الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مؤسسة سلامة بنت حمدان تقود حملة طويلة المدى لمواجهة أمراض العصر

مؤسسة سلامة بنت حمدان تقود حملة طويلة المدى لمواجهة أمراض العصر
14 سبتمبر 2013 00:20
إبراهيم سليم (أبوظبي)- تنطلق غداً بأبوظبي فعاليات منتدى “أبحاث جديدة للوقاية وعلاج مرض السكّر والزهايمر” الذي تنظمه مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، وذلك في منارة السعديات بأبوظبي. وسيلقي المنتدى الضوء على الأبحاث الجديدة للوقاية وعلاج مرض السكّر والزهايمر، ويعتبر من الموضوعات التي تهم الدولة، ويناقش المنتدى أحدث ما توصّلت إليه الأبحاث الطبيّة من نتائج للوقاية من وعلاج مرض السكّر والزهايمر اللّذين يمثلان تهديداً كبيراً للصحة العامة بالدولة. وتستضيف المؤسسة اثنين من كبار الباحثين في مجال أمراض الزهايمر والسكّر في العالم وهما: الدكتورة ميا كيفبيلتو، الباحثة والأستاذة في مجال علم الأوبئة السريرية والشيخوخة، قسم الأعصاب في معهد كارولينسكا بالعاصمة السويدية ستوكهولم، والدكتور جاكو تميلهيتو أستاذ الصحة العامّة في جامعة هلسنكي، فنلندا. وتعتبر الدكتورة ميا كيفبيلتو أستاذة علوم الأوبئة السريريّة لأمراض الشيخوخة في قسم علوم الأعصاب والرعاية المجتمعيّة بمعهد كارولينسكا، ستوكهولم، من أبرز الشخصيات في هذا المجال. ونالت كيفبيلتو درجة الدكتوراه في العام 2002 من جامعة كوبيو، حيث تناولت أطروحتها العوامل الخطرة التي يمكن للأوعية الدموية من خلالها أن تؤثر على أمراض الشيخوخة والزهايمر. كما أنّ ميا كيفبيلتو حائزة على العديد من الجوائز، حيث حصلت في العام 2009 على جائزة الأكاديمية الفنلندية للآثار الاجتماعيّة، كما حازت في العام 2011 على جائزة “جونيور جامبر” الدولية كأكثر الشباب تميّزّاً في فنلندا والعالم. أما البروفيسور جاكو تومليهتو أستاذ الصحة العامّة في جامعة هلسنكي، فنلندا، فيشغل أيضاً منصب رئيس الجمعية الفنلنديّة لعلوم الأوبئة وهو عضو في الهيئة العلميّة لعلوم الأوبئة العصبيّة ضمن فريق الاتحاد الأوروبي لعلوم الأعصاب. وقام البروفيسور جاكو بنشر نحو 800 من المقالات العلميّة المتميّزة و200 من المطبوعات المشتملة على مقالات تحريرية ومراجعات علميّة وفصول للعديد من الكتب والمجلات العلميّة. واعتبرت أستاذة في علوم الأوبئة السريريّة أن المستوى الاقتصادي المرتفع أحد أساب الإصابة بـ”الزهايمر” و”السكري”، منوهة إلى دور أسلوب الحياة والمعيشة وقلة الرياضة في الإصابة بالمرضين. وأكدت الدكتورة ميا كيفبيلتو أستاذة علوم الأوبئة السريريّة لأمراض الشيخوخة في قسم علوم الأعصاب والرعاية المجتمعيّة بمعهد كارولينسكا، ستوكهولم بفنلندا، أن العاصمة أبوظبي وما تزخر به من رفاهية وتطور اقتصادي وحضاري، من الممكن أن يتسبب في ظهور بعض الأمراض العصرية الناتجة عن ارتفاع معدلات الرفاهية، رغم الارتقاء بخدمات الرعاية الصحية، الذي أدى إلى ارتفاع متوسط الأعمار بين السكان. في السياق ذاته، أشادت كيفبيلتو باهتمام دولة الإمارات بالرعاية الصحية وتوافر المستشفيات والإمكانات، الأمر الذي أسهم في ارتفاع متوسط الأعمار لدى السكان، حيث تعتبر الإمارات من مجتمعات الرفاهية عالمياً. على الجانب الآخر، قالت كيفبيلتو، مع هذا التطور، قد تظهر أمراض العصر المصاحبة، ومنها على سبيل المثال: السكري والزهايمر أو الخرف، مثمنة في الوقت نفسه اهتمام الدولة، إضافة إلى مؤسسة سلامة بنت حمدان بالتوعية بأمراض العصر، معتبرة أن السكر والزهايمر من الأمراض التي تهدّد مواطني دولة. وخلال لقائها مع “الاتحاد” أشارت إلى أن نسبة