الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رئيس مبادرة العالم الإسلامي :صعود الإسلاميين مستمر حتى 2015 !

13 ديسمبر 2006 01:02
غادة سليم: الإسلام السياسي ·· مصطلح أطلقته ترسانة الأبحاث الأمريكية في أواخر السبعينيات لإضفاء بعد سياسي على الإسلام، ثم أصبح مصطلحا عالميا تتقاذفه المؤسسات الأكاديمية والبحثية والإعلامية الغربية لتوصيف حركات التغيير السياسية التي تؤمن بالإسلام منهجا للحياة· ثم استخدمه الباحثون العرب ووضعوه قيد التداول بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران، وبعد أن أخذت الحركات الإسلامية طابعا عنيفا في الجزائر ومصر والسودان· أما اليوم فقد أصبح الإٍسلام السياسي هو المادة الأكثر رواجاً في المنتديات السياسية والمؤتمرات الدولية بفعل مجريات الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية والإسلامية، وبفضل تمكن عدد من الحركات الإسلامية من المشاركة في الحياة السياسية بعد نجاح حماس في الانتخابات والتواجد القوي للمرشحين الإسلاميين في مصر والأردن والمغرب· وباتت صيغ الطرح تتفاوت ما بين ربط الإسلام السياسي بمتطلبات الديمقراطية والإصلاح في المنطقة وبين اعتباره الخطر القادم على المنطقة· ومن هنا كان لابد لنا من الوقوف عند هذه الإشكالية لمناقشة ما طرأ على مصطلح الإسلام السياسي من مستجدات، ومحاولة تشريح رؤية الغرب للظاهرة في ظل خلط واضح بين الإسلام والإرهاب وبين العنف والحركات الإسلامية· لقد وجد هذا الملف ضالته في شخص د·عبد السلام مغروي أحد الشخصيات البارزة من ضيوف المنتدى الاستراتيجي العربي 2006 الذي أقيم بدبي أوائل شهر ديسمبر الجاري، وهو رئيس مبادرة العالم الإسلامي بواشنطن والباحث بكلية السياسة بجامعة ''برينستون'' الأمريكية والمتخصص في القضايا السياسية في المجتمعات الإسلامية المعاصرة· والذي كان لنا معه هذا اللقاء على هامش المنتدى الدولي· ؟ إلى متى يعود اهتمامك بظاهرة الإسلام السياسي؟ ؟؟ بدأ اهتمامي بظاهرة الإسلام السياسي قبل خمسة عشر عاما على خلفية تساؤل يدور حول فشل الأنظمة الليبرالية في حكم عدد من الأقطار العربية وما هو البديل؟· فعدم نجاح التجارب الليبرالية والقومية في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، وفشل الأيدولوجيا الوطنية في الخمسينات والستينات كان ينبئ بظهور بديل آخر، وكان هذا البديل هو التيار الإسلامي· وإذا ما أردنا الوقوف عند سبب الربط بين تمسك جماهير عريضة من المجتمعات العربية بالحركات الإسلامية والفشل الذي منيت به التجربة الليبرالية، فسنجد أن السبب يرجع إلى استنادها على أفكار وأنماط ومؤسسات مستوردة لم تناسب المجتمع الذي يمثل الدين عصبا رئيسيا في وجدانه· أما بالنسبة إلى القومية فكانت فكرة أيديولوجية أكثر منها سياسية فلم تعط أهمية للجوانب السياسية الحيوية كالحقوق والديمقراطية، لذلك فرضت التجربة الإسلامية نفسها على الشارع العربي· ؟ إذن بعد الليبرالية والقومية ·· هل ترى أن المنهج الإسلامي بالفعل هو الحل؟ ؟؟لا ·· ففشل التجارب الليبرالية والقومية لا يعني أن الإسلام السياسي سينجح، بل من الممكن أن تدفع التجربة إلى وجود إسلام متطرف كما شاهدنا ذلك في عدد من الدول كالجزائر ومصر· فحينما لا ينجح الإسلام السياسي في الوصول إلى السلطة ينقلب إلى تطرف ديني· والمشكلة الحقيقية تكمن في غياب الرؤية الواضحة للمفهوم السياسي لدى الحركات الدينية· فعندما نراقب الحركات الإسلامية نجد أنها تشترك جميعا في رفع شعارات تقول بأن الإسلام هو الحل للسياسة والاقتصاد والمجتمع، إلا أنها لا تقدم منظومة مدروسة عما تعنيه هذه الشعارات من برامج مفصلة دقيقة وعملية لهذه الشعارات· ومع ذلك فإن فساد العديد من الأنظمة الحكومية العربية، أدى إلى تمسك الشارع العربي بشعار ''الإسلام هو الحل'' دون فهم محتواه ومعرفة ما سيعنيه هذا الشعار من ممارسات يومية وتشريعات قانونية وحقوق مواطنة وتجارة خارجية وعلاقات دولية· وبالرغم من وجود تغيير واضح في أجندة بعض الحركات الإسلامية، والحديث عن انفتاح في مجال الحقوق كما فعل ''الإخوان المسلمون'' في مصر وحماس في فلسطين، إلا أن التجارب التي رأيناها في إيران وأفغانستان وباكستان لا تشير إلى وجود تطبيق لهذه الحقوق· ؟ ما سبب صعود التيار الإسلامي؟ وإلى متى تتوقع استمرار رحلة صعوده؟ ؟؟ هناك أسباب كثيرة أدت إلى صعود التيار الإسلامي، من بينها تسلط الحكومات العلمانية العربية على الحركات الإسلامية واضطهادها للإسلاميين والزج بهم في السجون، بالإضافة إلى معاناة الشعوب الطويلة من الفساد المالي والسياسي لتلك الحكومات وتواطؤها مع الحكومات الغربية على حساب مصالح الشعوب العربية· كما يجب ألا ننسى أن الشعار الإسلامي له جاذبية هائلة تلقى توافقا مع النزعة الدينية المحافظة للجماهير العربية، إلى جانب رغبة هذه الشعوب في التغيير، فلم يسبق للتيار الإسلامي أن أخذ فرصته الحقيقية في تولي السلطة وممارسة الحكم· بالإضافة إلى أن تطور الأحداث في المنطقة وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط زاد من تمسك الجماهير العربية بالإسلام السياسي· وأتوقع أن يستمر التيار الإسلامي في صعوده في صناديق الاقتراع العربية حتى عام ·2015 كما أتوقع أن تكون هناك عشر دول عربية على الأقل يصل فيها التيار الإسلامي إلى سدة الحكم بطريقة ديمقراطية بحتة خلال العشر سنوات القادمة· ؟ ما رأيك في صيغة حكومات مدنية مرجعيتها القانونية للشريعة الإسلامية؟ ؟؟أرى أنه طرح سيخلق مشكلة كبيرة في المجتمعات العربية المعاصرة وسيوقعها في فوضى عارمة· فلن يرضى العلمانيون ولا المسلمون على صيغة تفرض عليهم الشريعة الإسلامية بحذافيرها· فالإسلام الأنثربولوجي الممارس لا علاقة له بالإسلام الأرثوذكسي الذي نعرفه· فالذين ينادون بهذا الطرح يؤمنون بأن الإسلام ليس ديانة فقط، وإنما نظام سياسي واجتماعي وقانوني واقتصادي يصلح لبناء مؤسسات دولة كلها· وهذه الحركات تحاول بطريقة أو بأخرى إعادة هيكلة الدول وتطبيق الشريعة الإسلامية على السياسة، وهو ما لا يلقى قبولا من التيارات الليبرالية التي ترى أن في ذلك تقويضا لحرياتها وتراجعا عن المنظومة العالمية· وهذا لا يعني أن العلمانية مطروحة اليوم كحل في العالم الإسلامي، بل الحل يكمن في التفكير في إطار مؤسسات ومعايير إسلامية ولكن بطريقة حداثية· ؟ بوصفك رئيسا لمبادرة العالم الإسلامي التابعة لمعهد السلام الأمريكي، ما دور المبادرة تجاه الإسلام السياسي وقضايا الشرق الأوسط؟ ؟؟ الحقيقة·· أن مبادرة العالم الإسلامي تعنى بمواجهة التحديات التي تعترض السياسة الخارجية والأمن القومي الأمريكي والتي ترتبط بالعالم الإسلامي· ويأتي من بين أهدافها دعم السلام بين دول العالم الإسلامي وتعزيز المشاركة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي في إطار توجيه سياسي حكيم لبعض السياسات والأيديولوجيات السائدة من خلال دعم الأصوات الإصلاحية التي تؤيد الطرق السلمية لحل الصراع في المنطقة، وتهميش الأصوات التي تحرض على العنف· وتسعى المبادرة إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال نشر بحوث تعنى بوضع استراتيجية أمريكية بعيدة المدى لمناهضة التوجه العسكري الإسلامي وتوزيع منح صغيرة للمشروعات التي تركز على العالم الإسلامي· ؟ كيف تنظر الولايات المتحدة إلى مشاركة التيار الإسلامي في العملية الديمقراطية بعد أزمة رفضها لحماس؟ ؟؟أكثر الاستراتيجيات فعالية بالنسبة للولايات المتحدة هي مساعدة دول المنطقة العربية على خلق تغيير سلمي ديمقراطي يسمح بمشاركة الإسلاميين في العملية السياسية بشكل طبيعي ومن خلال صناديق الاقتراع· إلا أن التيار السائد بين صناع القرار في إدارة الرئيس بوش لا يميل إلى تبني هذه الاستراتيجية، فهم يرون أن فكر الإسلام السياسي لازال مبهما وأنه لا توجد ضمانات تكفل تحقيق الديمقراطية إذا ما وصلت الأحزاب الإسلامية إلى السلطة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©