الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«العنابي» هزم نفسه أمام بطل آسيا

«العنابي» هزم نفسه أمام بطل آسيا
12 ديسمبر 2010 22:50
جاءت خسارة الوحدة من سيونجنام الكوري برباعية مقابل هدف مساء أمس الأول، في الظهور الثاني للفريق “العنابي”، في مونديال الأندية، بسبب تراجع مستوى لاعبيه، وليس بسبب قوة المنافس، وذلك على طريقة المقولة الشهيرة “بيدي لا بيد عمرو”، حيث تسببت الأخطاء الفردية في “ذبح” الحلم الوحداوي في الذهاب بعيداً في البطولة، خاصة أن المنافس الكوري بطل آسيا لم يظهر بالصورة المخيفة التي صورها البعض، بل نستطيع القول إن لاعبي الوحدة أنفسهم هم من أهدوا الفوز للفريق الضيف. لم يكن الوحدة في مباراة سيونجنام، هو نفسه الذي لعب مباراة هيكاري، مع الاعتراف بقوة المنافس في المباراة الثانية، عنه في اللقاء الأول، بعد أن غاب التنظيم واختفت القدرات الفردية، ونسي اللاعبون الأداء الجماعي المطلوب، في بعض فترات اللقاء، الذي كان متكافئاً في فترات أخرى، خاصة في الشوط الأول. الغريب أن الوحدة، استطاع أن يعود للمباراة في بدايتها، بعد هدف لومينا الخاطف، الذي جاء مبكراً جداً، بعد 4 دقائق فقط من البداية، وهذا الأمر لا يفعله سوى الكبار، وعلى الرغم من “الهزة” التي أحدثها الهدف الأول، الذي جاء من خطأ فردي دفاعي، عاد لاعبو “العنابي” بقوة من جديد، وظهروا في حالة التماسك، حتى نجحوا في التعادل برأس بيانو، بعد مرور 23 دقيقة، من هدف سيونجنام، أي أن الكفاح ظل في قمته ممزوجاً بالحماس والرغبة في التعويض حتى تحقق المراد. ومن يملك مواصفات، وقدرات تجعله يصر على التعديل ويحققه، لا يجب أن ينهار بسهولة بعد ذلك، وكان من السهل العودة مرة أخرى بعد الهدف الثاني لبطل كوريا، الذي جاء برأس ساشا من خطأ دفاعي أيضاً في المراقبة أثناء الضربات الثابتة، وهي من الأخطاء الشائعة في الكرة العربية بوجه عام، ويعتبر الهدفان الكوريان من أهم عوامل تحطيم معنويات الفريق الذي ظهرت ملامحه بعد ذلك. أسباب الانهيار وبالطبع لم يكن الوحدة في شوط المباراة الثاني في حالته الطبيعية، وكانت هناك أسباب فنية مهدت للخسارة الثقيلة، في مقدمة هذه الأسباب الهبوط الحاد في اللياقة البدنية للاعبي الوحدة، الذين تأثروا بالجهد البدني الذي بذل في مباراة هيكاري قبل ثلاثة أيام من مواجهة سيونجنام، بالإضافة للجهد المبذول في 45 دقيقة الأولى من المباراة نفسها، التي اتسمت باللعب تحت ضغط نفسي كبير زاد من التأثر البدني السلبي. وكان السبب الثاني أن خطوط الفريق انفصلت تماماً، وذلك لم يكن بسبب الخطأ في أداء لاعبي الوحدة فقط بل كان أيضاً بسبب الطريقة التي لعب بها سيونجنام ومدربه، بعد أن أنهى الفريق الشوط الأول متقدماً 2 - 1، حيث رأى مدرب بطل كوريا أن يلعب على إرهاق لاعبي الوحدة بغلق الجانبين تماماً وتضييق المساحات ومواجهة الهجمات العنابية من منتصف الملعب فقط، ليترك عملية التمرير للوحدة كيفما شاء في نصف ملعبه، ثم الانقضاض على الكرة عندما تصل إلى النصف الثاني. أوقف لاعبو سيونجنام خطورة فهد مسعود وحيدر آلو علي من اليمين واليسار، فكان ذلك سبباً في أن يفقد الطائر العنابي جناحيه، اللذان اعتمد عليهما في مباراة هيكاري، التي درسها الفريق الكوري جيداً، وقام المدرب الكوري بعزل بيانو ومراقبته باثنين من المدافعين على الأقل في