الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الجماهيرية» مشروع سعد كامل ضد احتكار الثقافة

«الجماهيرية» مشروع سعد كامل ضد احتكار الثقافة
2 أكتوبر 2014 23:51
مجدي عثمان (القاهرة) «سعد كامل.. الثقافة الجماهيرية» عنوان الكتاب الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة للكاتب عزالدين كامل أحد مؤسسي مؤسسة دار التعاون للطبع والنشر، وهو العنوان الذي يحمل المعنى الباطن قبل الظاهر، فالأول يدل على ارتباط سعد كامل بالثقافة الجماهيرية، أو كما يريد أنها هي «سعد كامل»، في حين يدل الثاني الى المعنى الظاهر على فضل شقيقه سعد كامل في تأسيس الثقافة الجماهيرية بمعناها الجديد بعد تولي د.ثروت عكاشة وزارة الثقافة والإرشاد القومي، خلال مسيرة نصف قرن وهو عنوان مكمل في الغلاف الداخلي للكتاب. ويعلل عزالدين كامل في تقديمه الكتاب عما كان يراوده دائماً من كتابة سيرته الذاتية باعتباره من جيل لم يشارك في ثورة 1919، ولكنهم أحسوا بأنهم الوريث الشرعي لإنجازاتها، جيل يهدف إلى الخلاص من نير الاستعمار البريطاني، والأسرة الحاكمة والإقطاع، إلا أنه بعد أن بدأ بكتابة مذكراته قرر أن أخيه الأكبر سعد كامل، الذي اعتزل الحياة العامة لظروف صحية لن يفكر في كتابة مذكراته، في حين أنه وجد أن مسيرة حياته مليئة بالأحداث والمشاركات الإيجابية وباعتباره من جيل عبدالناصر والسادات وعبدالرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس وصلاح جاهين وثروت عكاشة. يقسم كامل كتابه إلى سبعة فصول ترتبط داخليا بـ31 جزءا أو بابا تُحدد بعنوان أو تاريخ، وجاء الفصل الأول بثلاثة أبواب توضح ميلاد سعد كامل العام 1923 وتأثير الأم عليه ثم بصمات الأب خريج مدرسة المعلمين العليا، حتى تخرجه في كلية الحقوق جامعة القاهرة وارتباطه بالعمل السياسي خلال دراسته الجامعية. أما الفصل الثاني فيوضح دور سعد في قضية الاغتيالات الكبرى، ومقدمتها بارتباطه بالعمل السياسي السري من خلال تنظيم «تحرير مصر»، وأشار عزالدين إلى الأجواء العالمية والمحلية التي صاحبت العام 1945، متحدثاً في الفصل الثالث عن تمثيل سعد كامل لمصر في مؤتمر أنصار السلام في وارسو بعد أن رفضت إنجلترا أن يقام المؤتمر على أرضها، وبعد عودته بدأ في تأسيس اللجنة التحضرية لحركة أنصار السلام، والتي ضمت اتجاهات حزبية مختلفة، وقررت اللجنة إصدار مجلة «الكاتب» برئاسته لتصبح الصوت المعبر عن الحركة. وتحت عنوان «حريق في المشروع الوطني» جاء الباب الـ12 من الفصل الثالث ليسرد قصة حريق القاهرة وأصابع الاتهام التي تشير إلى أنها مؤامرة شارك فيها الملك والإنجليز لتصفية الجيوب الثورية. يأتي الفصل الرابع ليكون أحد أبوابه كشفا لا يعرفه الكثيرون عن دور الراقصة «تحية كاريوكا» في النضال الوطني واعتقالها، حيث تعرفت على سعد كامل من خلال زوجها ضابط الجيش السابق مصطفى صدقي والمفصول من تشكيل الضباط الأحرار لتهوره الشديد، وصادف ذلك التوقيت تجهيز سعد لمشاركة مصر في مؤتمر الشباب العالمي ببوخارست، فطلبت تحية انضمامها للمجموعة الفنية، وبذلك تصدرت صور تحية صفحات الصحف العالمية. ويتحقق عنوان الكتاب عن دور سعد في العمل الثقافي خاصة الثقافة الجماهيرية، حيث بدأ باقتراحه تجربة دخول العمال دار الأوبرا ليشاهدوا عرض فرقة البولشوي، إلا أن باقي حلمه الثقافي توقف في سبتمبر 1962 بعد تولي عبدالقادر حاتم الوزارة خلفاً لثروت عكاشة، وارتباط الثقافة بالإعلام، حتى العام 1966 وعودة عكاشة إلى الوزارة، وطلبه من سعد البدء الفوري بوضع مشروعه الثقافي موضع التنفيذ، والذي أطلق عليه اسم «مؤسسة الثقافة الجماهيرية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©