الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أصوات النمل.. وقناديل البحر

20 سبتمبر 2011 02:10
كيف يمكن لنا أن نتصور أن هناك كائناً حياً يعيش معنا على هذه الأرض لا يصل لمرحلة الشيخوخة أبداًً، وبالتالي فهو لا يموت بصورة طبيعية؟! إن تخيل مثل هذا الأمر قد يبدو فكرة أسطورية لأحد أفلام الخيال العلمي، لكننا نتحدث عن كائن حقيقي اكتشف العلماء أنه لا يموت. إن هذا الكائن المدهش هو أحد أنواع قناديل البحر، التي تسمى “تيورتبسايس نيوتراكولا”، الذي كان محط اهتمام مجموعة من علماء الأحياء في جامعة ليتشه الإيطالية، وبعد دراسات طويلة اكتشفوا أنه قادر على تجديد خلايا جسمه كلها باستمرار، لذا لا يصل لمرحلة الشيخوخة أبداً! إن دورة حياة قناديل البحر التي تخيفنا بلسعاتها على الشواطئ، تتمثل في مرحلتين، الأولى مرحلة عدم النضوج أو ما يسمى بطور البولب، حين يكون قنديل البحر كائناً بسيطاً للغاية، ومرحلة البلوغ أو النضوج حين يستطيع هذا القنديل التكاثر وإنتاج قناديل بحر أخرى. ومن الطبيعي أن يمر أي قنديل بحر بمرحلة عدم النضوج ثم النضوج ثم الموت، لكن تيولا يستطيع أن يمر بهذه المرحلة! إنه مجرد أن يصل لمرحلة البلوغ يستطيع العودة لمرحلة عدم النضوج مرة أخرى، ثم النضوج ثم عدم النضوج وهكذا، لذا لا يصل لمرحلة الشيخوخة أبداً وبالتالي لا يموت بصورة طبيعية! إن هذا الكائن لديه قدرة عجيبة على تجديد خلايا جسمه مثل “السلمندر” حين تنمو أجزاء جسمه المقطوعة مجدداً، لكن قنديل البحر الذي يتكون 95% من جسمه من الماء، ليس له دماغ ولا نظام هضمي، ويستطيع تجديد جسمه بالكامل! ولنا أن نتخيل كيف ستكون الحال مع كائن يتكاثر ولا يموت بصورة طبيعية! العلماء يحذرون من الغزو الصامت لهذا الكائن الذي بدأ يتكاثر بصورة مخيفة في بعض المناطق، والمشكلة أنه يتغذى على بيض الأسماك، ما قد يؤثر بشدة على الثروة السمكية في العالم مستقبلاً. أمضى الباحث الشهير الدكتور روبزت هيكلنج سنوات طويلة في مراقبة الحشرات ورصد الترددات الصوتية التي تطلقها، لكن الذي أدهش ذلك العالم أن الترددات الصوتية التي يصدرها النمل تختلف من نملة لأخرى، ومن جنس لآخر ومن موقف لآخر! فهناك 12 ألف نوع من النمل في العالم، وعدد النمل على الأرض يفوق عدد البشر بأضعاف مضاعفة، وأمام هذا التعدد يحار الباحثون في كيفية التعامل مع هذه الأصوات. لقد تمكن من تسجيل أصوات مختلفة للنمل، ونشرت هذه الأبحاث عام 2006، وكانت المرة الأولى التي يسمع فيها الإنسان صوتاً حقيقياً للنمل! وأكدت هذه الأبحاث أن النمل يتفوق على الإنسان في حاسة السمع، ويتوقع العلماء أن النملة تستخدم قرون الاستشعار من أجل بث واستقبال الترددات الصوتية، تقوم النملة بتضخيم الإشارة الصوتية القادمة إليها مثل أجهزة الاستقبال الحديثة، بل وتقوم بإزالة مختلف التأثيرات أي تقوم بعملية فلترة أو تنقية للصوت، لتمييزه عما سواه! لا ننسى أن القرآن العظيم كان أول من تحدث عن هذا الأمر، في سورة النمل. سبحان الله. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©