الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مؤهلون نفسياً يودعون «واحات الرشد» بانتظار الوظيفة

مؤهلون نفسياً يودعون «واحات الرشد» بانتظار الوظيفة
14 سبتمبر 2013 00:21
آمنة النعيمي (الشارقة) - نجح مركز واحات الرشد التابع لإدارة الخدمات الاجتماعية بالشارقة في تأهيل 3 حالات تعاني من أمراض نفسية وعقلية وجسدية، للاندماج في المجتمع، فيما يعمل على توفير كافة الظروف لتأمين حياة مستقلة ومستقرة لهم من خلال توفير منازل وخدم ووظائف تؤمن لهم حياة كريمة، بحسب فاطمة الرفاعي مديرة إدارة المركز. وأوضحت الرفاعي لـ”الاتحاد” أن المركز يعمل في هذه الأثناء، على تأهيل 10 حالات أخرى متواجدة داخله، في الوقت الذي يقدم فيه خدماته لـ 114 مريضاً نفسياً داخل منازلهم، بينما تسعى الإدارة إلى الانتقال لمبنى أكبر يستوعب المرضى الذين مازالوا على قائمة الانتظار وعددهم 13 مريضاً. وأعربت عن أملها في أن تتعاون الجهات الحكومية الخاصة في توظيف الحالات المستقرة ولو بمكافأة رمزية، مؤكدة أن التوظيف يعد أحد أهم أوجه استمرار استقرار حالة المريض وعدم انتكاسته. وأضحت مديرة إدارة مركز واحات الرشد أن المركز يقتصر على استقبال المرضى الذكور، فيما يتم متابعة الإناث ضمن وحدة الأمل المنزلية حتى الانتهاء من إنشاء مبنى خاص بالنساء، وفق خطة اعتمدتها دائرة الخدمات الاجتماعية. وقالت إن المركز يرعى المرضى النفسيين والعقليين المحرومين من الرعاية الاجتماعية، ويقدم لهم كافة الخدمات الاجتماعية والصحية والمعيشية والنفسية، واصفة المركز بأنه متكامل ويعد الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي. ونوهت الرفاعي إلى أنه تم افتتاح “واحات الرشد” بالمرسوم الأميري رقم 12، ويتبع دائرة الخدمات الاجتماعية في حكومة الشارقة، موضحة أن اختيار مسمى واحات الرشد، بدلاً من مركز الأمراض العقلية والنفسية جاء مراعاة لنفسية المرضى من جهة والمجتمع الذي مازال يحجم عن العلاج النفسي لارتباطه بصورة مغلوطة في أذهان أفراده جعلته متصلاً بالجنون ولا يلجأ له سوى المعتوهين وفاقدي العقل حتى أصبح الكثير يتجرع عواقب المرض ولا يتجه لزيارة المعالج النفسي، خشية أن يوصم بالجنون ويعاني من نظرة المجتمع الذي قد يقلل من قيمته ويفقده أهليته في إبداء الرأي أو اتخاذ القرار. وأضافت: تؤوي “الواحات” 13 مريضاً نفسياً وعقلياً ممن تتراوح أعمارهم بين 18- 59 سنة تم تحويلهم من المستشفيات الحكومية كمستفشى القاسمي والأمل للأمراض النفسية في دبي، بعد تعذر من يستلمهم والتأكد من أنهم ليست لديهم أسر ترعاهم، حيث يتم تحويل الأصغر سناً إلى إدارات أخرى في الدائرة، ويتم تحويل الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 18 عاما إلى دار الرعاية الاجتماعية، فيما يتم تحويل الكبار إلى دار رعاية المسنين. ولفتت مديرة إدارة المركز إلى أنه لا يتم استقبال الحالات إلا بعد التأكد من استيفائها للشروط، المتمثلة في: أن يكون من مواطني إمارة الشارقة، فيما يتم استثناء الحالات الإنسانية، وأن يكون يعاني اضطراباً نفسياً وسلوكياً أو إعاقة مشخصة من جهة طبية، وأن يتراوح عمره بين 18- 59 سنة، ولديه الرغبة وغير مكره على تلقي خدماتنا باستثناء المرضى فاقدي الأهلية، إضافة إلى خلوه من الأمراض المعدية والخطرة. وتابعت الرفاعي: كما تشترط الإدارة عدم وجود أسرة ترعاه لوجود وحدة الأمل الرعاية المنزلية المعنية بمتابعة المرضى والعقليين ومن ذوي الإعاقات في منازلهم أو أماكن وجودهم ضمن فريق متخصص يقدم كافة الدعم العلاجي والنفسي والتأهيلي للمريض بهدف تمكينهم من إدارة شؤونهم وإزالة العقبات ودمجهم في