السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صدمة البلاء ونعمة الشهداء

صدمة البلاء ونعمة الشهداء
12 سبتمبر 2015 19:01

يرى د. خليفة علي السويدي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمر بمرحلة حرجة من تاريخ مجدها، حرب التحقنا بركبها، دفاعاً عن المظلوم، وتلبيةً لنداء الأشقاء، وكي نؤمِّن لأنفسنا وأجيال المستقبل نعمة البقاء، وكان لازماً لاستقرار الوطن واستمرار الرخاء من دماء تُسال قرابين نزفها لجنَّة عرضها الأرض والسماء، وما أشدها من لحظة تلك التي مرت بها أسر الشهداء، وهل هناك أشد من خطب أسماها ربنا سبحانه مصيبة، وأخطر مرحلة من مراحل مصيبة الموت هي تلقي الأنباء، فبعض الناس لا يعترف بفقده لمن أحب من الأبناء أو الآباء، ويعيش أصعب مرحلة، وهي قبول حقيقة تتمثل في أن من أحب ليس له وجود من جديد في قائمة البقاء. لا شك أنها مرحلة طرحت الكثير من التساؤلات عند كثير من الناس وأهمهم كانت أسر الشهداء، هذا الأمر صحيح، لكن ليس في دولة العطاء والتضحية والفداء دولة الإمارات. فما أروعها من كلمات سطّرها أهل الشهداء، «كلنا فدا الإمارات». مرحلة من الصعب أن أجد لها تفسيراً في كتب التربية وعلم النفس. حب أهل الإمارات لوطنهم فاق كل التوقعات، الكل يعلم العلاقة المتميزة بين الإماراتي ووطنه، والجميع يشهد بجودة الحياة في وطننا، وروعة التناغم بيننا وبين قيادتنا، وقد راهن البعض أنه حب الرخاء، لكن اختبار الشهداء أفشل كيد الخبثاء، فعلاقة الإماراتي بوطنه وقيادته متميزة في الرخاء، لكنها أكبر من أن توصف عند المحن والبلاء. زيارات أصحاب السمو لأسر الشهداء أجمل من أن توصف بكلمات، لكنها كانت الورقة الرابحة التي حولت خيام العزاء إلى مراكز مجد وفخر وأنفة وإباء.

النصر في اليمن وفاءً للشهداء

يقول د. سالم حميد: لكل حدث دلالاته ومعانيه، ونحن بإزاء حدث استثنائي يفرض المزيد من التصميم لإنجاز المهمة التي يجب أن تنجح وأن يكون النصر لا سواه غايتها، فأمام استشهاد كوكبة من أبطال الإمارات، ومعهم ثلة من إخوتهم من الجيشين السعودي والبحريني والجيش الشرعي اليمني، كانت الدلالة واضحة ومحفزة على مواصلة تطهير اليمن من عصابة الحوثيين المجرمة. إن الوفاء للشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية لن يكون إلا بحسم المعركة وتحقيق الهدف المتمثل في إنهاء الانقلاب الحوثي الإيراني، وإعادة الحكومة الشرعية إلى اليمن، ومساعدة اليمنيين على بناء دولة تهتم بشعبها وتنقذه من الفقر والانفلات الأمني. كانت دول مجلس التعاون الخليجي سباقة في رعاية الانتقال السياسي الآمن في اليمن، ومثلت المبادرة الخليجية وما تلاها من حوارات بارقة أمل، لكن الحوثيين وحلفاءهم قفزوا على المبادرة ونتائج الحوار ثم انقلبوا على سلطة الرئيس الشرعي، وبدؤوا اجتياح المحافظات والمدن، مما أدى إلى استنجاد الحكومة الشرعية بدول الخليج التي شكلت تحالفاً عربياً لإعادة الأمور إلى نصابها في اليمن وإنقاذ شعبه من عنف الجماعة المارقة. لقد تحولت مليشيات الحوثيين وقادتها إلى تجار للوقود الذي افتتحوا لأجله الأسواق السوداء لجني الأموال، بينما ازداد تذمر السكان وتأييدهم للتخلص من هيمنة الجماعة التي تحاربهم وتدمر اقتصادهم وتخزن الأسلحة في مدارس أبنائهم وتقصف مستشفياتهم. ومنذ ظهورهم شرع الحوثيون في العمل على بث وتصدير الكراهية وتهديد النسيج الاجتماعي اليمني وإقصاء كل من يختلف معهم، وسعوا إلى تهديد جيران اليمن بمناورات عبثية كلفتهم بها طهران، وبعد أن خدموها بغباء تخلت عنهم وذهبت للتفاوض بشأن برنامجها النووي، فكانوا مثل غيرهم من أدواتها مجرد أوراق للضغط والابتزاز لا أكثر، حتى عندما قررت مساعدتهم أثناء ورطتهم في مجابهة القوة الضاربة للتحالف العربي، أرسلت لهم مساعدات غذائية فاسدة ومنتهية الصلاحية تم حجزها في جيبوتي. الحوثيون الآن قاب قوسين أو أدنى من فقدان الوهم الذي اخترعوه ثم صدقوه، وسوف تستمر مهمة إنقاذ اليمن وشعبه من الانقلابيين الذين غامروا بتأجير أنفسهم لخدمة الأجندة الإيرانية الطائفية في المنطقة، ونحن نعرف حجم معاناة أبناء اليمن الذين تؤيد غالبيتهم الساحقة قوات التحالف العربي ويباركون تحريرها للمدن والمحافظات بالتعاون مع المقاومة اليمنية، وبعد خطوة تحرير عدن ومحافظات جنوب اليمن، سيأتي الدور على بقية المناطق اليمنية لتخليصها من الحوثيين وهمجيتهم.

