الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خلافات تفسد على السلطات الليبية الجديدة نجاحاتها الخارجية

خلافات تفسد على السلطات الليبية الجديدة نجاحاتها الخارجية
19 سبتمبر 2011 16:45
عكس تأجيل الاعلان عن تشكيل الحكومة الانتقالية الليبية الجديدة الذي كان مقررا الاحد، خلافات جدية بين القوى التي توحدت ضد نظام معمر القذافي لم يحجبها نجاحها دوليا وتمثيل ليبيا في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. فبعد مشاورات مكثفة واجتماعات بين المجلس الوطني الانتقالي والمكتب التنفيذي، اعلن رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل تاجيل الاعلان عن الحكومة الانتقالية الى اجل غير محدد لاستكمال المشاورات. وقالت مصادر قريبة من المشاورات لوكالة فرانس برس ان عددا من مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي عبروا عن رفضهم للجمع بين المسؤوليات في الحكومة المرتقبة "واصروا على انه لا احد يمسك حقيبتين". وهم يشيرون بذلك مباشرة الى جبريل الذي يتولى رئاسة المكتب والعلاقات الخارجية. وفي هذا الاطار اكد جبريل انه على استعداد للتخلي عن حقيبة الخارجية "عندما يكون هناك شخص قادر على استكمال المهمة التي بدأت منذ اكثر من ستة اشهر"، في اشارة الى العمل الكبير الذي قام به على الساحة الدولية انتصارا للقضية الليبية. وقال في تصريحات الاحد في بنغازي اثر نهاية جولة مشاورات بين المجلس الوطني الانتقالي والمكتب التنفيذي "احتفظ بحقيبة الخارجية فقط اذا لم يتوفر الشخص القادر على استكمال المهمة، لكنني اعتقد ان الاشخاص القادرين كثير". وتحدث مساعد لاحد اعضاء المجلس الانتقالي عن خلافات "بشان بعض الاسماء ولتضخيم عدد اعضاء التشكيل الوزاري" وعن "انتقادات لغياب العدل في تمثيلية المناطق الليبية". وقال لفرانس برس "ليس هناك اجماع على بعض التكنوقراط الذين عملوا مع نظام القذافي والبعض شدد على اننا لسنا في حاجة خلال هذه المرحلة الى اكثر من ثلاثين حقيبة وطلبوا انقاص عددها". وتابع "كما ان هناك من اعتبر ان تمثيلية المناطق الليبية ليست عادلة في التشكيل الوزاري المقترح". واضاف ان امر الحكومة اصبح مؤجلا "على الاقل" لحين عودة رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل وجبريل من اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة حيث ستشغل السلطات الليبية الجديدة للمرة الاولى مقعد ليبيا في الامم المتحدة في تكريس لشرعيتها الدولية. الا انه اكد ان الامر مرتبط ايضا باستكمال "تحرير الاراضي الليبية اذ تم الاتفاق على اعلان الحكومة الانتقالية حال اعلان التحرير". واوضح ان "مفهوم التحرير يعني السيطرة على سرت وبني وليد وسبها" حيث لا تزال المعارك محتدمة بين قوات النظام الجديد وانصار معمر القذافي في آخر معاقله ولا يبدو حسم المعركة وشيكا. ويشير كثير من المراقبين الى ان هذه الخلافات البادية حول تفاصيل المشهد السياسي الانتقالي في ليبيا ما بعد القذافي، يخفي في ثناياه صراعا واضحا بين تيارين اساسيين هما اللييراليين والاسلاميين وبالتالي بين خيارين مجتمعين. وقالت شخصية نافذة مقربة من التيار الاسلامي الليبي "هناك صراع على مستقبل ليبيا بين الليبراليين المتطرفين ويمثلهم (محمود) جبريل والوطنيين"، على حد تعبيره. وكانت الايام الاخيرة التي سبقت مشاورات تشكيل الحكومة شهدت تجاذبا بين القوى التي توحدت للاطاحة بنظام معمر القذافي عكستها خصوصا تصريحات الشيخ علي الصلابي (48 عاما) المقيم في قطر، والدكتور في علوم الدين المتخرج من جامعة ام درمان السودانية والتي انتقد فيها بشدة بالخصوص رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل الخبير الاقتصادي الذي نال شهرة على الساحة الدولية وداخل ليبيا في الاشهر الاخيرة. كما كان اسماعيل الصلابي (35 عاما وشقيق علي الصلابي) القائد العسكري النافذ في قوات الثوار الليبيين قال في بداية سبتمبر الحالي ان "الثوار هم الذين يقتلون على الجبهة ليحرروا ليبيا، وليس اعضاء المجلس الذين كان بعضهم وزراء لدى القذافي فيما آخرون منهم لم يمضوا سوى ساعات قليلة في ليبيا منذ اشهر" في اشارة الى معارضة الخارج. وكان مصطفى عبد الجليل ومحمود جبريل شغلا مناصب وزارية في عهد القذافي قبل الانشقاق عنه لينضما الى الثورة. وكثيرا ما يشدد جبريل على ارساء دولة القانون المدنية والعصرية وعلى ضرورة الاهتمام بترقية دور المراة الليبية التي شاركت في الثورة على نظام القذافي وهو امر قد لا يروق كثيرا للاسلاميين الذين يستنفرون في صده بيئة اجتماعية قبلية لا تقبل الا بدور ثانوي للمراة. وكان لافتا خلال المؤتمر الصحافي الاحد اشارة جبريل الى منح المراة مكانتها في المؤسسات الليبية الجديدة. وقال ان "المبدأ العام المتفق عليه هو ان يكون للشباب والمراة دور اساسي"، قبل ان يضيف "على الاقل مناصب وكلاء وزراء ومدراء عامون وزارات"، في اشارة الى سقف للمسؤوليات السياسية يبدو انه من الصعب على المراة الليبية تخطيه بحسب موازين القوى الحالية. ومع الهدنة المعلنة في هذا الصراع السياسي الى حين وفي انتظار انجلاء غبار المعارك الاخيرة مع انصار القذافي، يستمر الحراك السياسي الليبي بين قوى جديدة تتدرب على التعايش الديمقراطي الايجابي الذي يحذر متابعون للشان الليبي من ان ينزلق بهم الى تناحر على السلطة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©