الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذكريات لا تنسى··

15 ديسمبر 2006 00:55
تمر علينا بين الفينة والأخرى ذكريات جميلة تداعب أفئدتنا، وتعيدنا إلى الوراء وتعيدنا إلى أيام جميلة عشناها مع أحبتنا، وتآنسنا مع أشقائنا وخلاننا، فقد كانت هذه الذكريات ممزوجة بالشقاوة وبراءة الأطفال، وتلونت بألوان الطيف الزاهية المعطرة بعبق الحياة الجميلة الخالية من كل ما يعكر صفوها، وعلى هذا المنوال يكون حال الذكريات الجميلة، التي تنقشع مع مرور السنين، ليكبر معنا العمر، وتكبر مسؤولياتنا في الحياة، وتتخللها المشاق والصعاب، قد لا تتلون كلها بلون الزهور، بل قد يصيبها العديد من ثغرات الحزن، المتمثلة في فقد الصحة أو الأحباب أو المال أو الخلان، لتبقى في أذهاننا: ذكريات لا تنسى· منذ أيام سقط بين يدي ألبوم قديم جداً يعود تاريخه إلى السبعينيات والثمانينات، انتابني الفضول لأطلع عليه وألقي عليه نظرة لعلي أتذكر حياة الأجداد والآباء الجميلة، ولعلي أتذكر طفولتي وبراءتي وحياتي الجميلة الملونة، وكما أسلفت بألوان السعادة، فقد كنا نعيش الحياة الهادئة التي كانت مفعمة بالبساطة وحب الناس والتمسك بالتراث، فتحت الألبوم، بدأت في تقليب الصفحات، من رأيت يا تُرى؟ رأيت أمي الحبيبة، رأيت غاليتي وحبيبتي وقرة عيني ومهجة فؤادي، رأيتها في مراحلها العمرية المختلفة، رأيتها تلك الفتاة الشقية التي تمشي في الفرجان القديمة، رأيتها تلك البشوشة التي تضحك للجميع وتصادق الأحباب والخلان، رأيتها تلك العروس الجميلة في ثيابها البهية والابتسامة مرسومة على شفتيها، كيف لا وهي عروس جميلة تبدأ حياتها في قفصها الذهبي بكل حيوية ونشاط وسعادة؟، رأيتها تلك الأم الحنون المحتضنة لأبنائها، ورأيتها تلك المديرة الطيبة الصارمة في عملها، رأيتها بكل شيء في ذلك الألبوم الجميل· أغلقت الألبوم، وجلست مع نفسي الوحيدة واليتيمة بعد فراق أغلى إنسانة في حياتي، جلست وحيدة واستسلمت لدموعي، فأمي غالية وعزيزة على قلبي، وجرح رحيلها عني ينزف إلى اليوم، وسيظل ينزف ولن يجد الدواء أبداً ما حييت، فالأم عظيمة المكانة وعالية المقام، خصوصاً إن كانت تلك الأم الحنون الطيبة التي تسعى إلى احتضان أبنائها، وحمايتهم من أي شوكة قد تؤذيهم، ومستعدة لأن تضحي بكل ما هو نفيس وغالٍ، من أجل فقط أن ترسم الابتسامة على شفاه أولادها، تلك كانت أمي، طيبة مع الجميع وخيرة مع من حولها، لم تعرف الغرور يوماً، ولم تعرف إلا لغة التواضع مع الجميع، كانت خيرة تعطي القاصي والداني دون أن تنتظر شكراً من أحد، تلك هي أمي وحبيبتي ومديرتي·· يرحمها الله· في الأخير: لا أقول غير الحمد لله على كل حال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، مرت 9 سنين على رحيلها، ولكن السنين هذه لم تنسني حبي لها وعشقي الكبير لأمي الحبيبة، الصور تغني بالفعل عن آلاف الكلمات، وصور أمي القديمة ذكرتني بذكريات جميلة لن تنساها ذاكرتي أبداً ما حييت، فقد كانت الروح وكنت الجسد، واليوم أنا جسد بلا روح ولا حول ولا قوة إلا بالله· همسة لأمي الحبيبة: أحبك، وأحب حبي لك، وأحب كل شيء يذكرني فيك، فرحمك الله، وصبرني الله على فراقك، وقواني على تحمل هذه الدنيا الزائلة، وثبتني الله في مواجهة صعاب الحياة، وتأكدي تمام التأكد أنني فقط أسعى إلى نيل الجنان ونيل رضاك، ورفع اسمك عاليا ليعانقك عنان السماء، وأحاول وبقدر الإمكان تحسس خطواتك الرشيدة، والمشي في طريقك القويم الموافق لما شرعه الله تعالى والمرضي لجلاله، لأخدم مجتمعي وأعيد تاريخك على كل من عرفك، ليعلم الجميع أن مقولة من خلف ما مات حقيقية لا يختلف عليها اثنان عاقلان· ريا المحمودي رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©