بيروت - الاتحاد: تسلمت الحكومة اللبنانية أمس نسخة عن تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري القاضي البلجيكي سيرج براميرتس غداة إقرارها مسودة مشروع قانون المحكمة الدولية، والذي حرك قضية الضباط الأربعة الموقوفين الذين تقدموا بطلب لاطلاق سراحهم·واكتفت مصادر حكومية بوصف التقرير بـ''الجيد والايجابي'' لكنها رفضت التعليق على محتواه، خصوصاً لجهة إشارته الى التعاون السوري الجيد مع التحقيق·
واعتبرت المصادر أن ما أعلنه براميرتس من أن التحقيق في الجريمة وصل إلى مرحلة ''حرجة ومعقدة'' ولا يمكن السير فيه سوى بسرية من أجل خلق محيط آمن لشهوده وفريقه، يهدف إلى كشف الحقيقة·
وكان تقرير براميرتس قد استند أساساً إلى العمل على إحدى اسنان و33 قطعة لحم محترق لرسم صورة تقريبية للمهاجم الانتحاري الذي يعتقد أنه اغتال الحريري· وقال المحققون إنهم يعتقدون- وفقا للأدلة المتوافرة - أن المهاجم كان يقف بجوار أو داخل عربة ''فان'' طراز ميتسوبيشي تحتوي على شحنة مساوية لنحو 1800 كيلو جرام من مادة ''تي·إن·تي''· وقال التقرير إن التاج الذي كان أعلى إدى أسنان القواطع بالجهة اليمني من الفك العلوي والذي يعتقد أنه كان في فم المهاجم أظهر ''علامة مميزة·· نادراً ما تشاهد بين الأشخاص الذين يعيشون في لبنان· وقال المحققون إن ''تحليل النسبة بين النظائر في العناصر التى وجدت في أجزاء مختلفة من جثة الشخص أظهرت أن الرجل لم يعش في شبابه أو في السنوات العشر الأخيرة من حياته في لبنان· وأشاروا إلى أنه كان في لبنان في الشهرين أو الأشهر الثلاثة الأخيرة من حياته في لبنان· وقال التقرير إن النسبة بين النظائر الموجودة في أجزاء مختلفة من الجسم تتباين حسب عدة عوامل من بينها المكان الذي كان يعيش فيه الإنسان عندما تشكل جزءا ما من الجسم على سبيل المثال فإن كثافة العظام وميناء الاسنان تتشكل في الطفولة بينما يستمر الجزء كم الشعرة الاقرب للجلد يتشكل حتى الاسبوعين الأخيرين قبل وفاة الانسان· وأشار التقرير إلى أن المحققين استشفوا من بيانات ذلك التحليل عن ''نوع المنطقة التى عاش فيها الفرد'' أثناء السنوات العشر الأخيرة من حياته، فإنهم لم يتمكنوا حتى الآن من تطبيق البيانات على مكان محدد ومازالوا يبحثون عن المكان الصحيح·
ويعتبر تقرير براميرتس وهو الرابع هذا العام والسادس للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري بمثابة محطة بارزة، وصفه المراقبون في بيروت بأنه تقني وشفاف خصوصاً وانه أعاد احياء الفرضيات المنطقية للجريمة ولم يوفر اية جهة محتملة بما فيها التفجير من الجو·
وأكد المراقبون أن القاضي البلجيكي يسعى إلى جمع الأدلة ضد المسؤولين عن اغتيال الحريري لكشف باقي الجرائم، خصوصاً وانه أشار إلى أنها مترابطة وهي جميعها من فعل جهة واحدة·
وحرك تقرير براميرتس مجدداً قضية الضباط اللبنانيين الاربعة الموقوفين في هذه الجريمة كمشتبه بهم، وسارع وكلاء كل من اللواءين علي الحاج وجميل السيد والعقيدين مصطفى حمدان وريمون عازار الى تقديم طلب جديد الى المحقق العدلي في الجريمة القاضي الياس عيد لإطلاق سراحهم فوراً·
وعلل المحاميان ناجي البستاني وأكرم عازوري طلب اخلاء سبيل موكليهما لعدم صلتهما بالجريمة·
عدد اليوم
