الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

استمرار إزالة الأشجار في غابات الأمازون يهدد الأميركتين بالجفاف

استمرار إزالة الأشجار في غابات الأمازون يهدد الأميركتين بالجفاف
7 سبتمبر 2012
باريس (أف ب) - إذا استمرت إزالة الغابات على هذا المنوال في الأمازون، فقد تنخفض التساقطات انخفاضاً شديداً وتشهد المنطقة اضطرابات بيئية واقتصادية كبيرة، على ما أنذر باحثون. ومن المفترض أن تنخفض التساقطات بنسبة 12% خلال الموسم الرطب، و21% خلال الموسم الجاف بحلول العام 2050 في الحوض الأمـازوني، وفق حسـابات الباحثين. وقد تبدو هذه المعطيات سخيفة ومن دون أي أهمية، في ظل النقاشات التي أثيرت حول هذه الظاهرة خلال القمم العالمية التي كرست للشؤون البيئية. غير أن هذه التقديرات هي الأولى من نوعها التي تستند إلى نماذج تستشرف تجفف الحوض الأمازوني وبيانات ميدانية تظهر، على سبيل المفارقة، أن نسب الأمطار تزداد في المناطق مقطوعة الأشجار. ويكمن مفتاح هذا اللغز في ما يعرف بظاهرة البخر والنتح. وهذه الظاهرة بسيطة جدا، فالأشجار المدارية تستخرج المياه من باطن الأرض وتضخها في الغلاف الجوي، قبل أن تتساقط المياه على شكل أمطار في الموقع عينه أو في مناطق أخرى. وتتراوح نسبة هذه التساقطات في المناطق المدارية الرطبة التي تضم أكثر من 35% من الغابات في العالم في مساحة تمتد على 11,5 مليون كيلومتر مربع، بين 25 و56%. وبمعنى آخر، تسمح هذه الظاهرة بالحفاظ على الرطوبة المحلية وبتوفير الكثير من المياه لطبقات عميقة تحت الأرض. وتفيد النماذج المناخية جميعها بأن إزالة الغابات المدارية من شأنها أن تضعف هذه الآلية الحيوية، حتى أن أحد نماذج المحاكاة قد أظهر أنه في حال أزيل 40% من الغابات الأمازونية، سيتحول مناخ المناطق من مناخ مداري رطب إلى مناخ أشد جفافاً. لماذا إذا تزداد التساقطات في المناطق مقطوعة الأشجار.. يكمن التفسير هنا أيضاً في ظاهرة البخر والنتح، لكن هذه المرة بطريقة غير مباشرة. حيث ترتفع الحرارة في المناطق مقطوعة الأشجار لأن الغطاء النباتي غير كاف فيها، ويتكون بالتالي تيار هوائي صاعد يسحب في طريقه الهواء الرطب من الغابات المجاورة. ويرتفع هذا الهواء الرطب بدوره ويؤدي إلى هطول الأمطار في المناطق الرطبة. وقد تطلب فك هذا اللغز جهوداً من دومينيك سبراكلن من جامعة ليدز (بريطانيا) وزملائه الذين نشرت أعمالهم في المجلة البريطانية “نيتشر”. فهم قد حللوا المعطيات الناجمة عن أقمار اصطناعية مختلفة عن التساقطات والغطاء النباتي ما بين العامين 2001 و2007، وذلك لكل خط عرض وطول بين المدارين. ثم قاموا بالاستناد إلى معادلة رياضية لتتبع كل مسار أخذته الكتل الهوائية المختلفة في الغلاف الجوي المداري. واكد الباحثون “وجدنا علاقة وطيدة بين تعرض الكتل الهوائية للنباتات والتساقطات الناجمة عنها”. وأوضحوا قائلين إن “الهواء الذي يمر فوق غطاء نباتي كثيف يؤدي إلى تساقطات أكثر بمرتين على الأقل من التساقطات الناجمة عن هواء مر فوق غطاء نباتي خفيف”. وبعد إضافة ظاهرة التجفف هذه إلى ارتفاع الحرارة بمعدل ثلاث درجات مئوية الذي يرتقبه علماء المناخ في نهاية القرن، يتبين لنا أن الآثار المحتملة على منطقة الأمازون “قد تكون هائلة”، على حد قول لويس أراجو، المتخصص في الشؤون البيئية. ويلفت أراغو ختاماً إلى أن هذه “التغييرات تهدد مباشرة الزراعة التي تدر 15 مليار دولار في منطقة الأمازون، وقطاع الطاقة الكهرمائية التي تولد 65% من الكهرباء في البرازيل”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©