الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسماعيل محمد يكمل صياغة لوحته الفنية بأبيات شعرية

إسماعيل محمد يكمل صياغة لوحته الفنية بأبيات شعرية
20 سبتمبر 2011 02:07
الفنان والشاعر إسماعيل محمد انتهج نظام المدرسة الكلاسيكية الواقعية، فأرسى ألوانه على أعتاب مفهوم الجمال بكل معانيه ومفرداته الذي يتجلى تعبيره على كل ما في الطبيعة من جمال ليلتقط فرشاته بكل نعومة ورقة ويطلق العنان لها بمزيج من عواطف وأحاسيسه في رصد هذه الأعمال من باب الواقعية الرمزية والواقعية التعبيرية. فتحاكي أعماله منظومة الجمال في المرأة الأم، أو الأخت أو الزوجة وأدوارهن العظيمة في إطار الأسرة والمجتمع، فيطلعنا الفنان على مجموعة من أعماله التي كانت نتاج سنوات من العمل الجاد والجهد الذاتي. أحب الفنان إسماعيل محمد الرسم منذ نعومة أظفاره، فكانت للألوان بريق ووقع خاص في نفسه، الأمر الذي دفعه إلى الإصرار على الإبحار في عوالمه والتذوق من فنياته، وفي فترة الدراسة تميزت أعماله الفنية في مستواها وتمت ملاحظتها من قبل المدرسين، وكان حينها يشارك في المسابقات المدرسية المختصة بالرسم. ولكن أثناء مرحلة الدراسة الثانوية توقف عن الرسم للتفرغ للدراسة، إلا أنه ظل متشوقاً للفن واكتشف أنه لا يستطيع أن يترك هذا العالم، ويبحر بعيداً عنه. لغة الفن يقول محمد «الفن جزء من تكويني، ولابد لي من العودة إلى ذلك الطريق مجدداً بعد أن تركته رغما عني، فرجعت إليه وكلي يقين بأني قادر على تحقيق النتيجة التي ترضيني، ولكن هذه المرة باحثاً عن الرقي بالعمل الفني إلى مستويات عالية وأكثر احترافاً». ويضيف «يعتبر الفن لغة لا حدود له نستنطق به الكثير من المعاني والصور، التي تعبر عما يعترينا من مشاعر وإحساس، فنطرق به جماليات هذا العالم، بما تحتويه من صور ومشاهد، أو ما يمكن أن تنسجه أذهاننا من أفكار، لنحولها إلى لغة متعارف عليها عالميا، لتلقي أثراً في نفوس كل من يتذوق هذا الفن، ويفك رموزه». ويتابع «للجمال مكانة خاصة في وجداني، فالخالق أبدع في كل شيء خلقه، فوجدت نفسي مقبلاً على البحث وتتبع عناصر الجمال في كل شيء وأسعى جاهداً بالموهبة التي أمتلكها إلى إبراز الجوانب الجمالية في كل شيء ارسمه، فاهتم بالتفاصيل الدقيقة للعنصر، وأنظر إليه من زوايا أخرى بطريقة مختلفة عن الآخرين وبعقلية فنية تبحث عن القيمة الجمالية في الشيء، ومن ثم أقوم ببناء عمل فني يتميز بالعمق والجمال والجودة العالية. فالفن بحره واسع نرسو على شواطئه الممتدة لننهل من خلاله الكثير من الرموز والمفاهيم التي تضم في طياته لغة الجمال وسحره». ويوضح محمد «أفكاري نابعة من الإلهام الذاتي أو الحالة الوجدانية الممزوجة بالجوانب الجمالية لمختلف الأشياء المحيطة بنا. نظراً لكوني دائم الشغف وباحثا حثيثا عن مادة جمالية في مكان ما قد ينطق به ملامحه بالجمال في البيئة المحيطة بي، وانطلق به لأتناول فكرة العمل لأدونها عبر مساحة من اللوحة البيضاء التي تحفزني لأترك بصمتي في محيطها، فقد أجد الموضوع في صورة ما، أو منظر ما، أو فكرة معينة، وبعد قناعة تامة بالموضوع أباشر في تكوين العمل الفني، حتى أنجزه بصورته النهائية. ودائما ما أضع الخطط بشكل دقيق ومدروس». سحر الطبيعة