الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من العيد نتعلم... كل عام وأنتم بخير

2 أكتوبر 2014 00:03
بعد أن نصوم الجمعة يوم عرفة المشهود سنفرح بحلول يوم النحر، وعيد الأضحى المبارك يوم السبت، نسأل الله أن يعيده على ولاة أمرنا وشعبنا والأمة الإسلامية بكل خير ويمن وبركة، ويُفرّج هموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. في العيد تنتشي القلوب بفرحة الذكر، نغتسل ونتطيب ونلبس أجمل الثياب، ونمسك عن الطعام ونذهب للمصلى مكبرين مهللين حامدين، ونشهد الصلاة والخطبة التي يوجز فيها شيخ المنبر أهم ما جاء به الدين الحنيف، مستلهما من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم دروس الحياة، وبعد الخطبة نتبادل التهنئة بالعيد مع المسلمين، ونعود لمنازلنا من طريق غير الذي ذهبنا من خلاله. وفي البيت نعيش لحظات ودقائق نترقبها طوال العام، نقبل رؤوس والدينا، ونتبادل التهاني بمشاعر فياضة مع إخوتنا وأهلنا، شعور غريب ذلك الذي يملأ المنزل في دقائق التهنئة التي تمضي سريعاً، لكن أثرها يبقى طويلاً. يستعد المضحون لنحر أضاحيهم (وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا)، ثم يستحب لنا أن يكون لحم الأضحية أول ما نبدأ به طعامنا في يوم العيد، تبدأ الوفود بالتزاور، فنستقبل الجيران والأقارب وبعض الأصدقاء والمعارف، كما نزور الكثير منهم كذلك، ونتبادل التهاني، ونصيحتي لكم حافظوا على صحتكم وخلوا أكلكم متوازناً، ومارسوا الرياضة. يتخلل هذه المجالس توزيع العيدية على الأطفال، ومن الأطفال من يطوف على البيوت ليجمع مبلغاً وفيراً يفرح به ويشتري ما أعجبه من الألعاب، صحيح أن العيدية عادة حميدة، ولكننا نشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعارها يتطلب تدخل حماية المستهلك!، فأذواق الأطفال تغيرت من ألعاب زمان الطيبين إلى جيل الآيباد، ومجالس العيد ستكون مختلفة أيضاً هذه المرة، حيث ستتشرف بجنود الخدمة الوطنية قواهم الله، الذين ضربوا أروع الأمثلة في الولاء للدين والوطن والقيادة الرشيدة، وأكدوا أن البيت متوحد في وطن الخير والنماء والاستقرار والازدهار، وانضموا ببسالة ورجولة إلى ميادين الخدمة العسكرية، ليكونوا خير ذخر للإمارات الحبيبة. من العيد نتعلم أن الإسلام دين السلام والتسامح والفرحة، من العيد نتعلم أن المسلم أخو المسلم، من العيد نتعلم أن صلة الأرحام ترضي رب الأنام وتنشر الوئام، من العيد نتعلم أن المجالس مدارس تعلم روادها آداب الضيافة وسنع الرجال، وتكسبهم المهارات والخبرات، من العيد نتعلم أن طعم التواصل الاجتماعي الحقيقي لا يكون في تويتر وانستجرام فقط، وإنما في الزيارات والتلاقي وجهاً لوجه، من العيد نتعلم أن الحياة تصفو وتحلو بالصلاة والذكر وعمل الخير والصدقة، من العيد نتعلم أن الترفيه والنزهات مهمة للترويح عن النفس والأهل، من العيد نتعلم أن بسمة الأطفال سعادة لنا، من العيد نتعلم أن حياتنا نعيشها بطمأنينة وسعادة وإيجابية لأننا مسلمون، قلوبنا نقية متوحدة. بقي أن نشكر كل الموظفين الذي سيبقون على رأس عملهم خلال العيد، وندعو الله أن يحفظ الحجاج ويوفقهم ويتقبل منهم ويعيدهم لديارهم وأهلهم سالمين غانمين، ونسأل الله أن يحفظ بلادنا وشيوخنا وشعبنا وجميع المسلمين، تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير. سليمان أحمد سليمان - عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©