الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقارب «الساعة البيولوجية» للموظف في إجازة عقب انتهاء العطلة

عقارب «الساعة البيولوجية» للموظف في إجازة عقب انتهاء العطلة
14 سبتمبر 2013 20:21
بين الهمة والنشاط في جانب، والخمول والكسل وعدم انتظام الساعة البيولوجية للكثيرين في جانب آخر، يمثل الرجوع إلى العمل بعد انقضاء العطلة الصيفية، مرحلة مهمة لدى الكثيرين، بما تحمله من سمات مختلفة تترك أثرها الفعال على بيئة العمل وقدرة الموظف على تقديم أفضل ما لديه، بما يعود بالنفع عليه وعلى المؤسسة التي يعمل بها، غير أن تباين وجهات النظر في الفترة التي تعقب الإجازة، يتطلب منهم التعرف جيداً إلى أفضل السبل لبدء دورة عمل جديدة خالية من المشكلات. الاستيقاظ مبكراً بعد أيام كثيرة من السهر الطويل الممتد حتى الساعات الأولى من الصباح، يعتبر أهم المشكلات التي يواجهها فارس قصي، الذي يعمل مساعد مهندس بإحدى شركات المقاولات، وأشار إلى أن عطلته الصيفية التي يقضيها في بلده الأصلية (الأردن)، تتطلب منه البقاء أوقات طويلة مع الأهل والأصدقاء، خاصة في المساء، ما يسبب له متاعب في الأسبوع الأول من العمل، خاصة أن طبيعة عمله تفرض عليه البقاء أحياناً في أجواء مكشوفة بعيدة عن أجهزة التكييف، ما يتطلب منه أن يكون متيقظاً وفي لياقة صحية عالية، قد لا يكون عليها في أيام العمل الأولى عقب الإجازة. تأمين المستقبل ويلفت قصي إلى أن الأيام الأخيرة في إجازته تحمل لديه هماً لا يبوح به للآخرين، وهو أنه سيفارق هذه الأجواء الجميلة، غير أنه يهون على نفسه، بأنه يعمل من أجل تأمين مستقبله، وبأن هناك عائداً مجزياً يعوض ساعات التعب والعمل، وهو ما لا يتوافر لديه في بلده، ومن ثم يكون ذلك دافعاً قوياً له، لبذل المزيد حين يعود إلى وظيفته بإقبال وهمة عالية وحرص على إنهاء الأعمال الموكلة إليه على أفضل ما يكون. انقضاء وقت العطلة عند طبيب الأسنان عبد العليم بدران بأحد المراكز الطبية في أبوظبي، يعني العودة إلى جدول الحياة اليومية المنتظم، والاستيقاظ في مواعيد محددة، والعودة إلى المنزل في أوقات معينة، وهذا في حد ذاته يحمل كثيراً من الإيجابيات لصحة الفرد، على حد قول بدران، كما أن العودة إلى العمل تحمل مزايا أخرى له، منها أنها تساعده على الانتظام في القيام بالعبادات في أوقاتها، خاصة المحافظة على صلاة الفجر، حيث يستيقظ لتأدية الصلاة، ثم يعود بعدها لينام حوالي ساعة ثم يتوجه بعدها إلى العمل، في حين كان السهر في أيام العطلة يمنعه أحياناً من تأدية الصلاة في وقتها، بسبب النوم المتأخر. العمل والنجاح ويؤكد بدران أنه عاشق للعمل، ومن ثم تكون آخر أيام إجازته، الاستعداد بشغف للعودة إلى العمل، حيث يشعر بأنه في مكانه الطبيعي، وتكون حالته النفسية متزنة إلى أقصى درجة، بعكس أيام الإجازة، لأنه منذ سنوات عمره المبكرة، يحب القيام بأشياء مفيدة، ويشعر بأن هُناك شيئاً ما في حياته إذا لم يمارس شيئاً نافعاً، ولن يجد أكثر من العمل فائدة له ولأسرته وللمجتمع الذي يعيش فيه. من جانبها تذكر سما المحيربي، الموظفة بإحدى شركات البترول، أن أيام العطلات ممتعة بالطبع، وتمنحنا قدرة على العودة بنشاط أكبر، وإن كان ذلك لا يتم غالباً في الأيام الأولى بعد الإجازة، حيث يكون بالجسم شيء من الكسل، ولكن يتم التغلب عليه بالتركيز في العمل، وإعطائه ما هو مطلوب منا على الوجه الأكمل، وكذا الامتناع عن ممارسة الأشياء التي تضيع الوقت