الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسرة نواة المجتمع

15 ديسمبر 2006 00:55
تعتبر الأسرة هي النواة الأولى والرئيسية في تشكيل هوية المجتمع، إذ بهذه الأسرة يسير المجتمع نحو أحد اتجاهين لا ثالث لهما، فإما أن يسير نحو الطريق الخطأ والوقوع في السلبيات والتي من شأنها أن تدمر كيان هذا المجتمع برمته وتقود أبناءه إلى الطريق الوعر أو المستقبل المجهول، وإما أن تقوده هذه الأسرة إلى الطريق القويم والصحيح، وبالتالي يصبح مجتمعاً مثالياً قادراً على العطاء والتعاطي فيما بينه وبين المجتمعات الأخرى، ويصبح أبناؤه مؤهلين للأخذ بما هو أكثر فائدة وأصلح لمجتمعهم· ولكن وكما أشرنا بداية كل ذلك إنما ينبع أساساً من الأسرة، فهي اللاعب الرئيسي في هذا الموضوع، هذه الأسرة بطبيعة الحال مكونة من ثلاثة أطراف، وهم: الأب والأم والأبناء، والطرفان الرئيسيان الأب والأم، هما المحركان الرئيسيان للأبناء، والباعث المهم في تكوين شخصية هؤلاء الأبناء من الأولاد والبنات، وبذلك وعطفاً على ما تقدم فإنه يصبح لكل من الوالدين أي الأب والأم لكل واحد منهما له دوره المهم المنوط به في توجيه الأبناء وتعليمهم وإرشادهم نحو الصواب، والأخذ بيدهم في الاتجاه الصحيح· فدور الأب في التعاطي في مثل هذه الأمور مع الأبناء هو في المقام الأول تأديبهم ليس بالضرب والصراخ والتهديد والوعيد، فكل ذلك ليس له إلا نتائج عكسية تماماً على الأبناء، ولن تأتي بثمار طيبة يرجو حصادها هذا الأب، ولكن تؤخذ الأمور في مثل هذه الحالات بالطريقة السليمة والتفاهم البناء في نفس الوقت، فكلما ابتعد الأب عن التشنج ومسك العصا على كل صغيرة وكبيرة، كلما أتت النتائج بالشيء المرضي والمفيد، إذاً فالطريقة الأمثل للتأديب والتربية السليمة هو بأسلوب الإقناع والحب المتبادل فيما بين الأبناء والأب، وخاصة الأولاد الأعلى في البيت والمجتمع الذي ينتمون إليه، فهو المرآة العاكسة لأولاده على نتائج تصرفاته بين أفراد المجتمع، كما أنه يجب عليه أن يحثهم للاقتداء بالرجال الصالحين الأسوياء، ولنا في سلفنا الصالح خير مثال على السيرة الحسنة في المجتمع المسلم، وحثهم على تحصيل العلم والمعرفة والتمسك بالأخلاق والدين الإسلامي الحنيف وعلى الصلاة وعلى احترام الآخرين، وعدم العبث بممتلكات الآخرين، واصطحابهم إلى الندوات والمحاضرات والأمسيات الدينية والأدبية والثقافية، ومشاركة الآخرين من أفراد المجتمع الذي يعيشون فيه، كما أنه يجب عليه أن يعلمهم منذ نعومة أظفارهم على الصنعة والعمل الشريف؛ حتى يتعود هذا الابن على العمل والكد والكسب، ويكون فرداً منتجاً وطاقة عاملة غير معطلة في المجتمع، وهذا هو دور الأب في التعليم وتنشئة الأولاد وتربيتهم التربية الصالحة، بل والنموذجية القائمة على الحب المتبادل بين الطرفين في هذه الأسرة، ومن جانبها فإن الأم هي كذلك منوط بها مهام كبيرة وعديدة بالأبناء خاصة فيما يتعلق بالبنات، فأسرار البنات دائماً وأبداً هي مع الأم، والأم كما قيل مدرسة، ونحن نقول من جانبنا إن الأم جامعة وليست مدرسة فقط، وذلك لما لها من دور مهم ومتميز في التربية بداخل المنزل والذي هو أساس التربية، فالبنات إنما يتعلمن الخطوات الأولى في هذه الحياة من خلال ما يشاهدنه وينعكس عليهن من تصرفات والدتهن إن كانت إيجابية أو سلبية، فالأم دورها في البيت تعليم بناتها على طاعة الوالدين واحترامهما والأدب والخجل والحياء والتمسك بدين الله والاقتداء بالنساء الصالحات، وأنهن زوجات المستقبل وأمهات الغد وترك التقليد الأعمى لفتيات الغرب، وضرورة الاحتشام والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف، وتعلم كل شؤون النساء في البيت، وحثهن على طاعة الزوج عندما يتزوجن في المستقبل، وأن تكون حريصة في كل تصرفاتها سواء داخل نطاق الأسرة في البيت أو في خارجه، فهي محاسبة على كل خطوة تخطوها، وعلى كل صغيرة وكبيرة أكثر من أخيها الذكر؛ ذلك لأنها هي دائماً ما تكون تحت المجهر ومسلطة عليها الأضواء بشكل أكبر، وأنها هي شرف العائلة، فمهمة الأم في هذا الجانب هي ليست بالأمر اليسير والهين، بقدر ما هي مهمة كبيرة وصعبة، ولكن تبقى الأم هي الأساس والعماد الأول في التربية في البيت· حمدان محمد كلباء ، وإلا لما نالت شرف إعطائها الحقوق الثلاث مقابل حق واحد للأب، هذا بشهادة الرسول المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم· فنخرج من كل ذلك بأن لكلا الطرفين أي الأب والأم دوراً مهماً جداً في الأسرة يكمل كل واحد منهما الآخر في كيفية التعامل مع الأبناء، والأخذ بيدهم نحو الاتجاه الصحيح ونحو الهدف الحقيقي المنشود في تكوين أسرة مثالية نموذجية يحتذى بها، فكل ذلك إنما هو توزيع للأدوار في تربية الأبناء والتكيف معهم ومسايرتهم على نفس الخط طوال فترة تربيتهم من تعليم وتهذيب وتكوين شخصية مثالية لهم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©