يقول محمد «كثيرا ما تستثيرني الطبيعة الساحرة بتفاصيل وروعة الخالق فيها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المرأة فهي مخلوق جميل سواء كانت في صورة أم وأخت أو زوجة، فأحاول تقديمها بصورة بعيدة كل البعد عن الابتذال والاستغلال، بمحاكاة شخصية المرأة ككائن جميل وليست كسلعة تبخس ويساء إليها. فهي ملاذ أمان بما تحمله من حنان وعطف لوليدها، وقلبها الذي يتجلى فيه معاني الرحمة والحب للمحيطين بها، وبما فيها من مخزون عاطفي وما تحمله من تعابير والتي استدل من خلالها على تفاصيل الإبداع الإلهي». ويضيف «من مصادر إلهامي أيضا براءة الأطفال تلك النفوس الحالمة المطلة ببهجة وفرح، فلا يمكن أن تتوقف عنده فرشاتي دون أن تخط به ملامح تلك البراءة التي تترك فينا أثراً بروعة الطفولة وعفويتها، التي تختزن مفاهيم تنطق بكل شفافية ووضح تام. ولا يمكن أن أمضي بين مختلف الأشياء التي تحيطني دون أن أميط اللثام عن مفاهيم الجمال التي قد لا يراها إلا الفنان المتذوق للفنون، الذي يحاكي المواضيع بطريقة أكثر جمالاً وجاذبية. ويتابع «الحس الفني موجود في ذاتي بالفطرة، ومبدئي الإتقان في أي عمل فني أقوم به وأسعى جاهداً مكرساً كل موهبتي وطاقتي ووقتي لأقدم أفضل ما يمكنني تقديمه من الأعمال الفنية». ويوضح «أجد أن امتلاك المرء لموهبة ما لا يمكن أن يأتي بنتيجة مرضية إذا لم يسعى إلى صقلها وإحيائها، من خلال التدريب والممارسة، فهذه الخاصية ممكن أن تتعرض للزوال، فيما لو لم يساعد المرء نفسه ويصونها بطريقة صحيحة. ورغم امتلاكي لهذه الموهبة إلا أنني شديد الحرص على تنميتها وإظهارها إلى حيز الوجود من خلال الممارسة والتدريب الذاتي الذي كنت منكب عليه بصورة مستمرة». ويتابع «لم ألتحق بأي دورة تدريبية أو معهد تعليمي متخصص، وإنما كنت أحرص على التجربة والممارسة بدءاً بالتعرف على طبيعة الألوان حيث تدرجت بالألوان فبدأت بالرصاص والفحم والألوان الباستيل ثم المائية والزيتية، وتعلمت خبايا هذه الألوان، وكيف يمكن التعامل معها لإظهار العمل بطريقة فنية رائعة». مبدأ التجريب يقول محمد «التجربة تنكشف على إثرها العديد من الأمور التي قد نجهلها، واستطعت أيضا أن أتعامل مع هذه الأدوات بشكل متقن ودقيق ما يجعلنا نتعامل مع بعض الفنيات بطريقة سليمة وصحيحة. كما قمت بتصميم أدوات خاصة تعين على إنجاز العمل الفني بصورة احترافية. وهذا لا يمنع من الاطلاع على أعمال الفنانين الكبار، حيث نتزود بكم من علومهم ومعارفهم من خلال فك طلاسم لوحهم التي احتفظت في أرقى المتاحف كإرث فني لا يمكن تكراره». ويضيف «أنا أقدر الأعمال الفنية العظيمة لكبار الفنانين وأسعى للرقي بإعمالي إلى مستوى عالمي. فإنني من أتباع المدرسة الكلاسيكية الواقعية، التي تتخذ من الأصالة والعراقة مبدأ لها، والتي تنقل كل ما في الواقع من الطبيعة إلى عمل فني طبق الأصل، فهي مجمل رصد لحالات تسجيلية كما أقتضاه الواقع وقد تداخلت عواطف وأحاسيس الفنان في رصد هذه الأعمال فكانت هناك الواقعية الرمزية والواقعية التعبيرية». ويؤكد أن بلوغ أفضل مستوى في العمل الفني إنما هي مسألة تستغرق فترة طويلة من العمل الشاق قد تساوي مسيرة حياة بأكملها. ويقول «أنا أعشق أعمالي الفنية