الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المنسق العام للتيار الإسلامي الموريتاني :متفائلون بالمرحلة الراهنة وقلقون من المستقبل

13 ديسمبر 2006 01:02
'نواكشوط- محمد عبد الرحمن فال: يسعى التيار الإسلامي في موريتانيا كغيره من التيارات الإسلامية في الوطن العربي بآلياته وأجندته الخاصة لأن يرمي بثقله السياسي والشعبي في قلب الأحداث ليكون شريكاً في الفعل السياسي والتنموي كغيره من القوى السياسية في البلاد، لكن هذا الطُموح يصطدم بحساسية مفرطة لدى النظام الموريتاني ورثها من سلفه الذي أزيح من السلطة خريف 2005 ، ذلك النظام الذي اكتظت سجونه بالإسلاميين علماء ودعاة وساسة، وأغلق المنتديات الإسلامية والجمعيات الخيرية · كما توجد هذه الحساسية بعقلية أخرى لدى بعض الأطياف السياسية خاصة ذات التوجه القومي في موريتانيا، التي تتهم هذا التيار بالعاطفية السياسية واستدرار عواطف الشباب· ولتسليط الأضواء على تيار الإسلاميين أو ''الإصلاحيين الوسطيين'' كما أطلقوا على أنفسهم تحاور ''الاتحاد'' المنسق العام للتيار جميل ولد منصور ليحدثها عن مشاركة تياره في العملية السياسية والانتخابية الأخيرة في الوقت الذي ما زال النظام يحرمهم من تأسيس حزب سياسي خاص بالإسلاميين ؟ بعيداً عن اللحظة السياسية الحالية نعود بالذاكرة السياسية إلى آخر أيام نظام ولد الطايع الذي عانيتم فيه كتيار ''إسلامي'' من مضايقات سياسية منها ما يتعلق بمنع حزب سياسي، ومنها ما يتعلق باتهامكم بالإرهاب والتشدد الديني وتم الزّج بكم في السجن··كيف كانت الظروف التي تحولتم فيها من وضع كهذا إلى وضع تتمتعون فيه بكل حرياتكم وحقوقكم باستثناء حق التحزب ؟ ؟؟ هذا الانتقال ليس انتقالاً خاصاً بي شخصيا ولا بالتيار الذي أمثله بحال من الأحوال بقدر ما هو عام علي البلد لأنه انتقل من وضعية كان يعيشها إلى أخرى، ومن الطبيعي أن يتأثر جميع أبناء هذا البلد وخصوصاً الذين كانوا متضررين من المرحلة الماضية بهذا الانتقال· فالبلد كان يعيش وضعية لا نجانب الصواب إن وصفناها بحالة الانسداد التام في فترة الحكم السابق سواءً علي المستوى السياسي أو علي المستوى الأمني أو علي المستوى الاقتصادي·· وكان طبيعيا جداً أن يقع تحول في البلد سواءً من خارج السلطة كما وقعت محاولات عديدة تجاوزت الثلاث، أو من داخل السلطة كما حدث فعلاً في الثالث من أغسطس، وبالتالي فهذه الوضعية التي كانت تعيشها البلاد كان من ضمنها ما تعرض له ''التيار الإسلامي'' حيث كانت معظم قياداته بين السجون والمنافي، فتغيير الثالث من أغسطس وضع له هدفاً ليعالج ''الآثار المترتبة علي السلطة الاستبدادية'' كما عبر حينها، وبالتأكيد ''التيار الإسلامي'' كان من أكثر التيارات التي تضررت من استبداد السلطة السابقة وعندما فتحت السجون وخرج القادة وعاد المنفيون منهم، بدؤوا يشاركون في الحياة السياسية ومن هنا كانت مشاركتي شخصياً ضمن هذا التيار في الحياة السياسية في الهامش المتاح لنا حتى الآن،وهو هامش الرأي ··هامش المشاركة الانتخابية من خلال اللوائح المستقلة ،ونرجو أن تتعزز هذه الوضعية وأن يتوسع هذا الهامش وأن ننال حقنا كاملاً في المرحلة القادمة إن شاء الله· ؟ لكن هذا الهامش الذي تتحدث عنه ليس أفضل بكثير من الوضع السابق ، فقد حرمتم من حزب سياسي تماما كما حرمكم منه النظام السابق ؟؟ ؟؟ هذا صحيح إلى حد ما، لكن الهامش المتاح لنا حتى الآن والحرية التي نتحرك بها مختلفة تماما عن الوضعية السابقة، ولذلك نحن نرتاح لحجم التغيير في التعامل معنا باعتبار ذلك مؤشراً على بعض الانفتاح الذي حدث مع بدء تغيير الثالث من أغسطس، ونطالب بتصحيح الوضعية كاملةً وخصوصاً ما يتعلق بشرعية الحزب· ؟ هل يمكن أن نقول إن نظام ولد الطايع الذي ضايقكم والنظام الحالي الذي رفض الاعتراف بكم كحزب سياسي-يعرفان جيدا حقيقة الحركة الإسلامية في موريتانيا كغيرها من الحركات السياسية الوطنية، لكن مصدر التوجس هو الدول الغربية ذات الهيمنة السياسية على البلدان النامية؟؟ ؟؟ نحن في الثالث من أغسطس وجدنا فرصةً للنقاش والحوار مع بعض أطراف وعناصر السلطة، وفعلاً وجدنا بعض سوء الفهم أو سوء التقدير أو سوء المعلومات لديهم، فهنالك قدر كبير من الجهل بحقيقة الحركة الإسلامية وحقيقة خطابها ونعتبر أنفسنا مطالبين ببذل جهود في سبيل ذلك، أما رفع شماعة القوى الغربية الحساسة من التيار الإسلامي فهذا الأمر -أعتقد -فيه مبالغة أيضا، صحيح أن بعض الدوائر الغربية وخصوصا الأميركية لديها حساسيات معروفة من الحركات الإسلامية، ولكني أفاجئك بقولي في هذا المقام بأن رئيس الدولة نفسه العقيد اعلي ولد محمد فال قال لي مرة بأنه جاءه بعض الأوروبيين يطالبه بتشريع حزب سياسي للتيار الإسلامي في موريتانيا، فقلت له مازحاً:''لا ينبغي أن يكون الغربيون أكثر حنانا علينا منكم''· ؟هل أنتم متفائلون على الأقل بأن مستقبل الممارسة الديمقراطية في البلد سينجم عنه تشريع حزب إسلامي ؟ ؟؟نحن متفائلون وطبيعتنا التفاؤل، لأننا مقتنعون بأنه ما ضاع حق وراءه مطالب، ولأننا نحمل مشروعاً وخطاباً سياسياً ولسنا حالة مؤقتة، ولذلك قد يتعسف نظام ويرفض لنا حقنا وقد يضايقنا نظام لكن الأنظمة تذهب والفكرة تبقى، فأنظمة عربية كثيرة دخلت في مشادّات ومواجهات مع حركات إسلامية، ومع الوقت ذهبت الأنظمة وبقيت تلك الحركات، زيادة على هذا نحن اليوم متفائلون لأننا نعتبر هذا من أخطاء المرحلة الانتقالية كالاحتفاظ بالعلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني و كالعجز عن محاربة الفساد ونعتقد أن هذه الملفات تجب معالجتها بسرعة بعد نهاية المرحلة الانتقالية في مارس القادم لأنه لا مستقبل لنظام لا يعالج هذه الملفات· ؟ما هي الخيارات التي أمامكم لتشريع حزب سياسي هل سترشحون مرشحاً للرئاسة ليفوز بها أم ستدعمون مرشحا على شرط الاعتراف بحزبكم؟ ؟؟خيارنا وحيد فالقصة بالنسبة لنا ليست قصة حزب إسلامي، نحن لم نصف الأحزاب السياسية الأخرى يوماً من الأيام بأنها أحزاب غير إسلامية، فكل الأحزاب السياسية مطالبة ومفروض عليها أن تكون أحزاب إسلامية· ؟ الحملة الرئاسية 2003 أظهرت قوة هائلة للتيار الإسلامي بإجماع المراقبين لتلك الحملة، ما جعل الكثيرين يتوقعون اكتساحكم للجمعية الوطنية في حين أن نتائجكم كانت هزيلة جدا ما هو السر في ذلك؟ ؟؟ صحيح أن المشاركة والنتائج أو المظاهر في هذه الحملة كانت دونما تصوره البعض، ولا أقول تصوره الجميع، والسبب هو أننا أردنا في هذه الانتخابات أن تكون مشاركتنا محدودة ولذلك قدمنا لوائح محدودة في دوائر نيابية وبلدية محدودة وعانينا عكساً لغيرنا من ظروف المضايقة وأنت تعلم أن الحملة الرئاسية ليست كالحملات النيابية والبلدية التي هي حملات محلية في دوائر محلية تقتضي تنظيما وإطارا وتحضيرا سابقاً بحكم أنها تعبير عن معطيات محلية، أما الانتخابات الرئاسية فتتعلق بمترشح رئاسي، وهذا المترشح السياسي يستوفيه المستقل والحزبي ،لذا يمكن أن تنضم إليه أحزاب ،هذه المعوقات القانونية ومحدودية الترشح عندنا والمضايقات التي تعرضنا لها كانت سببا في ظهور نتائجنا بهذا الشكل· ؟ماذا عن التناغم والتعايش السياسي بينكم مع الأحزاب السياسية داخل ''الائتلاف'' خاصة أنكم تاريخيا كنتم ضمن أحد هذه الأحزاب وإن كان الشكل قد تغير؟ وهل تعتقد أن ''الائتلاف'' له قابلية الاستمرار؟ ؟؟عموما أستطيع أن أقول لك إن علاقتنا مع مختلف الأحزاب علاقات جيدة وفي أدنى حالاتها حسنة ونحن نلعب -وهذا ليس من باب المزايدة- دورا كبيرا في الائتلاف نفسه، وقد لعبنا تاريخيا في نشأته دورا هاما في التقريب بين بعض مكوناته الأساسية ولذلك نعتقد أننا من ضمن القوى التي تشكل صمام أمان لاستقرار ''الائتلاف''· كما أعتقد أن هناك عوامل ومصالح مشتركة تدفعه إلى الاستمرار، وبالتأكيد هناك معوقات نرجو أن نتغلب عليها· ؟ الائتلاف'' اليوم أمام محك حقيقي لأنه في مواجهة كتلة ''المستقلين''، كيف تتوقع التشكيلة السياسية مستقبلا على مستوى رئيس الجمعية الوطنية ورئيس الحكومة؟ ؟؟ عموما إذا كفّ بعض أطراف السلطة عن دعم المستقلين فأعتقد أنه لا مستقبل لهذه الكتلة على المستوى السياسي لأن المصالح تفرقهم أكثر مما تجمعهم ، فلم تجمعهم إلا إرادة بعض أطراف السلطة وظنهم أو يقينهم أنهم ينفذون أوامر السلطة ، وبالتالي نحن لا نعتقد أن هذه الكتلة التي تسميها ''المستقلين ''والتي ليست كتلة واحدة وما يندرج منها ضمن ما يسمى بكتلة ''المستقلين'' لا يتجاوز 25 نائبا برلمانيا وحتى هؤلاء أيضا فيهم ما يقال ؛ والآخرون مستقلون وبالتأكيد سيكونون موضع استقطاب سياسي من طرف لكل· ؟ يعتقد بعض المراقبين أن القصة ستحسم على مستوى رئاسة الدولة ، فالكتلة التي سترشح أو تدعم من سيفوز بكرسي الرئاسة هي التي ستكسب البرلمان؟ ؟؟ من الطبيعي فعلا أن يلعب دور اختيار رئيس الجمهورية والجناح الذي سيكون وراءه دورا كبيرا جدا في توجيه الجمعية الوطنية، لكن أعتقد أن الجمعية الوطنية بتشكيلتها الحالية بغض النظر عن حصة الأغلبية العددية سيكون للكفاءة والقدرات السياسية لأعضائها دور كبير في توجيه الأمور، زد على ذلك أنني لا أتنبأ لها بعمر طويل· ؟ بالنظر إلى الوضعية السياسية الحالية أبهما أكثر حظاً بالفوز بالرئاسة، مرشح مستقل أو يدعمه المستقلون أو مرشح ''للائتلاف''؟ ؟؟ بالمعايير الانتخابية الجواب واضح لأن اللائحة الوطنية تعتبر تصويتاً على المستوى الوطني و'' الائتلاف '' حصل على 55 بالمائة من أصوات المقترعين عليها في حين لم يتجاوز ''المستقلون'' والحزب الجمهوري الحاكم سابقا وبقية الأحزاب الأخرى 45 بالمائة على مستوى التصويت للائحة الوطنية، أما ''الائتلاف'' فقد شكل أغلبية واضحة، فاللائحة الوطنية الخاصة بالأحزاب السياسية ترشح لها كل ''المستقلين''- بما في دلك نحن الإسلاميين -من خلال حزب سياسي· ؟ لكن'' الائتلاف'' تقدم منه ثلاث مترشحين للرئاسة مؤكدين حتى الآن ؟ ؟؟ لا ليس صحيحا ''فالائتلاف'' أخذ موقفا بتوحيد مرشح الرئاسة وهذا لا يتناقض مع ظهور مرشحين افتراضيين'' للائتلاف '' ، فإذا كان رئيس التحالف الشعبي التقدمي ورئيس اتحاد قوى التغيير ورئيس تكتل قوى الديمقراطية قد أعلنوا ترشحهم للرئاسة فذلك سيتم فقط في حال عدم اتفاق ''الائتلاف'' على مرشح موحد· ؟ كيف تنظر إلى ''المستقلين'' ؟ ؟؟ ما يسمى ''بالمستقلين'' ليسوا أبدا تعبيرا عن الإصلاح وإنما هم تكريس للماضي وانحرافاته وقيادتهم تؤكد لك ذلك· ؟ ما هي رؤيتكم لمستقبل موريتانيا سياسيا انطلاقا من معطيات المرحلة أي بعد الانتخابات البلدية والتشريعية وعلى أبواب الانتخابات الرئاسية؟ ؟؟ بكل صراحة نحن قلقون على مستقبل البلاد، فالتدخلات التي حدثت في الشهور الماضية على المستوى السياسي من خلال ما سمي ''بالمستقلين'' والشائعات التي تبث هنا وهناك عن تدخل أوسع على مستوى الانتخابات الرئاسية أمر مقلق جدا ولا يبعث على الارتياح· ؟ إن صدّقنا تدخل السلطات في موضوع ''المستقلين'' ألستم المستفيد الأول من هذا التدخل الذي يضعف ''الحزب الجمهوري'' الخاسر الأكبر من سحب رموزه، وهذا بقراءة أخرى خدمة كبيرة لكم في ''الائتلاف''؟ ؟؟ لا القصة ليست قصة خدمة أو عدمها، نحن ليست لنا مشكلة مع أي حزب قوي مهما كان، لكن بشرط أن تكون تلك القوة ذاتية ، وإذا فاز علينا سنهنئه لأننا نحترم إرادة الشعب الموريتاني التي عبّر عنها من خلال صناديق الاقتراع · ؟ هل تعتقد أنه سيصل لكرسي الرئاسة من يختلف مقاسه مع المقاس الخاص ''بالعسكريين'' خاصة أنكم تتهمونهم بدعم ''المستقلين''؟ ؟؟ يمكن أن أجيبك بنعم ولا في آن واحد· نعم لأنه إذا أصرت قوى التغيير على قضيتها وهدفها ، ستضع السلطات الحاكمة أمام خيارين في حالة أنهم قرروا التدخل أما أن يكون تدخلهم مكشوفا يتجاوز التدخل السياسي إلى التدخل الإداري وحينها ستفشل مصداقية كل المشروع بشكل كلي ، وإما أن يفهموا أن قاطرة التغيير لم يعد بالإمكان إيقافها ويتكيف العسكريون مع الواقع ، وهنا تطالب القوى الداعية للتغيير والحريصة عليه أن تفهم الوضعية وتحسن التعامل مع متطلبات المرحلة الآن وفي المستقبل· ؟ هل تعتقد أن الطبقة السياسية الحالية تتفهم الوضع وتستشعر خطورة التحدي أم أن كل''حزب بما لديهم فرحون ''؟ ؟؟أعتقد مستوى إدراك هذا الموضوع واستيعابه والإحساس به موجود ومقدر لكنه دون المستوى المطلوب· ؟ بعيداً عن لغة المجاملات السياسية هل ''ائتلاف'' قوى التغيير مستعدٌ لأن يسير وراء أحمد ولد داده أو مسعود ولد بولخير أو جميل منصور أو غيرهم في سباق الرئاسة ؟ ؟؟ مبدأ الاستعداد قائم لكن خلف من؟ وبأي ضوابط؟ وبأي شروط؟ فهذا أمر يتحدد في مستقبل الأيام انطلاقاً من الحوار الذي قرر ''الائتلاف'' أن يدخله منذ أيام· ؟ هل هذا هو الملف الأهم عند ''الائتلاف'' الآن ؟ ؟؟ نعم ''الائتلاف'' الآن يشتغل على ثلاثة ملفات محددة هي ملف التنسيق في تنصيب المجالس البلدية وملف انتخابات مجلس الشيوخ وملف الرياسيات ، وقد انطلق العمل في الورشات الثلاث في نفس الوقت·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©