سواء في العمل أو خارجه، مثل الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي أو المحادثات الهاتفية الكثيرة، التي تستهلك وقت الموظفين. وتؤكد أن العمل والنجاح فيه صار من ضروريات الحياة الحديثة، ولذلك تعتبر الرجوع إلى العمل بعد الإجازة فرصة جديدة لتقديم مزيد من الإبداع وإثبات الوجود، من خلال تقديم أفضل ما لدينا، وهو ما يساعد على كسب رضاء مسؤولينا وزملائنا في العمل، حين يدركون مدى الإخلاص والحب الذي نتعامل به مع الوظائف الموكلة إلينا، وأن بيئة العمل تعتبر بمثابة بيت ثانٍ لكل من يعمل بالمؤسسة. وسيلة الرزق عادل محفوظ، محاسب بشركة سياحية، يورد من جانبه أن الإجازة بها كثير من الأشغال والأمور المهمة التي تنتظر قضاءها من عام إلى عام، وليست كلها راحة واسترخاء كما يعتقد الكثيرون. ويؤكد أن في الأيام الأخيرة من إجازته السنوية، يتمنى العودة إلى العمل بأسرع وقت، حيث تنتظم حياته، وينهي عمله في أوقات محددة، ثم يتوجه إلى بيته، ليشعر بالراحة فيه وبنعمة الاستقرار والهدوء النفسي، الذي يكون في قمته أثناء الانتظام في العمل والشعور بأن الفرد يقضي يومه في أشياء مفيدة له ولأسرته ولبيئة العمل الذي يعتبر وسيلة الرزق التي منحنا الله إياها حتى نعيش في ستر والحصول على كل متطلباتنا. كما أن وجود يومين إجازة أسبوعياً، يتابع محفوظ، من دون أي التزامات خارجية، سوى التنزه، أو شراء بعض احتياجات الأسرة، يمثل نوعاً آخر من السعادة، ويمنح الشخص طاقة متجددة على العطاء والإبداع في عمله. يؤكد هاشم العلي، موظف خدمة عملاء بإحدى الدوائر الحكومية أن من الطبيعي أن يرافق الأيام الأولى من العمل بعد الإجازة، شيء من الشعور بالكسل والخمول، خاصة مع عدم أخذ قسط كافٍ من النوم، نتيجة عدم انتظام الساعة البيولوجية، والاعتياد على السهر طوال أيام الإجازة. كما أنه ينسى بعض الأمور البسيطة الخاصة بالعمل التي لا تجعل اليوم الأول تحديداً يوم عمل منتظم، حيث يشعر وكأنه امتداد لأيام الإجازة التي سبقته، مثل نسيانه لكلمة المرور الخاصة بجهاز الكمبيوتر الموجود على مكتبه، وكذلك قيامه بالسلام على كثير من زملاء العمل، والتعرف إلى الجديد الذي ربما يكون قد حدث أثناء فترة الإجازة. تغيرات متباينة من جانبها تقول خبيرة التنمية البشرية الدكتورة نوال الكتاتني، إن من الطبيعي أن تحمل العودة إلى العمل بعض التغيرات بالنسبة للموظفين على اختلاف درجاتهم داخل المؤسسات، وكذلك على اختلاف الأعمال التي يقومون بها، ومن هذه التغيرات السلبي ومنها الإيجابي. وترجع هذه التغيرات في الأصل إلى عوامل عدة، أولها قيمة العمل بالنسبة لنا، والطريقة التي نقضي بها الإجازة وهل استمتعنا بها كما خططنا لذلك أم لا، وأهم هذه العوامل على الإطلاق هو بيئة العمل ذاتها وعلاقاته بزملائه والرؤساء والمرؤوسين داخل المؤسسة. وأضافت: بالنسبة لقيمة العمل، عليها دور كبير في العودة من الإجازة بقدرة أكبر على العطاء وحماس لتقديم المزيد، وهذا ينبع في الأساس من معرفة أن العمل الذي حظي به الموظف والاستقرار فيه، يعتبر نعمة كبيرة لا يتمتع بها الكثيرون في أيامنا هذه، حيث تنتشر البطالة في كل مكان في العالم وحتى لو وجد إنسان عملاً، فإنه قد يعاني عدم وجود تقدير مادي مناسب له، ما يجعله في حالة إحباط دائم، بعكس الحال هنا في دولة الإمارات التي توفر للعاملين فيها سواء من المواطنين أو المقيمين، رواتب وأجوراً عالية، تجعلهم يتمتعون بمستويات معيشية يغبطهم عليها