الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طابور الصباح .. طقوس مدرسية تزرع قيماً نبيلة في نفوس الطلاب

طابور الصباح .. طقوس مدرسية تزرع قيماً نبيلة في نفوس الطلاب
20 سبتمبر 2011 02:06
الجميع يتذكر دقات الجرس.. تحية العلم.. التمارين الرياضية، وغيرها من مفردات طابور الصباح اليومي في كل مدرسة، التي تركت أكبر الأثر في نفوس الكثيرين على مدى سنوات التعليم، بما رسخته من مبادئ نظام وانضباط، ساهم في نجاح العملية الدراسية، وبالتالي الوصول بالعديد من الطلبة إلى بر الأمان من حيث الوجهة التعليمية التي كانوا يحلمون بها وترتبط بتطلعاتهم وأحلامهم، والقدرة على الوصول إلى الوظائف والمكانة الاجتماعية التي داعبت خيالهم أثناء سنوات النمو وتكوين الوعي والتخطيط للمستقبل. الطابور لا تقل أهميته عن أي خطوة من خطوات العملية التعليمية التي تتم داخل جدران المدرسة، فالبداية الصحيحة لليوم الدراسي تجعل اليوم كله صحيحا وخطوة للأمام في مسيرة الطلاب العلمية، ولذلك فإن طابور الصباح والصورة التنظيمية المثالية التي يجب أن يخرج بها تمثل واحدة من أهم مهام الإدارة المدرسية. قدرات لغوية عن طابور الصباح في المدارس، يقول الأستاذ عدنان عباس، مدير مدرسة النهضة الوطنية للبنين، إن الإذاعة المدرسية تعتبر من أهم الأنشطة التي تقدم خلال فترة طابور الصباح، بما تتيحه من أنشطة طلابية مختلفة وقدرات لغوية كونها تتم باللغتين العربية والإنجليزية، ومن ثم تتحسن القدرات اللغوية لدى جميع الطلاب وليس فقط من يتصدون للقيام بتنفيذ الإذاعة المدرسية، وتلك العملية تحمل تأهيلا غير مباشر للطلبة على حسن استخدام اللغة الانجليزية في الحياة الخارجية، وأيضاً تعزيز صلتهم باللغة العربية بوصفها اللغة الأم، من خلال الاهتمام بمهارات الخطابة والإلقاء للطلبة الذين يقرأون الإذاعة المدرسية، مشيرا إلى أن الإذاعة يتم تنفيذها بشكل مخطط ومنهجي من أجل تحقيق أهداف تربوية ترسخ مفاهيم ومبادئ معينة لدى الطلبة. وعن الأمور الأخرى المهمة التي تجري أثناء الطابور المدرسي، يقول عباس “يهدف الطابور إلى تعزيز الانتماء الوطني لدى الطلاب والمدرسين، عبر تأدية تحية العلم، التي يتعلم الطلاب من خلالها أساسيات الوطنية وإعلاء قيمة الهوية. ومن خلال الطابور تتم إذاعة العديد من التوجيهات والتعليمات المرتبطة بالعملية الدراسية، فضلاً عن المعلومات العامة والدينية والثقافية المبثوثة عبر الإذاعة المدرسية. وتكريم الطلاب المتفوقين علمياً ومن لديهم مواهب مختلفة، وأيضاً تكريم المدرسين ممن حققوا إنجازات مهمة سواء داخل المدرسة أو خارجها”. وفي ذات السياق، يفسر عباس الأهمية التعليمية لطابور الصباح بأن انتظام الطلاب في الطابور صباح كل يوم يعد عملية تنظيمية أكاديمية صحية، تسهم في صقل مواهب الطلبة وإبرازها، إلى أن يحين وقت انتهاء الطابور وسير الطلاب بشكل منتظم إلى صفوفهم، ما يجعل يومهم مغلفاً بالنظام في كل تفاصيله. أهمية بدنية عن الأهمية البدنية، يذكر عباس أن إجراء بعض التمارين الرياضية فترة الصبح تساعد على تنشيط الطالب ذهنياً وتجعل له حضورا فسيولوجيا، يساعد على تنشيط الطالب والحفاظ على لياقته طوال اليوم فضلاً عن التنشيط الذهني والجهوية لتلقي المعلومة داخل الصف. وحول أهمية وجود المدرسين خلال طابور الصباح، يوضح عباس أن أجمل ما في طابور الصباح هو خلق علاقة تفاعلية جميلة بين المدرسين ككل وبين الطلبة، ليشعر الجميع وكأنهم أسرة واحدة، ليترسخ في أذهان الجميع أن المدرسة هي كيان اجتماعي بالأساس، والطابور في هذا الإطار يجمع كل عناصر المدرسة في وقت واحد ويتشاركون اهتمامات واحدة، فضلاً عن إعلاء قيمة النظام والترتيب بين كافة مكونات العمل المدرسي ومنهم المدرسون. ويستعرض عباس تطور الطابور الصباحي عبر السنين، موضحاً أنه كان في البداية يتميز بالتقليدية، بمعنى