعراق الخارجة عن سيطرتها. واستراتيجية الولايات المتحدة للقضاء على التنظيم تعتمد على سلسلة من الرهانات الكبرى، التي قد يستغرق تحقيقها سنوات لا سيما في سوريا، حيث تراهن على بناء قوة معارضة مسلحة «معتدلة». ورغم صور المقاتلات تقصف مواقع المتشددين، حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادته العسكريون مراراً بأن على الأميركيين أن يستعدوا لسنوات طويلة من الحرب وان الغارات الجوية لن تؤدي إلى نتائج حاسمة. ويأمل الرئيس ومساعدوه بأن تستخدم الضربات الجوية في سوريا والعراق كسد منيع أمام تقدم المسلحين، وكسب الوقت لبناء قوات محلية ودفع الزخم السياسي قدماً ضد التنظيم، حيث قال أوباما قبل أيام: «ما يمكن أن تقوم به عملياتنا العسكرية هو مجرد صد هذه الشبكات والحرص على كسب الوقت لإيجاد وسيلة جديدة للقيام بالأمور». واستناداً إلى الخطوط العريضة التي عرضها مسؤولون أميركيون فإن استراتيجية الحرب تستند إلى هزم مقاتلي التنظيم في العراق أولاً مع الاستعانة بالقوات الكردية والجيش العراقي والمتطوعين الشيعة وميليشيا من «الحرس الوطني» من العشائر السنية لم تشكل بعد. بينما سيكون الرهان في سوريا على تدريب وتسليح قوة جديدة من مسلحي المعارضة بمعدل خمسة آلاف مقاتل سنويا، وهو ما يعني أن يستغرق الأمر ثلاث سنوات قبل أن تصبح القوة كبيرة بما فيه الكفاية لتنتصر على «داعش»، وذلك وفق ما قال الجنرال مارتن دمبسي رئيس أركان الجيش الأميركي. بعدها وإذا تمكنت قوة المعارضة السورية المسلحة المدربة من قبل الأميركيين من دحر التنظيم، فإنه يمكن على المدى الطويل أن تطيح نظام الرئيس بشار الأسد. وقال كارل مولر الخبير السياسي في معهد «راند» لوكالة «فرانس برس»: إن الإدارة الأميركية تقر بأن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً حتى في أفضل السيناريوهات. وفي العراق، فإن دحر التنظيم لن يعتمد فقط على الأسلحة أو التكتيك العسكري وإنما على الحكومة العراقية، التي يترأسها شيعي لكي تتخلى عن نهجها الطائفي وتتعاون مع الطائفة السنية وفق آراء المحللين. وقالت مارينا اوتواي الخبيرة في مركز وودرو ويلسون إن الرهانات كثيرة على رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي الذي لا يزال يتعين عليه القيام بتغيير جذري، وكتبت «حتى الآن لم تتخذ الحكومة أية قرارات ملموسة يمكن أن تقنع السنة والأكراد بأن مصالحهما أصبحت الآن محمية». ورأى مولر: «إن خطة هزم داعش تبدو في بعض الأحيان غير أكيدة بالنسبة لكيفية انتهائها، لكن هذا جزئياً لأنه كان على الأميركيين أن يتصرفوا بسرعة لوقف تقدم التنظيم السريع»، وتابع قائلاً : «إن الهدف القريب الأمد هو وقف تقدمهم ومنع الوضع من التدهور أكثر، لكن بالنسبة للهدف الطويل الأمد، فإن استراتيجية الإدارة لا تزال مرتجلة في بعض جوانبها، بما يعني أنهم إلى حد ما، يتعاملون مع الأمور بشكل آنٍ». ورغم هذه الشكوك المحيطة بالاستراتيجية الأميركية فإن «داعش» ليس مجموعة لا تقهر ويمكن القضاء عليه إذا واجه ضغطاً مكثفاً لا سيما من جانب السوريين والعراقيين المعارضين لأساليبه الوحشية. وقال مايكل أوهانلون من معهد بروكينجز: «إذا تعرض التنظيم لهزائم كبرى في العراق السنة المقبلة كما أتوقع، فإن قوته في سوريا ستتراجع أيضاً». وأضاف: «لمجرد أننا لا يمكننا رؤية النهاية بوضوح، هذا يجب ألا يثنينا عن إقامة تحالفات وبسط بعض النفوذ»، منتقداً الرئيس الأميركي لعدم تحركه قبل الآن. وشددت أوتواي على ضرورة أن ترافق حملة الضربات بتحركات سياسية في العراق وسوريا، وقالت: «إنه إذا لم تتمكن الحكومة العراقية وقادة المعارضة السورية من النهوض بالتحديات، وأن يلقوا جانباً برامجهم الطائفية والعقائدية فإن التدخل الأميركي سيؤدي في افضل الأحوال إلى إبطاء تقدم تنظيم داعش ليس إلا». وأضافت إنه كما حصل مع التدخل الأميركي في العراق وأفغانستان في العقد الماضي، «فإن تدخلاً عسكرياً ناجحاً يمكن أن تنسفه تجاذبات الاستراتيجية السياسية». (واشنطن - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©