أجمع مشاركون في المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي نجاحه في خلق منصة أساسية تكون قاعدة للشراكات المستقبلية بين الشركات الإماراتية والأفريقية.
وأكد حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، نجاح المنتدى في تناول التحديات التي يواجهها المستثمرون في أفريقيا إضافة إلى تحديد الفرص السانحة ودفع مسيرة التعاون المستقبلي بين دبي وأفريقيا، مشيراً إلى أن المنتدى قد أثبت فعاليته في تحفيز الحوار الإماراتي والأفريقي حول الاستثمارات المشتركة.
وأوضح أن الغرفة مصممة من خلال المنتدى والدراسات، التي تطلقها والمكاتب التجارية التي تفتتحها في أفريقيا على أن تكون ومجتمع الأعمال في دبي شريكاً أساسياً ومساهماً فاعلاً في التنمية الأفريقية.
وأشاد بوعميم بحضور أكثر من 1000 مشارك، بمن فيهم 700 من خارج الدولة، قدموا من 62 بلداً بينها 32 بلداً أفريقياً فعاليات المنتدى، حيث أجرى هؤلاء أكثر من 132 اجتماع عمل خلال يومي المنتدى، إضافة الى حضور أكثر من 120 إعلامياً محلياً ودولياً لتغطية الحدث.
وشهد اليوم الثاني والأخير للمنتدى نقاشات مهمة تركزت حول النقل والسياحة والتعليم والشركات الدولية والتجارة، كما شهد المنتدى تنظيم 132 اجتماعاً ثنائياً جانبياً على هامشه بين المستثمرين والشركات ورجال الأعمال، وهو رقم يعكس أهمية المنتدى في تأسيس شراكات تجارية واقتصادية.
وفي جلسة بعنوان «التجارة وخطوط التواصل - دبي كمركز للقارة الأفريقية»، قال تيم كلارك رئيس طيران الإمارات تعليقاً على دور دبي كبوابة إلى أفريقيا: «كانت دبي من أوائل الذين تعرفوا على الفرص الموجودة في جنوب أفريقيا وأسست عمليات لها في القارة.
وما بدا وكأنه خطوة مغامرة في حينه، أثمر مع الوقت نتائج هائلة، وهو دليل على نجاح الاستراتيجية، التي جعلت دبي إحدى أسرع الأسواق نمواً وسوف تجعلها قريباً أكبر محور للنقل الجوي على وجه الأرض».
وأضاف: «نملك الآن أسطولاً قيمته سبعة مليارات دولار مخصصاً لرحلات أفريقيا فقط، إضافة إلى ملياري دولار قيمة أكلافه التشغيلية، وفي السنوات الخمس المقبلة، سوف نشهد ارتفاع هذا الرقم إلى ما بين10 و12 مليار دولار، ولكننا لا نزال في منتصف الطريق هناك، فإننا نرى فرصاً جديدة مع مرور الوقت».
وكانت الجلسة الأولى بعنوان «اغتنام الفرص السياحية الممكنة في أفريقيا» قد شهدت حواراً مع توم باراك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كولوني كابيتال، تناول فيه الفرص الموجودة في القطاع السياحي وتصوراته بشأن فرص الاستثمار المستقبلية.
وقال باراك: «النمو في أفريقيا محدود بما يمككنا تعريفه، وما يمكن للشراكات بين القطاعين العام والخاص الدفع به».
أما الجلسة الثانية، فقدمت معلومات عن الجيل الجديد من الشركات الأفريقية، التي تمهد الطريق لبزوغ قطاع خاص ورواد أعمال جدد».
وناقشت الجلسة التي حملت عنوان «التغلب على عوائق التجارة البينية» كيفية التغلب على عوائق التجارة عبر الحدود.
وقال معالي محمد غريب بلال، نائب رئيس جمهورية تنزانيا: «كجهاز إقليمي، فإن مجموعة شرق أفريقيا قد رأت تبادلاً تجارياً وتعاوناً إيجابياً بين تنزانيا وجيرانها، ويكمن التحدي الآن في بناء قصص النجاح».
وقال الدكتور ريتشارد سيزيبرا، الأمين العام لمجموعة شرق أفريقيا: «نشعر بالتفاؤل تجاه مستقبل التجارة عبر الحدود في أفريقيا، والتوقعات تبدو جيدة جداً، ولاستمرار ذلك، من الضروري إزالة المعوقات وإقفال الطرقات غير الشرعية والاستثمار في البنية التحتية لتسهيل الأعمال التجارية.
وقالت هانا تيته، وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإقليمي في جمهورية غانا: «لقد حققنا الكثير من التقدم في التدفق التجاري داخل القارة من حيث حرية تنقل الاشخاص بين الدول.
أما من ناحية التجارة، فتتطلب تحقيق المزيد من التطور، بما في ذلك التوسع في البنية التحتية والاستثمار في المشاريع.
كما يجب تنسيق التشريعات عبر الدول وتسهيل الأنظمة المالية.
ومن المهم في 2015 أن تبدأ عملية التفاوض بشأن التكتلات الاقليمية لإيجاد أطر لمنطقة تجارة حرة».
بدوره، أوضح ستيف شوارزمان، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة بلاك ستون، أهمية بناء شراكات في القارة ونجاح شركة بلاك ستون في تحقيق شراكة بلغت قيمتها خمسة مليارات دولار أميركي مع «دانجوتي للصناعات».
وقال: «هناك حاجة ماسة في دول جنوب الصحراء الأفريقية الى الطاقة، حيث إن 70% من سكانها يفتقرون الى الكهرباء.
ورغم ذلك، لا تزال المنطقة تنمو بمعدل 6%، وهذا دليل على التطور السريع والإبداع.
»
وفي الجلسة التي حملت عنوان «المستهلك الأفريقي – فهم المليار التالي»، ناقش المتحدّثون المقاربات المتاحة للاستفادة من الفرص عند أسفل الهرم في السوق الأفريقية وكيفية الوصول إلى المليار التالي من المستهلكين.
وقالت آن كيرنز، رئيسة الأسواق الدولية في ماستركارد: «أفريقيا اقتصاد يعتمد على الدفع نقداً بنسبة 95 في المئة.
وأفضل طريقة للوجود في القارّة هي من خلال استثمار كبير تواكبه شراكات حكومية ومؤسسية، ما يتيح حلاً متكاملاً ».
وقال تشالز روبنسون، كبير الخبراء الاقتصاديين، ورئيس قسم الاستراتيجية الكلية في «رينيسانس كابيتال»: «هناك مجموعة من معطيات النمو التي لم يتم قياسها بشكل صحيح في أفريقيا.
وهذا بسبب النمو السريع والتغيرات، التي تجعل من الصعب الحصول على معلومات حديثة.
من الواضح أن القارة تشهد طفرة في مجال السلع، لكن التركيز يجب أن يكون على التعليم للتخفيف من حدة الفقر في المناطق الريفية وتطوير الطبقة الوسطى في أفريقيا».
وفي الجلسة السابعة التي حملت عنوان «بناء الأعمال الريادية»، قال طوني فرنانديز الرئيس التنفيذي لمجموعة «أمير آسيا»: «تملك القارة الأفريقية قدرات هائلة بالنسبة للطيران قليل الكلفة، ونهدف إلى تحسين التنقل بين أفريقيا وآسيا.
إن فوائد هذه الرحلات هي في نقل العمال والسياح.
وكمسؤول تنفيذي، أرغب في معرفة جميع تفاصيل عملي وأهم ما نملك هو موظفونا.
ومن المهم إعطاؤهم الثقة ودعمهم وتشجيع الإبداع».
عدد اليوم