وأنزلها منزلة أبنائي، ولكن أطمح دائما إلى الأفضل والمزيد من التطوير. هذا عدا عن ميلي الشعري حيث أنظم أبياتا باللغة الفصيحة التي لا تخرج من إطار محاكاة الجمال وقراءات تعتري النفوس من لحظات الحب والهوى، وأحاول الدمج بين مجالين فنيين مختلفين هما الرسم والشعر في عمل فني واحد، حيث قمت بإدخال أبيات شعرية في إحدى لوحاتي الفنية بتناغم وتوافق بين الاثنين، بحيث قام كل منهما بإكمال الآخر وكانت النتيجة عملا فنيا متميزا في مكوناته أثار الإعجاب والثناء من متذوقي ومتتبعي فني. وأنا على وشك إتمام ديواني الشعري الأول وسيرى النور قريباً». مواجهة الصعوبات كثيرة هي العراقيل والمصاعب التي قد تعتري المرء، ولكن بمزيد من الإصرار والرغبة والتحدي يمكن أن يجتاز المرء هذه العراقيل ويحقق ما يسعى إليه بجدارة، إلى ذلك، يقول محمد «لا أصغى إلى كل ما من شأنه أن يثبط عزيمته ورغبته، فمن يرغب في انتهاج هذا الدرب ومسيرته، عليه التحلي بالصبر والعزم والمضي قدما لتحقيق هدفه، وليعلم أن النصر سيكون حتما حليفه». ويضيف «أسعى إلى إنتاج أعمال فنية تتسم بغاية الجودة والاحترافية والحس الفني العميق والقيمة الفنية الكاملة، كما أتطلع إلى تقديم الأعمال الفنية لأصحاب الذوق الرفيع الذين يدركون قيمته. إلى جانب ترك بصمتي في الساحة العالمية في المستقبل القريب». وحول وجوده في الساحة الفنية، يقول «شاركت في العديد من المعارض الفنية في مختلف السفارات والمؤسسات التعليمية والثقافية في بداية مشواري الفني، ولكن توقفت بعد ذلك للتفرغ لتطوير المستوى الفني على مر السنوات الماضية، وأنا فخور بنفسي لأنني استطعت الوصول إلى مستواي الحالي دون مساعدة أحد، وأعتبر ذلك إنجاراً كبيراً على الصعيد الشخصي، ولكن مسيرة التطوير تتطلب المزيد من الجهد والاستمرار». منظومة الهوى من الأبيات الشعرية للفنان إسماعيل محمد، والتي يجسد فيها منظومة الهوى وولع المحبين القصيدة التالية: لا تكتمي أسرار القلوب واخبري فها أنا على أعتاب قلبك قائمُ أرى فعل الهوى فيك، وما لك فـي ثنايا الليالي جفن نائمُ وأخبرني البدر أنك ناجيته كلما أعياك سهرا ليل قاتمُ واستبد بك لاعج القلب ونال منك الشوق ففي حبي أنت هائمُ يخفق قلبك طربا كلما أدنو منك ويحمر فيك خد ناعمُ تحكمين قلوب العاشقين ببسمة عجبا، نال منا ثغر فيك باسمُ يرنو إلينا طرفك خلسة، ولما أكشفك، لوجهك أنت لاثمُ وحكى صمتك مكنون الفؤاد وبانت عليك من الوجد معالمُ عجز اللسان فكلمنا طرفك أن قلبك ملبد بهوانا غائمُ فتلك دلائل الغرام لاحت لنا تودين خفاءها لكني فاهمُ فأقري ما لاقيت من الهوى فما ذنبا أتيت وما أنا في الهوى إثمُ فكفاك تمنعا فلن تعجزي فيك هواي، ولن تجديك نفعا التمائمُ وتغردي بقصائد الإلف فأكفيك شره أن لاح في الأفق لائمُ ودعي عنك وعني عذاب ود فعذاب الشوق لأظهرنا قاصمُ تركت العالمين ولا وددت غيري وأنا عن هوى غيرك صائمُ فتعالـي نمخر عباب الود ونعتلي فلكا في بحر الهوى عائمُ لك الشكر لقد أقررت أخيرا فلتحكم قلبي كما فعل حاكمُ فهذا الحب يأسرنا وجهلنا أسراره وفي فك طلاسمه ما فلح عالمُ وليجمعنا الود في رحابه وغدا فـي جنان الخلد حبنا دائـمُ.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©