الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

‎في ذكرى 11 سبتمبر

14 سبتمبر 2013 23:15
للشعب الأميركي قصة عظيمة، يشترك فيها أفراد تعود أصولهم إلى العديد من الأمم والطوائف والأعراق، يتشكل منهم مجتمع واحد متحد قوي بتنوعه، يعمل معاً ضمن وحدة وطنية راسخة. ومع مرور ذكرى حدث كئيب، هو ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، من المفيد التأمّل الآن فيما يستطيع الأميركيون المسلمون عمله ليستمروا في دفع هذه الفكرة التي تساعدنا على تخطّي آلام تلك المرحلة معاً. وما زلنا نتذكر كلانا، الزوج والزوجة، اللذان نعمل في مجال حوار الأديان والتواصل عبر الثقافات، ذلك الصباح عندما وردت الأخبار عن الطائرة الأولى. فقد أعددْنا أنفسنا لنسمع أن اللوم سيُلقى جزافاً على المسلمين، كما حدث في أعقاب تفجيرات أوكلاهوما سيتي. ولكن مع مرور الوقت في ذلك الصباح الرهيب، أصبح من الواضح أن 19 شخصاً قاموا بذلك العمل الإرهابي، مدّعين أنهم فعلوا ذلك باسم الإسلام. وبسرعة تحوّل القلق إلى صدمة وخوف على بلدنا. ومع وصول أخبار عن ردود فعل ضد مسلمين خفنا على سلامتنا وسلامة أسرنا وأصدقائنا المسلمين. إلا أن العديد من الناس الطيبين في كافة أنحاء أميركا تواصلوا مع الجالية المسلمة ليقفوا تضامناً معها. فقد لبست نساء من جاليات دينية مختلفة غطاء الرأس لمدة يوم عندما جرى استهداف النساء اللواتي يلبسن الحجاب والتحرش بهن، وأدان الزعماء الدينيون أعمال التخريب ضد المساجد، وقام بوش بزيارة المركز الإسلامي في واشنطن العاصمة. وكانت الشهور الأولى بعد الحادي عشر من سبتمبر، من نواحٍ عديدة، مشجّعة بالنسبة للعديد من المسلمين الأميركيين. فقد استمر الدعم الكبير ليذكّرنا بأن ولاءنا لهذا البلد لم يكن موضع شك. ولكن بعد حربين و12 سنة، يبدو أن هناك تسامحاً من نوع ما مع الخطاب المعادي للمسلمين في المجال العام. وأصبحت النبرة أكثر قسوة، وشعر العديد من المسلمين بأنهم في موقف دفاعي بشكل متزايد. وردّ المسلمون الأميركيون بأساليب إيجابية عديدة على هذه التحديات، بما في ذلك اعتناق روح التعايش والتنوع بحماسة، كما ثبت في مؤتمر الذكرى الخمسين للجمعية الإسلامية لشمال أميركا، الذي جمع طيفاً واسعاً من الجالية الأميركية المسلمة، وهي الجالية الأكثر تنوعاً في العالم. وسعى مؤتمر هذا العام لتحقيق تعايش أوسع من خلال طرح قضايا مثل احترام كبار السن والاحتضان الكامل للمعاقين. وضمّت حلقات الحوار رجال دين مسيحيين ويهود، وجرى تكريس جزء من الاجتماع العام لرأب الصدع السني الشيعي. ومن الأهمية بمكان عدم إلقاء اللوم على جالية بأكملها أو شعب برمته بسبب تصرفات قلّة من المجموعات الهامشية أو الأفراد. وهذا هو الهدف الذي سعى المسلمون لنشر الوعي به منذ الحادي عشر من سبتمبر. ثانياً، افتَرِض حسن النية. فقد تكون بعض أكثر الكلمات أو الأعمال تجريحاً غير مقصودة أحياناً، وتأتي من أفراد لا يقصدون الإساءة. ثالثاً، شارِك غيرك بقصتك الشخصية. ويُقابَل الجدل والخصام والحقائق دائماً بجدل مقابل وحقائق أخرى بديلة تسد فراغات الفهم وتصحح ما قد يكتنفه من صور نمطية أو معلومات غير دقيقة. عندما يتعلق الأمر بالفهم والقبول، فإن الأمر الوحيد الذي يكتسي أهمية هو الاعتراف المتبادل بإنسانية كل شخص. وكانت إنسانية خطاب مارتن لوثر كينج، وهذه ذكرى 50 سنة أخرى احتفلنا بها مؤخراً، هي التي جعلت الأمر أكثر إقناعاً. ولذا خذ الوقت الكافي لتتعلّم أو تفكّر بقصة شخص آخر. وعندما تسنح لك الفرصة شارك الآخرين بقصتك. رابعاً، ضع جانباً القضايا التي تفرق الناس وتبعد بعضهم عن بعض. وتوقف عن الجدل، بل حتى توقف عن كل الحوار الذي لا يولّد أحياناً سوى المزيد من السجال غير المثمر، وابحث عن قضايا واهتمامات مشتركة تستطيع العمل فيها معاً. ولا شيء يبني التفاهم في المجتمع أسرع من أن يجد أناس من خلفيات مختلفة هدفاً مشتركاً يسعون إليه. إن العيش في أمة تعددية هو عمل جماعي تواصل. وقد أظهرت مناسبات الشهر الماضي للذكرى الخمسينية لخطاب مارتن لوثر كينج أننا على الطريق الصحيح. واليوم، كمسلمين أميركيين، نستطيع أيضاً عمل الكثير لدفع تلك الروح من التنوع والشمولية، التي تتنفس حياة في القصة الأميركية، وتدفع بها إلى الأمام. لبنى إسماعيل - مدرِّبة في مجال التنوع والتعددية الثقافية أليكس كرونيمر - منتج أفلام وثائقية ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©