الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السداسية»: ضغوط على طريق «الحل النهائي»

13 فبراير 2010 21:04
بدا الزعيم الكوري الشمالي، كيم يونج إيل، يوم الجمعة الماضي مهتماً بإظهار استعداده للحوار لكل من الصين والولايات المتحدة، في الوقت الذي تحركت فيه بلاده المنعزلة عن العالم، أكثر فأكثر نحو استئناف المباحثات السداسية بشأن أسلحتها النووية. فقد رجع مبعوثها، "كيم كي-جوان"، من العاصمة الصينية بكين، فيما كان مسؤول أممي بارز في الشؤون السياسية يختتم زيارة إلى بيونج يانج استمرت لأربعة أيام. وهما تحركان اعتبرهما المراقبون إشارات قوية لا تخطئها العين لاحتمال العودة إلى المباحثات السداسية التي توقفت منذ ديسمبر 2008. هذا الرأي عبر عنه "هان سونج- جو" الذي شغل منصب وزير خارجية كوريا الجنوبية وسفير بلاده لدى واشنطن قائلا: "يبدو أن كوريا الشمالية تمهد الطريق للرجوع إلى المفاوضات، وأعتقد أنها تريد أن تقدم خدمة للصين، كما تسعى إلى تهدئة كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية". ومن المؤشرات الأكثر وضوحاً على ميول كوريا الشمالية لاستئناف المباحثات السداسية والجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل نهائي بشأن أسلحتها النووية، وترميم علاقتها مع المجتمع الدولي، تلك التقارير التي تحدثت عن الزيارة المرتقبة لمبعوث كوريا الشمالية والمقررة فعلا إلى واشنطن خلال الشهر المقبل، حيث من المتوقع أن يلتقي المسؤول الكوري المبعوث الأميركي إلى كوريا الشمالية، ستيفان بوسوورث، ومسؤولين بارزين في الحكومة الأميركية. وقد نقلت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الجنوبية، "يونهاب"، عن أحد المصادر قوله إن موعد زيارة مبعوث بيونج يونج، "كيم كي-جون"، إلى واشنطن قد "حُدد بالفعل"، مع أن واشنطن لم تؤكد بعد صحة ذلك الخبر. وقبل هذه الرحلة كان "كيم" قد تباحث مطولا في بكين مع المبعوث الصيني إلى كوريا الشمالية المعين حديثاً، "وو دايوي"، وهو نائب سابق لوزير الخارجية يماثل في منصبه المبعوث الأميركي "بوسوورث". ولم تقتصر التحركات الدبلوماسية على مسؤولين صينيين وكوريين، بل امتد التحرك أيضاً إلى الأمم المتحدة التي تريد تسهيل عملية المفاوضات ورجوع كوريا الشمالية إلى المباحثات السداسية المتوقفة، حيث التقى نائب أمين العام الأمم المتحدة المكلف بالشؤون السياسية، لين باسكو، بالمسؤول البارز في كوريا الشمالية، "كيم يونج- نام"، موصلا إليه ما اعتبرته بوينج يانج "رسالة شخصية وهدية من الأمين العام للأمم المتحدة". ومع أنه لم يُكشف عن فحوى الرسالة ولا تفاصيل الهدية، إلا أنه من الواضح سعي "باسكو"، والأمم المتحدة ككل، إلى دفع كوريا الشمالية نحو التخفيف من مواقفها السابقة "المتصلبة" والعودة إلى المفاوضات بشأن أسلحتها النووية، لكن العائق الأكبر الذي يعرقل المفاوضات هو مطالبة بيونج يانج برفع العقوبات التي فرضها عليها مجلس الأمن الدولي بعد اختبار كوريا الشمالية لصاروخ طويل المدى في شهر أبريل الماضي، وكذلك إجرائها تفجيراً نووياً في مايو الفائت. وبعد لقائه مع قادة كوريا الشمالية، أكد المبعوث الأممي أن المسؤولين في بيونج يانج يريدون استئناف المفاوضات، لكنهم يترددون وما زالوا يربطون العودة إلى طاولة المفاوضات بإلغاء العقوبات المفروضة على بلادهم. وفي هذا الصدد قال باسكو: "إنهم جديون في العودة، لكنهم يطالبون أولا برفع العقوبات". وفيما تتزايد الضغوط لاستئناف المباحثات بشأن الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، عقد كل من وزيري خارجية اليابان وكوريا الجنوبية لقاءات مطولة خلال الأسبوع الجاري، أبدوا فيها تقارباً غير مألوف فيما يتعلق بالمسألة الكورية، واتفقا على ضرورة استمرار العقوبات. فقد تعهد وزير خارجية كوريا الجنوبية، "يو ميونج -هوان"، ونظيره الياباني، "كاتسيويا أوكادا"، بترجمة تعاون بلديهما إلى واقع ملموس، وذلك من خلال تقاسم المعلومات الاستخباراتية، وهي خطوة غير معهودة بالنظر إلى تاريخ العداوة بين البلدين التي خفف منها على ما يبدو اعتذار وزير الخارجية الياباني عن احتلال بلاده لكوريا قبل مائة عام من الآن. وقد نقل ناطق باسم الرئيس الكوري الجنوبي عن الوزير الياباني قوله: "هذه السنة حساسة للجميع، لكن رئيس الحكومة اليابانية، هاتوياما، يريد علاقات تنظر إلى المستقبل". وعن هذا التعاون غير المألوف بين البلدين، يقول وزير خارجية كوريا الجنوبية السابق إن "هناك فعلا تعاونا بين اليابان وكوريا الجنوية حول موضوع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية، رغم تاريخ العداء بين البلدين". وينفي المحللون في كلا البلدين أن يكون التقارب بين طوكيو وسيؤول موجها ضد الصين، كما يرى البعض، لاسيما وأن الأطراف الأخرى المشاركة في المباحثات السداسية تعول كثيراً على الدور الصيني في تليين مواقف كوريا الشمالية بالنظر إلى اعتماد هذه الأخيرة على بكين في علاقاتها الاقتصادية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
المصدر: سيؤول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©