تكرار ذات الأنشطة بشكل يومي تقريبا. أما الآن، يأخذ طابور الصباح شكلاً عصرياً من حيث إدخال الأجهزة التكنولوجية ممثلة في الآلات الموسيقية الحديثة، وعمل مسرحيات قصيرة للطلبة باللغتين العربية والانجليزية، ومن خلالها تظهر إمكانيات عديدة للطلبة سواء في التمثيل أو الإلقاء، وحتى النواحي التنظيمية. إلى ذلك، يوضح عباس أن الأشخاص المخول لهم إدارة طابور الصباح هم فريق عمل مكون من المدرسين والطلبة، بحيث يساهم الجميع في العملية التنظيمية، وهذا يؤكد أهمية مشاركة الطلبة في المسؤولية الاجتماعية داخل المدرسة، ويبرز قدرة الطالب على القيام بأي شيء ومن ثم يجب تعويده على تحمل المسؤولية والمشاركة في تأدية المهام المختلفة داخل المدرسة. ويقول إن قائد الطابور الصباحي يقوم بذلك من خلال قدرته على اكتساب احترام الآخرين، ليكون قادراً علـى توجيه الطلبة وإلقاء التعليمات بطريقة تحظى بقبول من الطلبة. وعن حالات سوء التصرف من قبل بعض الطلاب وكيفية التعاطي معها، ذكر عباس أن التعامل مع مثل هذه الوقائع يكون باستدعاء الطالب وإعلامه بأن التصرف الذي قام به تصرف غير صحيح، ويذكر له التصرف الصحيح، ويكون ذلك عبر حديث جانبي وتوجيه بعض الملاحظات للطالب صاحب السلوك، وفي حالة تكرار الخطأ تكون هناك لوائح ضابطة لسلوك الطلبة يتم تطبيقها من أجل عملية التوجيه التربوي السليم لهم. أدوار متميزة من الطلبة المتفوقين أصحاب الدور المتميز في طابور الصباح، الطالب محمد أحمد (11 سنة) وهو حائز على جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للتميز التعليمي “طالب متميز” العام الماضي، وسبق أن فاز بها مرة أخرى قبل ثلاثة أعوام، كما فاز بجائزة الشارقة للطالب المتميز منذ عامين. يقول محمد إنه يشارك في تنظيم طابور الصباح من خلال تنظيمه لوقوف الصفين الخامس والسادس أثناء الطابور، ويحرص على جعلهم واقفين دائماً على خط واحد، حتى يكون المظهر العام لهم لائقاً ومنظماً. ومحمد عضو أساسي في جماعة الإذاعة المدرسية، ومشارك في الفرقة الموسيقية بالمدرسة حيث يعزف على آلة الإيقاع أثناء طابور الصباح، وبصفته عضوا ورئيسا للنادي الثقافي الاجتماعي بالمدرسة يحرص على تنظيم حفلات في كافة الفعاليات مثل العيد الوطني وعيد الأم. وتقام هذه الفعاليات في الغالب أثناء طابور الصباح. وحول فوائد طابور الصباح بالنسبة له، أجملها محمد في تعلم النظام وقوة الشخصية من خلال القدرة على التعامل مع قدر كبير من الطلبة، كما أن الطابور، حسبما يقول، يفيد الآخرين من حيث الإسهام في تعليمهم النظام والترتيب أثناء طابور الصباح. أما زميله عمر العوران (12 سنة) فيذكر أن دوره في الطابور يقوم على الإسهام في تنظيم الصفوف والإشراف عليها، وكذلك تنظيم الحفلات التي تقيمها المدرسة في المناسبات المختلفة وتعرضها خلال طابور الصباح، ومنها تكريم الطلبة والمدرسات وحتى بعض الأمهات المتفوقات، أما دوره في الإذاعة يتمثل في تقديمها باللغتين العربية والانجليزية، وأحيانا إلقاء الأناشيد الدينية. ومن أبرز الفوائد التي يحصدها العوران من وراء هذه المشاركات الصباحية، حسبما يقول، اكتساب القدرة على النظام والانضباط وتنمية روح التعاون والمشاركة مع الآخرين. من ناحيته، يذكر محمد الحوسني (10 سنوات)، وهو من الطلبة المتفوقين والمرشح لجائزة التمييز التعليمي لهذا العام، أن الطابور الصباحي يحمل فوائد متنوعة للطلبة من حيث النظام وبدء اليوم بيقظة ونشاط وطرد الكسل، ما يساعد على تحقيق درجات دراسية عليا والتفوق. رسائل نظام من ناحيتها، ذكرت هند لوتاه مدير مدرسة السعادة، أن طابور الصباح يحمل رسائل النظام والترتيب لكل أعضاء فريق العملية التعليمية، ويعود الطلاب على احترام قيمة الوقت من خلال توقيع العقوبة على من يتخلف عن موعد الطابور، ويمتد هذا العقاب إلى الجميع وليس الطلاب فقط، حتى يعرف الجميع قداسة