المجتمع، مشيرة إلى أن عدد الحالات التي تتابعها الوحدة بلغ 114 حالة 69 منهم إناث، و54 ذكور. وبالنسبة للإيواء، أوضحت مديرة إدارة واحات الرشد أن المركز مخصص للذكور فقط، لعدم توافر قسم للإناث، ويحتوي على مختصين ومشرفين وممرضين يعملون على خدمة المرضى النفسيين. ولفتت إلى أنه يتم تقديم خدمات، منها ما هو متعلق بقسم الإعاشة وقسم البرامج، إضافة إلى الخدمات الصحية والتغذية، كما أن المنتسبين ينخرطون في البرامج المهنية كالزراعة والنجارة التي تؤهلهم لاكتساب حرفة تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم. وقالت إن المركز يعمل على اكتشاف المواهب والميول، بهدف تعزيزها وتنميتها، فيما تسعى الإدارة إلى الانتقال لمبنى أكبر يستوعب المرضى الذين مازالوا على قائمة الانتظار وعددهم 13 مريضاً. وذكرت الرفاعي أن المركز ينظم برنامجا للتدريب الوظيفي لمنتسبيه في الدوائر الحكومية، حيث يتدربون على وظائف خلال فترة الصيف تناسب إمكاناتهم، وقد أثبتوا جدارتهم في تأدية المهام التي أوكلت إليهم وانضباطهم، معربة عن أملها في أن تتعاون الجهات الحكومية الخاصة معهم في توظيف من حالته مستقرة ولو بمكافأة رمزية، مؤكدة أن التوظيف يعد أحد أهم أوجه استمرار استقرار حالة المريض وعدم انتكاسته. وأشارت إلى أن هناك 3 حالات ضمن 13 حالة المتواجدة في المركز مؤهلين بشكل كامل للاندماج في المجتمع وبسبب عدم وجود أسر تؤويهم فإننا سنعمل بشكل جدي بتوفير كافة الظروف لتأمين حياة مستقلة ومستقرة سواء بتوفير منازل لهم وخادم فضلا عن وظيفة تؤمن لهم حياة كريمة. وأضافت أنه ضمن عملية الدمج، يقوم المركز بإشراك المنتسبين في العديد من البرامج الخارجية، حيث يتم تسجيلهم في دورات للسباحة والرماية، كما ينظم المركز رحلة عمرة بشكل سنوي لمنتسبيه، إضافة إلى إشراك المنتسبين في معارض تسوق لعرض منتجاتهم اليدوية. ونوهت إلى توظيف أحد النزلاء في وظيفة مراسل؛ ما كان له مردود كبير على نفسيته وشعوره بالإنجاز، فيما افتتحت لآخر “كشك” داخل المركز بناء على رغبته وهوه يدير تجارته فيه بكل مهارة، مشددة على أن كل هذه النشاطات تعتبر علاجية وتؤدي إلى شفاء المريض. وأضحت مديرة إدارة مركز واحات الرشد أنه بالنسبة للإناث، فيتم متابعتهم ضمن وحدة الأمل المنزلية إلى أن يتم الانتهاء من إنشاء مبنى خاص بالنساء وفق الخطة التي اعتمدتها دائرة الخدمات الاجتماعية. وتحدثت عن “الوحدة النهارية”، حيث يتم تسجيل المرضى النفسيين والعقليين في المركز ويمارسون الألعاب الرياضية التي تعد حاجة ملحة لهؤلاء المرضى كما يشاركون في كافة الورش المهنية والدينية ويستطيعون البقاء لغاية الفترة المسائية. أفكار مغلوطة دعت فاطمة الرفاعي مديرة إدارة المركز، جميع أفراد المجتمع إلى عدم التواني عن اللجوء إلى الأطباء النفسيين للحصول على الاستشارة والعلاج، محذرة من تحمل تبعات الأمراض النفسية لمجرد أفكار مغلوطة لا تناسب تمدن المجتمع وتحضره. ونوهت إلى أن الوضع تحسن عن السابق حيث إن هناك نسبة جيدة من الأهالي بدأت تتجه إلى المركز جالبة أبناءها أو أحد أقربائها بهدف الاستفادة مما يقدمه من برامج علاجية وتأهيلية. وأشارت الرفاعي إلى تنظيم حملة توعية لمدة 3 سنوات للتوعية بمرض الفصام، وهو مرض عقلي يوصف باضطراب في التفكير الوجداني والسلوك، ويعد من أخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان بعد سن الثلاثين، وتسبب له مشاكل تبعده عن أهله وأصدقائه ودراسته وعملة وتدفعه إلى العزلة، مشيرة إلى أن المشكلة تكمن في أن المريض لا يعترف بمرضه لأنه ليس على دراية به.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©