المصابين بالزهايمر للذين يتعدون سن الـ65 عاماً هي 1% من السكان حالياً، بنسب متفاوتة، فيما يتوقع أن يزيد متوسط الأعمار إلى ما فوق الـ 80 عاماً بحلول عام 2050 . ورجحت ارتفاع نسبة المصابين بالزهايمر بين هذه الشريحة إلى 30% ممن فوق الثمانين عاماً، مؤكدة وجود ارتباط قوي بين المرض والسكري، لافتة إلى أن الزهايمر قد ينتج عن عوامل جينية ووراثية أو عوامل بيئية، مؤكدة أهمية مواجهة هذه المشكلة في فترة مبكرة، مثمنة دور مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان باتخاذ هذه المبادرة، لوضع حل لتجاوز هذه المعدلات والنسب المحددة سلفاً بالإجراءات العلاجية. وعرفت “الزهايمر” بأنه السبب الأكثر شيوعاً للخرف، ويؤذي المهارات العقلية والاجتماعية؛ ما يؤدي إلى إعاقة الأداء اليومي في الحياة العادية. وأوضحت أنه عبارة عن ضمور في خلايا المخ السليمة يؤدي إلى تراجع مستمر في الذاكرة والقدرات العقلية، والذهنية، ولا ينتج عن عامل واحد فقط، بل هو عن مزيج من عوامل وراثية وعوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة والبيئة المحيطة، مؤكدة صعوبة فهم مسبباته وعوامله، إلا أن تأثيره على خلايا الدماغ واضحة، إذ إنه يصيب خلايا المخ ويقضي عليها. وقالت كيفبيلتو: على الرغم من أن الزهايمر هو مرض عضال لا شفاء منه، إلا أن هنالك علاجات قد تحسن جودة حياة من يعانون منه، فالمصابون والذين يتولون رعايتهم بحاجة إلى مشاركة العائلة والأصدقاء من أجل النجاح في مقاومته. وأضافت: وهناك في فنلندا برامج تعمل على ذلك حيث يتم تدريب كبار السن ودمجهم في مجتمعات خاصة بهم في دور رعاية المسنين للحفاظ على صحتهم من تزايد الإصابة بالمرض. وتوقعت أن يحدث تطور في أبوظبي عن طبيعة الوضع الحالي حيث تجتمع العائلة في مكان واحد، ويلاحظ أن المجتمع متماسك بين أفراده ويقدر كبار السن. وأشارت إلى أن الزهايمر يعد أحد الأمراض التي تندرج ضمن قائمة الإصابة بالخرف، حيث إن 80 في المئة من المرضى بالخرف يعانون من الزهايمر، حيث تنفصل الخلايا بالمخ ولا يوجد رابط فيما بينها، يعمل على استمرار عمل الخلايا التي تتعرض للموت والتوقف عن العمل. وحددت عوامل الخطر للإصابة بالزهايمر أو المؤشرات الدالة على إمكانية الإصابة به في جلطات المخ، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول والسمنة المفرطة والتدخين والضغوط النفسية، بينما تكمن عوامل الوقاية من السكري والزهايمر كونهما مرتبطين معاً في القراءة، وممارسة الرياضة وعدم التدخين وتعاطي المخدرات والمواد الكحولية، ولابد من حصول الشخص على الكفاية اليومية من النوم واتباع نهج غذائي صحي، والرياضة اليومية. وقالت إن فقدان الذاكرة مرتبط بتقدم العمر، لكن لا يعني ذلك أنه لا يصيب الشرائح العمرية الأقل، منوهة إلى أنها تعالج مريض بالزهايمر وعمره لا يتعدى 30 سنة، باعتباره مرضا يؤثر في المخ، لكن نسبة الذين يتعرضون للإصابة به تزيد عن كبار السن، لذلك ننصح دائماً بتناول الأطعمة التي تتميز بها منطقة الشرق الأوسط، وأهمها الخضروات والأسماك والفواكه والمواد الغنية بالفيتامينات خاصة فيتامين “ب”، وعند ملاحظة أي تغير في ذاكرة الأشخاص نرى ضرورة التوجه إلى الطبيب المختص. ولفتت إلى ضرورة نشر الثقافة بهذا المرض بين الأطباء تحديداً ونقله إلى بقية أفراد المجتمع، موضحة أن ما تقوم به مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان بهذا الخصوص يعد من قبيل نشر الثقافة المجتمعية، ويرجع إليها الفضل في قيادة حملة طويلة لنشر الوعي بين الجمهور والأطباء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©