كل كرة، ولم يسمح لإسماعيل مطر بالتوغل وسط الدفاعات من خلال الضغط المستمر عليه لحظة استلام الكرة. ولم يتمكن النمساوي هيكسبرجر مدرب الوحدة في عمل طريقة بديلة سريعة الاختراق دفاع سيونجنام المنظم في ظل التراجع البدني الحاد للاعبي فريقه، وكان خروج حيدر آلو علي الاضطراري مصاباً في الدقيقة 53، ثم خروج فهد مسعود في الدقيقة 64 إشارة على انتهاء الغارات الهجومية التي يعتمد عليها الوحدة دائما، وهو ما تسبب في راحة لاعبي سيونجنام وتخفيف العبء على مدافعيه. تهور هجومي أخطأ هيكسبرجر عندما ظن أن التأخر 1 - 2 لا يختلف كثيراً عن التأخر بأكثر من ذلك، فكانت الطريقة التي لعب بها بعد خروج حيدر وفهد تميل إلى التهور في إطار البحث عن هدف التعادل بعد أن تحولت طريقة اللعب من 4-3-2-1 إلى طريقة هجومية “عشوائية” كانت في شكلها النظري تميل إلى طريقة 4-3-3 بعد مشاركة محمد الشحي وسعيد الكثيري والتقدم المستمر للمدافع ماجراو والمساندة من محمود خميس وهوجو خلف مطر وبيانو . تسبب هذا التهور في وجود مساحات خالية كثيرة سمحت للاعبي بطل كوريا في استغلال فارق السرعة لمصلحتهم وشن هجمات مرتدة سريعة على مرمى عادل الحوسني، فكان من الطبيعي أن تهتز الشباك مرتين ولو طال الوقت لاهتزت أكثر من ذلك، بعد أن تفككت كل الخطوط الوحداوية ولعب كل لاعب بمفرده بعيداً عن بقية اللاعبين، ولم يحسن لاعبو الوسط القيام بالدور الدفاعي عند التحول من الهجوم للدفاع لمواجهة انطلاقات لاعبي الفريق الكوري. وعلى الرغم من أن الوحدة كان الأفضل، من حيث امتلاك الكرة والضغط على المنافس في نهاية الشوط الأول بعد هدف سيونجنام الثاني، في ظل حالة الخوف والحذر التي بدت على الفريق الكوري بشكل واضح، تغيرت الصورة تماما في النصف ساعة الأخير من المباراة بعد أن اكتشف لاعبو بطل آسيا أن منافسهم قد أصبح مثل الملاكم الذي ألقى أدواته كلها واستسلم للضربات انتظاراً لقرار الحكم بإنهاء المباراة أو الضربة القاضية، وهي التي تحققت مرتين للفريق الكوري في الدقائق العشرين الأخيرة. وكان من الأفضل أن يظل التماسك واللعب بتوازن دون عبث في الطريقة والتشكيلة على أمل تعويض فارق الهدف الواحد ولو من هجمة مرتدة، خاصة أن المنافس الكوري رغم تقدمه لم يملك شجاعة اللعب الهجومي المستمر، وكان ينتظر المبادرات الهجومية من لاعبي الوحدة للتعامل معها، لأن إدراك التعادل من شأنه أن يعيد الثقة للاعبي الوحدة ويزيد من الرهبة الموجودة لدى الفريق الكوري مع حماس الجماهير التي ملأت مدرجات ستاد مدينة زايد، وكانت هذه الأمور كفيلة بأن تعيد الحيوية للاعبي العنابي وتجعلهم يتغلبون على التراجع في اللياقة البدنية، التي تأثرت كثيرا بالإحباط والشعور بعدم القدرة على التعويض. وكانت المباراة في حاجة لوجود لاعب يملك الخبرة بحجم عبد الرحيم جمعة ولو في نصف ساعة، خاصة بعد إصابة حيدر وخروجه، لأن عبد الرحيم يمتلك القدرات الدفاعية والهجومية في الوقت نفسه ويملك القدرة على التحكم في إيقاع اللعب وقيادة زملائه لأداء الدورين بكفاءة، وخاصة أن الفريق الوحداوي افتقد القائد داخل الملعب، الذي يستطيع أن يوجه بقية اللاعبين وينتزع منهم التماسك المطلوب. وكان من المبالغة أن يتم تصوير فريق سيونجنام قبل المباراة على أنه منافس يصعب تخطيه، ووصف قدرات لاعبيه بأنها ستكون عقبة في طريق لاعبي الوحدة، فقد ظهر