الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المثل والقدوة

23 فبراير 2008 00:24
الإنجاز الذي حققه المنتخب المصري الشقيق بإحرازه الكأس الأفريقية للمرة الثانية على التوالي خلال عامين اثنين بقيادة مدربه الوطني المتألق حسن شحاتة هو إنجاز يسجل للمدرب الوطني العربي الذي أثبت أداءً ونتائجَ أنه قادر على منافسة كل المدربين الكرويين الأجانب من أصحاب الاسم والشهرة وعقود الملايين، لو يتم منحه حرية واستقلالية العمل وكل متطلبات النجاح التدريبي المطلوب والمنشود· والأهم من ذلك منحه الثقة والدعمين المادي والمعنوي تماماً بمثل ما يقدم للمدرب الأجنبي، أو حتى بعض ما يقدم له من امكانيات وحوافز وضمانات·· فلقد أعطى حسن شحاتة المثل والدرس لكل الذين ما زالوا في العديد من أقطارنا العربية يعتقدون جهلاً بأن التدريب في عالم كرة القدم لغة سحرية لا يمكن فهمها، أو علم صعب يستحيل تحصيله· وفي رأيي·· فإن من أهم عوامل ومتطلبات النجاح التدريبي في رياضة كرة القدم تحديداً وكل الرياضات الجماعية الأخرى يكمن في قدرة وكفاءة المدرب في التعامل مع لاعبيه وفي توظيف مهاراتهم ومواهبهم الفردية لصالح اللعب والأداء الجماعي، وهذا ما فعله ''حسن شحاتة'' خلال الأعوام القليلة التي تولى فيها الإشراف على المنتخب المصري حين أحب عمله أولاً، ثم سعى وبكل الجهد من أجل كسب محبة وثقة واحترام اللاعبين له· وعلى الرغم من أنه واجه كما يواجه المدربون الوطنيون بشكل خاص وفي معظم أقطارنا العربية حملات من النقد الاعلامي وحتى الجماهيري·· فلقد تحلى بالصبر وأهمل الرد على كل منتقديه، وبرهن أخيراً بالتفوق الواضح والفوز القاري الصريح والمستحق لمنتخب بلاده مع المنتخبات الافريقية الأخرى أن المدرب الوطني قادر على تحقيق الإنجاز·· وأن التدريب علم ومهارة وتعامل واجتهاد لا يستحيل على المدرب الوطني الذي يتفوق على قرينه الأجنبي في كفاءة نقل المعلومة والخبرة بكل مشاعرها وأحاسيسها مباشرة من فم صاحبها الى اللاعبين دون ترجمة أو وساطة قد تفقدها الكثير من آثارها ونتائجها المرجوة· ويبقى حس الانتماء الوطني أولاً وأخيراً الحافز الأكبر للمدرب الوطني في عطائه وتحمله لمسؤولياته الوطنية··!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©