الدولة العربية في السلم والحرب يقول د. رضوان السيد: القوات العربية خسرت عدداً معتبراً من الشهداء، لكنهم ماتوا مقبلين غير مُدْبرين، وهم يخوضون حرباً لصون الأمن الوطني والقومي. ما أجمع العرب منذ حروب الصراع مع إسرائيل على فلسطين، كما أجمعوا على الحرب باليمن. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب: وضوح العدوان والانقلاب باليمن، وإرادة قهر الشعب اليمني وإخضاعه، وتهديد الأمن العربي، والإحساس العربي العام أنه إن سقطت اليمن بعد العراق وسوريا وليبيا ولبنان، فإن الأوضاع ستستعصي على الترميم، وستكون بقية الأقطار مهدَّدةً بمليشيات التطرف والإرهاب والتدخل الإيراني. والواقع أنّه منذ اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، سقطت أُطروحة الحرب وإمكانياتها من الأخلاد والأعمال، رغم حربي صدام حسين على إيران والكويت، وحروب العدوان الإسرائيلية المتكررة. وهكذا صار عمادُ الأمن بالمنطقة العربية: الاعتماد على أحد طرفي الحرب الباردة في حماية الاستقرار داخلياً وخارجياً، وممارسة دبلوماسية وقائية نشطة لاتقاء الشرّ بأي ثمن. واعتبر الجميع ما حصل في حرب العراق على الكويت، دليلاً على عبثية الحرب حتى ما كان دفاعياً منها. وربما كانت هذه القناعة أيضاً وراء ذهاب ياسر عرفات باتجاه أوسلو وخيار السلام! فالحرب ما عادت ممكنة، بل صارت مستحيلة بغياب مصر، والذهاب إلى أوسلو هو الإنجاز الأقصى للانتفاضة.

العراق.. أزمة تلو أخرى يرى د. شملان يوسف العيسى أن أطرافاً خارجية، على رأسها إيران والولايات المتحدة، لا تريد للشعب العراقي أن يتوحّد. يدور جدل مطول في العراق الشقيق بين السياسيين العراقيين، السنّة منهم والشيعة، حول قانون الحرس الوطني الذي سيسمح للمحافظات، خصوصاً السنية منها، بتشكيل قوة دفاع ذاتية. الموافقون على هذا القانون هم النواب السنّة، وبدعم قوي من الولايات المتحدة. فقد صرّح السفير الأميركي ببغداد، «ستيوارت جونز»، بأن تشريع قانون الحرس الوطني سيعمل على تعميق وحدة العراق ويعزز تأثير قوات الأمن في المناطق التي تحميها. لكن الأحزاب والميليشيات والسياسة الشيعة يعارضون القانون؛ فـ«كتائب حزب الله» العراقية رفضت بشكل مطلق تشريع قانون الحرس الوطني ووصفت من يصوّت لصالح القانون بالخونة لدماء الشهداء وتضحيات الجرحى وتطلعات الأيتام. كذلك حذّرت كتلة بدر النيابية التابعة لـ«منظمة بدر» الشيعية، السفير الأميركي من التدخل في الشأن العراقي لاسيما قضية الحرس الوطني. عضو مجلس محافظة الأنبار «راجع بركات العيساوي»، صرّح بأن المقاتلين من رجال القبائل تسلّموا قبل أيام أول شحنة من الأسلحة الأميركية، كما تم تسليمهم رواتب.. وهذا تطور جديد على صعيد الحرب ضد «داعش». وأضاف العيساوي أن عملية التسليح ستتواصل لتشمل أسلحة أكبر وأكثر تطوراً، كما سيتم تجنيد أعداد أخرى وتدريبهم على يد قوات التحالف الدولي، ومن ثم تسليحهم وزجهم في المعارك ضد «داعش» في مدينتي الرمادي والفلوجة.

«العبادي» وتحديات الإصلاح العراقي

يقول زلماي خليلزاد : تمثل حملة الإصلاح التي أعلنها رئيس الوزراء «حيدر العبادي» الشهر الماضي نقطة تحول محتملة بالنسبة للعراق. وفي الواقع، فإن نتاج هذه الحملة سيشكل مستقبل دولة أساسية بالنسبة للصراع العالمي ضد تنظيم «داعش» وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. لذا، ينبغي على الولايات المتحدة التركيز على معركة العراق الجديدة ومساعدة «العبادي» في جهوده من أجل الإصلاح. ويسارع «العبادي» لتنفيذ إصلاحاته بسبب ضغوط من حركة غير طائفية تشمل العديد من جماعات المجتمع المدني، والتي نزلت إلى الشوارع لعدة أسابيع. وقد لعب آية الله علي السيستاني دوراً حاسماً في تشجيع العبادي على تبني الإصلاح. وتشمل إصلاحات العبادي محاربة الفساد وتأسيس نظام الجدارة في التوظيف الحكومي بدلاً من المحسوبية الحزبية والطائفية. ويريد المتظاهرون أيضاً تحقيق مصالحة وطنية وإصلاح النظام القضائي، بما في ذلك تغيير رئيس المحكمة العليا «مدحت المحمود»، الذي كان داعماً رئيسياً للإجراءات غير الدستورية التي قام بها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. تعد الطائفية سرطاناً في السياسة العراقية. وقد جاء آخر تعبير واسع النطاق عن السياسة غير الطائفية خلال انتخابات 2010، عندما ساعد تحسن المناخ الأمني لفترة وجيزة في تقليل فعالية سياسة الهوية. بيد أن الطائفية شهدت تزايداً مرة أخرى عندما تدهورت الحالة الأمنية بعد الانسحاب العسكري الأميركي، لذا، فإن أحداث اليوم تقدم فرصة أخرى نادرة للعراق.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©