الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

مراجعة الآباء للدروس بالمنزل.. مهارة ووعي

مراجعة الآباء للدروس بالمنزل.. مهارة ووعي
11 سبتمبر 2015 22:49
أبوظبي (الاتحاد) حذرت دراسة تربوية من شعور الطفل بالعجز والخضوع أمام تعنيف أبويه له في أثناء تدريس بعض المواد الدراسية في المنزل، وذكرت أن الخوف هو السمة الرئيسة التي تحكم مسألة مراجعة دروس الأبناء بعد انتهاء اليوم الدراسي، وأن استخدام العنف ضد الأبناء في هذه المرحلة يجعلهم يتلقون العلم مرغمين، رغم أنه من الأفضل أن يكون الترغيب هو الأسلوب الأمثل لمساعدتهم علمياً، وهو ما يفتقر إليه عديد من الآباء ربما لغياب ثقافة التعامل مع الطفل في بداية حياته العلمية. سلوكيات مرفوضة ويقول استشاري العلاج النفسي الدكتور جاسم المرزوقي، إن تعنيف الأبناء أثناء تدريسهم بعض المواد العلمية من السلوكيات المرفوضة التي لها تأثير نفسي كبير على الطفل ومردود سيئ على المديين القريب والبعيد، مشيراً إلى أنه ما يقرب من 90% من الحالات التي عُرضت عليه كان سببها عنف الآباء ضد الأطفال، من دون إدراك حقيقي لخطورة هذا الأمر، إذ إن تدريس المواد العلمية للأطفال على سبيل المساعدة داخل البيت يحتاج إلى مهارة خاصة ووعي كبير. ولفت إلى أن كل أسرة تتمنى لأبنائها التفوق والتقدم العلمي، وهو ما يدفعها لتقديم أوجه المساعدة في المنزل، لكن الخطأ الكبير الذي تقع فيه بعض هذه الأسر يتمثل في ضرب الأبناء في حالة عدم قدرتهم على الاستيعاب، وهذا دليل على عدم قدرة هذه الأسر على امتلاك قدر من التسامح والتعاطف مع مشكلات الطفل العقلية، مشيراً إلى أن هذا لمنحي له تداعيات سلبية كثيرة وأكبر مما يتصور الآباء. فوارق فردية وأوضح أن الأسلوب الأمثل لمساعدة الأبناء في استذكار دروسهم داخل المنزل يجب أن يعتمد على تفهم كامل من الآباء لشخصية الطفل والنظر بعمق للفوارق الفردية، مؤكداً أنه قد يكون داخل الأسرة الواحدة أبناء تتفاوت بينهم القدرات العقلية والفكرية؛ لذا يجب أن يراعي الآباء قدرات كل طفل بحسب شخصيته ودرجة استيعابه، ويرى أن اتباع سياسة التحفيز أفضل أسلوب لنماء الطفل علمياً، ومن ثم زيادة إقباله على الدراسة، واستذكار فروضه المدرسية بحب ورغبة حقيقية في التفوق. حملات توعية عن سبل تغيير سلوك الآباء الذين ينتهجون العنف ضد أطفالهم أثناء مراجعة الدروس داخل المنزل، يورد المرزوقي أن حملات التوعية يجب أن تكون أحد العوامل المؤثرة في المجتمع، التي تلعب دوراً مهماً في تعديل نمط السلوك، إذ إن الهدف الأساسي من مثل هذه الحملات يتمثل في توعية هذا النوع من الآباء بمخاطر العنف ضد الأطفال، والآثار السلبية المترتبة على ذلك، ويرى أن تعديل سلوك الأسرة بوجه عام في هذا الإطار يحتاج إلى جهود كبيرة، خصوصاً أن الطفل يحتاج إلى رعاية أكبر في محيط الحياة الأسرية. سخرية عنيفة ولا يخفي «حمد أ» ندمه على أسلوبه الذي كان يعتمد على السخرية العنيفة من أحد أبنائه، عندما كان يستذكر معه بعض المواد الدراسية، لافتاً إلى أنه لم يدرك أن ضعف ابنه التعليمي راجع إلى قدراته المحدودة، إذ كان يظن أن العنف معه سيجعله يتحفز، ويذاكر ويفهم ويطور من قدراته، لكنه وجد مع الأيام أن مستوى طفله التعليمي يسوء أكثر، ويلفت إلى أنه اضطر إلى إجراء قياس ذكاء له، وهنا تبين له أن الطفل يحتاج إلى تحفيز نفسي، ومن ثم إزالة الخوف والرهبة من قلبه أثناء المذاكرة، ويبين أنه عدل من سلوكه المشين مع طفله حتى أوصله إلى بر الأمان. علاج نفسي منذ شهرين، تتردد «أمينة أ» على أحد مراكز الاستشارات النفسية في أبوظبي من أجل تأهيل طفلها البالغ من العمر 11 عاماً، إذ كان يتعرض للقسوة والسخرية من أبيه أمام إخوته كل ليلة، أثناء مراجعة بعض الدروس، وهو ما جعل الطفل في النهاية غير راغب في التعليم، يميل إلى الوحدة ويبكي كثيراً، وهو ما ولد لديه نوعاً من الاضطراب نتيجة هذه السلوكيات، وتذكر أن الجلسات تأتي بنتائج ملموسة، وأن والد الطفل أصبح يدرك في الوقت الحالي أنه كان على خطأ. أزمة ماجدة تشعر «صافية ر».. جدة ماجدة بمرارة شديدة بسبب العنف الأسري الشديد الذي تتعرض له الطفلة، كلما جلست آخر النهار تراجع بعض المواد الدراسية، لافتة إلى أن هذه الطفلة البريئة كلما أخطأت عنفتها، فتندفع جدتها نحوها لتحميها من بطش الأسرة، ومن ثم تهدئ من روعها، وتؤكد الجدة أنها حذرت أم الطفلة من أن هذا الأسلوب لن يرغبها في العلم، وربما يتسبب في أنها تهجر الدراسة في المستقبل، لكن «أسرة ماجدة» تظهر أنها لن تنتهج هذا السلوك في المستقبل، وإذ بها تعود إلى العنف مرة أخرى، وترى صافية الجدة أن هذا الأسلوب العنيف لن يصنع جيلاً من المتعلمين، لكون العنف من السلوكيات التي تضر بالطفل، وتقتل بداخله الإبداع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©