أكد الفنان محمد هنيدي أنـه رغم الظـروف التـي تمر بها مصـر، وتعيشـها الآن، إلا أنه متفائـل، ويـثق بأن الجمهـور، تستهويه السينما ويتابعها، بحثاً عن الشعور بالراحة والترفيه، مشيراً إلى الفن ركن أساسي في الحياة ويصدر من مصر، ولا يمكن إغلاق هذا الباب، فلا الفنان أو الجمهور سيقبلون بذلك، بدليل أن الأفلام التي طرحت مؤخرا حققت نجاحاً كبيراً، وبلغت الإيرادات أرقاماً تعد مؤشراً على عودة الانتعاشة في الفترة المقبلة.
محمد قناوي (القاهرة) - تصدر محمد هنيدي إيرادات أفلام عيد الفطر بفيلمه الجديد«تيتة رهيبة»، الذي يعود من خلاله للسينما بعد غياب ثلاث سنوات، وكان المفترض عرضه العام الماضي، لكنه تأجل بسبب تطورات الأحداث في مصر، حيث اختار أن يبدأ تصوير مسلسل «مسـيو رمضان» ورفض تصوير الفيلم والمسلسل، وتمت إعادة كتابة الفيلم أكثر من مرة وهو ما أضاف إلى العمل.
وأكد عدم صحة ما ردده البعض بأن الفيلم كان مقرراً أن يعرض خلال الموسم الصيفي وتأجل إلى عيد الفطر، بقوله: منذ البداية والفيلم معروف أنه سيعرض في عيد الفطر، خصوصا أننا ندرك أن الموسم الصيفي لم يعد كما كان من قبل وأظن أن موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى، سيعودان ليقودا المواسم السينمائية، كما كان يحدث من قبل، وأتوقع أن تزيد هذه المسألة في السنوات الخمس المقبلة، من جانب الموزعين والمنتجين، لكن التجربة أثبتت أن الفيلم الجيد، يمكن أن يصنع نجاحه في أي وقت، والمواسم وإن كانت مهمة فإن الأهم أن يكون لديك فيلم جيد.
دراما اجتماعية
وذكر أن «تيتة رهيبة» دراما اجتماعية، من خلال علاقة بين شاب وجدته القـوية، وهذه العلاقة هي محور الفيلم، حيث تدور الأحداث حول الشاب «رؤوف» محمد هنيدي الذي يهرب من سيطرة جدته «راوية هانم» سميحة أيوب بعد سفرها إلى ألمانيا ويقيم مع جده«رمان» عبدالرحمن أبو زهرة، وعقب وفاته يقرر الزواج من الفتاة«منار» إيمي سمير غانم التي تعلق بها، لكن عودة جدته وإقامتها معه تقلب حياته رأسا على عقب، فتعود للسيطرة عليه مرة أخرى، وتتحكم في حياته وحياة زوجته.
وقال هنيدي: سبق أن قدمت ملامح لعلاقات إنسانية لازال الجمهور يتذكرها في فيلم «صاحب صاحبه»، ومن المهم أن نقدم كل فترة، مثل هذه العلاقات الطيبة، ففي هذا الفيلم صراع بين جيلين نعيشه الآن في الحياة، ونراه دائما في علاقاتنا.
اختلاف الأجيال
وأشار إلى أن التركيبة الاجتماعية والإنسانية للمصريين خلال السنوات الأخيرة، اختلفت كثيرا فكلما مر بنا العمر نكتشف اختلافات كثيرة عن الأجيال التي سبقتنا وعن الأجيال التي جاءت بعدنا، أما الجيل الحالي فهو مظلوم ويفتقد أشياء كثيرة لم يعشها، رغم ما يحاول أن يبديه من معرفة .
وعن «اللثغة» وتسريحة الشعر في شخصية رؤوف، التي قدمها في الفيلم أوضح هنيدي أن تسريحة الشعر كانت من اختيار مهندس الديكور إسلام يوسف، لأنها تتماشى مع الشخصية الطفولية التي يعيشها رؤوف في الفيلم رغم بلوغه سن الأربعين، أما بخصوص اللثغة الخاصة بطريقته في الكلام فتم اختيارها، لأنها طريفة وتتناسب مع الشكل الكوميدي للفيلم، بالإضافة إلى أنها توافق شخصية رؤوف، ولم يكن لها أي أبعاد أخرى، وقد تطلبت هذه اللثغة منه مجهوداً كبيراً وتركيزاً أكبر أثناء التصوير، لأنه لا يصح أن يرتبك فيها، وبسبب هذا التركيز لم يستطع أن يتخلص منها بسهولة حتى بعد انتهاء التصوير، وكانت تخرج من لسانه بشكل تلقائي، مشيراً إلى أن أصعب ما في الفيلم، الحفاظ على الأداء بشكل واحد طوال أحداث الفيلم.
إطلالة مؤثرة
وأكد أنه لم يكن يتخيل انه سيعمل مع هؤلاء الكبار الذين أضافوا وساهموا بصورة كبيرة في الساحة الفنية، ولهم إطلالة مختلفة ومؤثرة، حيث قدمت الفنانة القديرة سميحة أيوب تقدم فيلما كوميديا للمرة الأولى، ولم يفاجأ باحترافيتها وحبها وإصرارها على النجاح، وكذلك مع الفنان القدير عبدالرحمن أبوزهرة، الذي ألقى ذلك بظلاله على كل نجوم الفيلم وأبطاله، موضحاً أنه تعامل مع أكثر من مخرج ومنتح خلال رحلته الفنية ولهذا تأثير إيجابي على الطرفين للتجديد والبحث عن شكل مختلف كل مرة.
أما عن رؤيته للمنافسة مع باقي الأفلام المعروضة خلال موسم عيد الفطر فقال: لم أنظر لها إطلاقا وكنت أتمنى أن كل الأفلام المنافسة تحقق إيرادات، لأن ذلك سيسهم بشكل كبير في عودة الحياة إلى الصناعة وتشجيع المنتجين مرة أخرى للعودة للسينما ولابد أن نعيد كل مظاهر السعادة للمجتمع من سينما وكرة قدم، وغيرهما، مؤكداً أنه لا يفكر الآن في أي مشاريع فنية جديدة، ويفضّل الاطمئنان على الفيلم المعروض حاليا، لذلك لم يوقع عقد إنتاج مع أي شركة، أو يحدد مشروعه المقبل.
ورداً على سؤال حول أسباب غيابه عن الدراما الرمضانية هذا العام، فذكر محمد هنيدي أنه قدم في رمضان العام الماضي مسلسل «مسيو رمضان»، بعد أن أحب الجمهور شخصية رمضان مبروك أبوالعلمين، وصور هذا العام فيلم«تيتة رهيبة»، وكان من الصعب جدا تصوير فيلم ومسلسل في وقت واحد.
الناس والمسرح
قال الفنان محمد هنيدي إنه لم يعمل بالمسرح منذ 7 سنوات، منذ تقديم مسرحية«طرائيعو»، حيث تعرض المسرح لأزمة اقتصادية منذ تعدد وسائل التقنية الذي استولت على قيمة ما كان يحجزه به رب الأسرة للترويح عن أسرته، فأصبحت فاتورة المحمول ضخمة وتأكل ما يتبقى من الراتب فانصرف الناس عن المسرح، مشيراً إلي يجري حاليا كتابة مسرحية على أمل تقديمها في الشتاء المقبل.
عدد اليوم
