كابول (وكالات) - اتهم الجنرال الاميركي جايمس تيري رئيس القيادة المشتركة للقوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان “إيساف” أمس، حركة “طالبان” بالتورط في ربع الهجمات التي ينفذها جنود أو شرطيون أفغان ضد عسكريي حلف الأطلسي المنتشرين في أفغانستان والتي أ إلى مقتل 45 جندياً في 2012. وقال خلال مقابلة مع صحافيين في واشنطن “حوالي 25% من الهجمات على صلة بالمتمردين، وبعبارات أخرى هناك إشارات تبرهن ذلك.. عندما يرتكب الجنود الأفغان جريمة يهربون من المنطقة، ويقوم متمردون بتسهيل هروبهم. وهذا ما يؤكد نسبة تورط حركة التمرد”.
لكن الجنرال تيري أقر بأنه في الحالات الأخرى لا يتم معرفة الأسباب الدقيقة، وقال “إن مسلحي طالبان يستفيدون من هذه الحوادث حتى ولم يكونوا يقفون وراءها بهدف إيجاد هوة بين التحالف والقدرات الناشئة لقوات الأمن الأفغانية”. وأضاف “ان ربع الهجمات من الداخل تحصل لأسباب شخصية”، مشيراً إلى أنه بالإمكان حصر هذه الحوادث عبر إيجاد تفهم أوسع للحساسيات الثقافية. وتابع قائلاً “نعلم جميعاً أن هذا المجتمع مزقته الحرب على مدى أكثر من 30 عاماً، وأن العديد من المشكلات يتم حلها بواسطة السلاح في أفغانستان”.
وقدر الجنرال تيري في تعليق على ما أعلنته وزارة الدفاع الأفغانية عن توقيف وطرد مئات من الجنود الأفغان من الجيش بأن عدد هؤلاء يتراوح بين 200 و300 جندي، مشيراً إلى أنه ينتظر الحصول على المزيد من التفاصيل من المسؤولين الأفغان، وقال “انه يتوجب على السلطات الأفغانية أن تقوم قريبا بمبادرة لمنع الهجمات ولتقييم حجم الخونة داخل قواتها المسلحة وفي الشرطة، كما عليها القيام بالتثبت من هويات كامل عناصر الأمن المتوقع أن يصل عددهم 352 ألفاً الشهر المقبل”، وإن كان قد اعترف بأن هذه العملية ستأخذ وقتاً.
وكان الجنرال زاهر عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية قال “إنه حتى الآن تم توقيف أو طرد المئات من الجيش بعد العثور على أدلة ضد بعض الأشخاص، كما أن هناك آخرين مشتبه بهم تم توقيفهم أيضاً”، لكن دون مزيد من التفاصيل. وأضاف خلال مؤتمر صحافي “ان كل الجنود الموقوفين أو الذين تم طردهم من الأفغان ليس بينهم أجانب”، مشيراً إلى أن الهجمات من الداخل أضحت مصدر قلق للحكومة الأفغانية. ونفى أن يكون تدريب الأطلسي للقوات الأفغانية قد تأثر بتلك الإجراءات وأكد أن التدريب يسير بشكل جيد. واعرب عن تأييده لعملية التجنيد والفحص. وقال “أولينا انتباهاً كبيراً خلال عملية التجنيد لكن عندما ذهب الجنود في إجازاتهم كانوا لدى عودتهم مثيرين للشكوك”.
من جهة أخرى، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” امس الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى تعيين خبراء في المواقع الشاغرة في المفوضية الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان، وهي منظمة حكومية لكنها مستقلة وتوجه في غالب الأحيان انتقادات ضد السلطة. وقال براد أدامز مدير “هيومن رايتس ووتش” لمنطقة آسيا “إن وضع حقوق الإنسان في أفغانستان هش للغاية، والمفوضية الأفغانية ينبغي أن تتمتع بكامل القدرة للاضطلاع بدورها في حماية كل الأفغان، ويتعين على كرزاي أن يظهر على الفور تمسكه بحقوق الإنسان عبر تعيين أعضاء مؤهلين في اسرع وقت ممكن في المفوضية”.
عدد اليوم
