الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وأد التطرف... مهمة الأميركيين المسلمين

13 فبراير 2010 21:04
يقول تقرير صدر مؤخراً عن باحثَين اثنين من جامعتيْ ديوك وكارولاينا الشمالية إن عدد المسلمين الأميركيين المعرّضين للتطرف قليل، ولكن لا يمكن تجاهله. وقد أوقف منذ الحادي عشر من سبتمبر 139 مسلماً أميركياً بتهم تتعلق بالإرهاب، وأدين بعضهم بينما ينتظر الباقون صدور قرارات المحكمة. ويُعتبر هذا العدد ضئيلاً عموماً مقارنة مع عدد السبعة ملايين مسلم في أميركا. وإن كان هذا الرقم يبقى مخيفاً، على كل حال، فإرهابي واحد هو إرهابي زائد عن الحدّ، بكل تأكيد. وعلى رغم إثارته المخاوف حول نزوع الشباب المسلم إلى التطرف، إلا أن تقرير جامعتي ديوك وكارولاينا الشمالية، يُثني كذلك على الجالية الأميركية المسلمة للخطوات التي اتخذتها حتى الآن للحد من التطرف، بما في ذلك شجب الإرهاب بقوة ووضوح. وما زال في الإمكان عمل المزيد. ومن الأمور المفيدة في اتجاه قمع التطرف الداخلي المزيد من الانخراط في العملية السياسية، التي تتراوح بين التصويت في الانتخابات إلى الترشّح لوظائف حكومية. ويوفّر الانخراط السياسي، حسب التقرير المذكور: "مثالاً للمسلمين حول العالم بأن التظلمات والشكاوى يمكن حلها من خلال أساليب سلمية ديمقراطية". وفي نظري أنه بدلاً من طرح مثل هذه القضايا على أنها تتمحور حول التطرف، فإن المجتمع الأميركي المسلم سيستفيد بصورة أفضل من خلال جعل القضية عموماً تتمحور حول المشاركة السياسية. وعلى سبيل المثال، بدلاً من التذمّر من التمييز، يجب على المسلمين الدفاع عن قيم التنوع والتعددية حتى تصبح المؤسسات السياسية والشركات الكبرى انعكاساً للمجتمعات التي تخدمها. وسيسمح ذلك ببلورة تحالف أوسع عبر الخطوط الدينية والعرقية، الأمر الذي يزيد من فرص نجاح إزالة التشاؤم الذي ينتشر غالباً في المجتمع الأميركي المسلم. ثم إن الجالية الأميركية المسلمة بذلت جهوداً، يتعين استمرارها، لتحسين العلاقات مع مؤسسات تطبيق القانون. وتحتاج جهود كهذه أن تكون مستدامة، وأن يتم تعزيزها من خلال تحفيز المسلمين الشباب على الانضمام إلى صفوفها. ولدى الجالية المسلمة مصادر قلق شرعية في هذا الجانب. إلا أن مصادر القلق عموماً لا تنفي الحاجة إلى انخراط أفضل. ويتعين على المسلمين التعامل مع قضايا معاصِرة للعيش في أميركا مثل الكيفية التي يمكن بها توسيع حرية التعبير للرد على التعديات اللفظية ضد الإسلام. وسيسمح هذا للشباب أن يقدّروا أن صد الرهاب من الإسلام لا يشمل قمع الحريات، ومنها حريات الآخرين بصفة عامة. ويؤكد منشور "بناء جسور لتقوية أميركا" الذي أصدره مجلس العلاقات العامة، وهو هيئة خدمة عامة تعمل لدعم الحقوق المدنية للمسلمين الأميركيين، أن الخطوة الأولى عادة نحو التطرف هي عدم الرضا اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، الأمر الذي قد يؤدي إلى أزمة شخصية. وتؤدي هذه الأزمة والارتباك في الهوية أحياناً إلى البحث عن إجابات، ما يؤدي بالبعض للبحث عن الحلول الحدية في التشدد. ويحصل التجنيد الخطير للشباب في صفوف التطرف نتيجة لجهلهم أو عدم تمكنهم من الوصول إلى معرفة دينية دقيقة. وتتطلب استدامة هذا الوضع العقلي عزل الفرد عن المجتمع المسلم من التيار الرئيس، وهذا ما يفعله المتطرفون عادة. وتذهب دراسة أخرى أجراها مركز "كلينغنديل" الهولندي للدراسات الاستراتيجية إلى أن التكامل الاجتماعي يشكّل مصلاً مضاداً لهذا النوع من السلوك الخطير. وتضع الدراسة الخطوط العريضة لقابلية التكامل والانخراط مقارنة بالتطرف: موقف الشخص وشعوره بأنه مقبول أو مرحب به في مجتمع ما، ورضاه عن كونه قادراً على ممارسة حقوقه في المواطَنة، ومنظوره للعدالة في الحياة المهنية، وتعبيره عن الولاء نحو بلده، وفخره بمواطنته، أو موقفه تجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان. وتقع بعض هذه العوامل مثل توليد مواقف إيجابية تجاه القيم الاجتماعية كحقوق الإنسان، ضمن إمكانية تأثير المجتمعات والأسر في الحد منها. أما غيرها، مثل ضمان حصول الأميركيين المسلمين على معاملة عادلة في أماكن عملهم فهي مسؤوليات تجب الشراكة فيها على صعيد المجتمع الأوسع. وتشكّل عملية تأصيل الفخر بالمواطَنة ومسؤولية الإشراف والرعاية داخل قطاع الشباب المسلم رسالة تحتاج لأن تُعزز، من منبر المسجد، ومن المدرسة، وبين جدران بيت الأسرة المسلمة أيضاً. أستاذ بجامعة شمال فلوريدا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©