كثير من شعوب الأرض، وهذا في حد ذاته دافع قوي للكثيرين للعودة إلى العمل بهمة عالية وإقبال على تأدية المهام الموكلة إليهم بأفضل ما يكون. العودة أكثر حماسة وبالنسبة للطريقة التي نقضي بها الإجازة، تشدد الكتاتني على ضرورة التخطيط الجيد لقضاء أوقات إجازة حقيقية بعيداً عن الضغوط الاعتيادية التي نجدها في حياتنا، يجعلنا نعود إلى العمل أكثر حماسة، من خلال اللجوء إلى الأماكن الخلوية والاستمتاع بمناظر طبيعية مبهجة سواء بالسفر الخارجي أو اختيار أماكن سياحية جديدة لم يسبق زيارتها سواء بالنسبة للمواطنين أو الوافدين، حيث يجب علي الجميع أن يعرفوا أكثر عن بلدانهم، ويقومون برحلات إلى الأماكن المشهورة، وتسجيل هذه الذكريات عبر كاميراتهم الخاصة، حتى تمثل لهم سجلاً جميلاً يستدعيه الفرد فيما بعد، يعكس قيمة الإجازة وحسن استغلال وقتها في تجديد النشاط. وبخصوص بيئة العمل والعلاقات الطيبة مع الزملاء داخل منظومة المؤسسة أو الشركة التي يعمل بها الفرد، تشير إلى أنه من الطبيعي أن تحدث خلافات بسيطة داخل أي عمل، وربما يحدث تزمر من جانب الموظف على عدم تقديره بالشكل الملائم، وهذه الأمور لو تم التعامل معها بطريقة سليمة، ستنقلب إيجاباً لصالحنا، وتساعد في خلق أجواء عمل مريحة. أولاً بالنسبة للخلافات الشخصية والمنافسات داخل العمل، يجب على الجميع أن يضع كل شيء في مكانه الصحيح، ويدرك أن الأساس في العمل هو الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وهذا يسهل تطبيقه بقليل من المرونة في التعامل والتماس الإعذار للآخرين، كما أوصانا الرسول الكريم في وصاياه النبوية. إعلاء القيمة وتؤكد أن اتباع هذا السلوك من شأنه أن يعلي قيمتنا لدى الله ثم لدى الآخرين، ويقضي على كثير من الحساسيات غير المبررة في بيئات العمل المختلفة، أما بالنسبة لشعور البعض بأنه لا يجد التقدير الملائم، فهذا يمكن التغلب عليه باليقين التام بإن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر الأعمال التي نقوم بها وأداء وظائفنا على الوجه الأكمل، والتأكد تماماً أن هذا العمل سيتم تقديره من قبل الرؤساء حتى لو تأخر قليلاً من الوقت، والأمثلة كثيرة للعديد من أصدقائنا وزملائنا الذين لو نظرنا حولنا لوجدناهم حصدوا نتيجة الصبر والاجتهاد وحصلوا في النهاية على التقدير الذي كان يحلمون به. الانشغال بأعمال كثيرة في الإجازة يقلل من الحماس للعمل «تلفت الدكتورة نوال الكتاتني، خبيرة التنمية البشرية، إلى أن هناك نمطاً من الناس، لا يعرفون الاستمتاع بعطلتهم، حيث ينشغلون بإنجاز أعمال متنوعة ترتبط بطموحاتهم المستقبلية، كأن يخطط للقيام بمشروع ما أو يقوم بتأدية كثير من المهام التي تأخذ طابعاً عملياً بعيد عن الراحة والاسترخاء الذي هو هدف رئيس للإجازة. وقالت: هذا النمط من الطبيعي أن يشعر بالإرهاق والإجهاد، وحين عودته للعمل يكون أقل نشاطاً وإقبالاً على أداء مهام وظيفته، ويأخذ وقتاً للعودة إلى مستوى أدائه الطبيعي، ما قد يسبب له مشكلات مع رؤساؤه، والنصيحة الموجهة لهؤلاء الأفراد، هو ضرورة وضع سقف زمني لأشغالهم التي تأخذ طابعاً عملياً أثناء الإجازة، كأن يخصصوا مثلا أسبوع للانتهاء من هذه المهام، وبقية الإجازة للرحلات السياحية أو زيارات الأهل والأصدقاء أو حتى البقاء في المنزل مع الأهل، وإعطاء الجسم قسطاً وافياً من الراحة، يعوضه عن عناء العمل المستمر طوال العام».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©