الوقت وأهمية الانضباط في نجاح أي عمل سواء داخل المدرسة أو خارجها، كما أن الطابور يعزز الهوية الوطنية عبر اصطفاف الجميع طلابا ومعلمين من أجل تحية العلم. ويشمل الطابور أيضاً ضمن فوائده عملية توطيد للعلاقات الاجتماعية داخل المدرسة وتعويد الطالب على احترام الكبير من خلال طاعته للمشرف على الطابور. وتضيف “الإذاعة المدرسية التي تقدم أثناء الطابور تقدم عددا من الأنشطة والمواهب للطلبة، وهي عملية مهمة في التنشئة الشاملة للطلاب من حيث تقوية شخصيتهم وتعويدهم على الثقة بالنفس والمواجهة، والطابور يتيح أيضاً فرصة التواصل الاجتماعي بين المعلمات في كافة التخصصات، كما أن وجود الإدارة إلى جانب المعلمات والطلبة في نفس المكان يمنح الجميع الشعور بالأمان وبأن الكل أسرة واحدة”. أولويات الإدارة ويؤكد محمد رمضان، المشرف الإداري بمدرسة النهضة، أن طابور الصباح من أهم أولويات الإدارة لأن نجاحه وانتظامه يعني نجاح اليوم الدراسي وانتظامه، وطابور الصباح يحمل فوائد عديدة برغم قصر الفترة الزمنية التي يستغرقها ولا تتجاوز 15 دقيقة، ويسهم بشكل جذري في تكوين شخصية الطالب عبر الأنشطة العديدة التي تمارس خلاله، كما يعزز طابور الصباح الهوية الوطنية لأنه يبدأ دوماً بالسلام الوطني وتحية العلم. ويعتبر رمضان طابور الصباح من وسائل التفاعل الاجتماعي المهمة بين الطلبة ومجتمعهم عبر الاحتفالات والفعاليات التي تنظم خلاله ويتم فيها الاحتفال بكافة المناسبات التي تجري في الدولة ومنها العيد الوطني والإسراء والمعراج، وبالتالي تحمل هذه الاحتفالات قيمة التفاعل المجتمعي للطلبة وإبراز مواهبهم في آن. الشروط المثلى لتنظيم طابور الصباح ? تحديد مكان مخصص لكل فصل دراسي بشكل واضح وبشكل منسق في ساحة المدرسة يراعى فيه سهولة دخول وخروج الطلاب للفصول الدراسية. ? تكون الكتب الدراسية أمام كل طالب لأنها تعطي منظراً جميلاً للاصطفاف وتساعد على وضع مسافات مناسبة بينهم دون الحاجة للتنبيه عليهم. ? عمل مجموعة من الطلاب يسمون بطلاب النظام الرياضي للإسهام في تنظيم الاصطفاف الصباحي والأنشطة الرياضية الداخلية بالمدرسة. ? قبل بداية الاصطفاف الصباحي بخمس دقائق لابد أن يكون معلم التربية البدنية متواجداً في مكان الاصطفاف للوقوف على آخر الاستعدادات والعمل على حل أي مشكلة قد تقع. ? تكون بداية الاصطفاف بعمل الإحماء المناسب للطلاب لأنه يساعدهم على الجاهزية الكاملة للتمرينات الصباحية، ويسهم كذلك في طرد الكسل والخمول عنهم، والذي لا بد أن يكون موجوداً لدى بعض الطلاب. ومن أفضل الإحماءات الجري في المكان مع تحريك اليدين وزيادة السرعة عند سماع الصافرة، والقفز لأعلى عند سماع كلمة “رذاذ” والجري السريع في المكان مع ضرب الفخذين عند سماع كلمة “مطر”، وكذلك الجري عكس إشارة المعلم وغيرها. ? التمرينات الصباحية لابد أن تكون متغيرة من وقت لآخر حتى لا يشعر الطلاب بالملل. ? تكون تمرينات طلاب المرحلة الابتدائية مختلفة عن تمرينات المرحلة المتوسطة والثانوية فالمرحلة الابتدائية يكون من الأفضل التركيز على التمرينات التي تعتمد على الجري والتصفيق مثل المشي في المكان أربع خطوات والتصفيق أمام الجسم أربع مرات مع الدوران ناحية اليمين لمرة واحدة، وضرب جانب الجسم بكلتا اليدين أربع مرات ثم التصفيق فوق الرأس أربع مرات. ? تعويد الطلاب على أداء النشيد الوطني بصوت عال بعد نهاية تمرينات الإحماء مباشرة. ? يكون خروج الطلاب من الفصول الدراسية بصورة منتظمة بحيث يتم إخراج فصل دراسي واحد للمسار الواحد لأن هناك مدارس يكون فيها أكثر من مسار ولذلك يتم التركيز على هذا الجانب منعا للفوضى. ? لا يأخذ الطالب كتبه الدراسية إلا بعد أن يخرج الطالب الذي أمامه حتى يتم المحافظة على هدوء الطلاب وعدم السماح لهم بإثارة الفوضى.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©