فريق سيونجنام متواضعا في بعض فترات اللقاء، خاصة في أداء خط الدفاع، الذي كان يمكن أن يكون سبباً في فوز الوحدة مثلما كان خط دفاع العنابي سببا في فوز المنافس. لعب سيونجنام بأقل مجهود في الشوط الثاني، وتعامل فقط مع طبيعة أداء الوحدة وأخطاء لاعبيه وعدم القدرة على الارتداد السريع وحقق بذلك هدفه، وقد يكون المستوى الذي قدمه لاعبو سيونجنام ليس كل ما لديهم على اعتبار أنهم حققوا هدفهم وأرادوا أن يدخروا مجهودهم لمباراة الإنتر الإيطالي المقبلة، وقد يكون هذا مستواهم الحقيقي الذي بالغ البعض في وصفه ليحصل بطل آسيا على أكثر من حقه من الحذر والرهبة وأيضا الإحباط المبكر ثم التهور بحثاً عن هدف التعادل. مسفر: الأندفاع الهجومي السبب في الخسارة دبي (الاتحاد) - أكد دكتور عبد الله مسفر مدرب المنتخب الوطني السابق والعروبة الحالي والمحاضر الدولي أن هزيمة الوحدة من سيونجنام الكوري في المقام الأول كانت بسبب الهدف المبكر الذي دخل مرمى الفريق في الدقيقة الرابعة، لأنه أربك حسابات الجهاز الفني بدرجة كبيرة، وكان سببا رئيسياً في الخسارة، على الرغم من النجاح في التعويض بهدف بيانو، لأن المدرب قام بتعديل طريقة اللعب إلى الشكل الهجومي الذي لم يحفظ التوازن للفريق في بقية المباراة. وقال: التحضير للمباراة لم يكن بالشكل الأمثل من الناحية النفسية بعد الفوز على هيكاري بثلاثية، لأن هذا الفوز كان خادعاً، ولم يكن في مصلحة الوحدة، لأن لاعبيه ظنوا أنهم قادرون على الفوز بلقاء سيونجنام أيضاً بسهولة، على الرغم من اختلاف مستوى الفريقين لأن المنافس هو بطل آسيا، ويملك عدداً من النجوم الدوليين، وأيضاً أفضل لاعب في آسيا هذا العام، ولذلك كان يجب احترامه بدرجة أكبر من ذلك. وأضاف: مشكلة الوحدة الفنية كانت في العمق في وسط الملعب والدفاع، لأن ماجراو وحده لم يكن قادراً على غلق منطقة قلب الوسط، وظل الدفاع مفتوحاً، كما هو منذ الهدف الأول، وحتى الرابع دون إصلاح الخطأ، على الرغم من أن الفريق الكوري لعب بأقل مجهود لأنه يفكر في المباراة المقبلة. وشدد مدرب بالمنتخب الوطني السابق على أن هيكسبيرجر لم يكن موفقاً في اللعب الهجومي دون تأمين الدفاع، لأن أكبر فريق في العالم عندما يهاجم لابد أن يقوم بتأمين الدفاع في الوقت نفسه، وعاب على المدرب التهور الهجومي الزائد، مؤكداً أن التضحية بسمعة الفريق ليست شيئاً سهلاً، وإن الخسارة 1 - 2 لا يمكن أن يكون مثل 4-1 في كل الأحوال، خاصة أن الخسارة كانت من الممكن أن تكون أكبر. مطر غراب: الهزيمة مفيدة في كأس آسيا دبي (الاتحاد) - أكد محمد مطر غراب رئيس اللجنة الفنية باتحاد الكرة والمحلل الفني، أن مباراة الوحدة أمام سيونجنام كانت تحتاج إلى وجود عناصر دفاعية أكثر من الوسط لمجاراة السرعة والقوة في الفريق الكوري، وكان لابد من معالجة أخطاء البداية بمنح الفرصة للاعب خبرة مثل عبدالرحيم جمعة، أو إشراك لاعب شاب قوي في الوسط كعنصر دفاعي أو حتى إشراك ديارا كمهاجم قوي قبل نهاية المباراة. وقال إن اللعب باندفاع هجومي أدى إلى حدوث فراغات ومساحات خالية كبيرة في الخطوط الخلفية، وكان لابد أن يلعب هيكسبيرجر بتوازن أكبر وإن تكون المغامرة محسوبة بدلا من خسارة كل شيء، وأعتقد أن هذه المباراة على الرغم من أهمية البطولة هي تجربة مفيدة سوف يحقق الفريق منها الاستفادة المطلوبة في مباريات كأس آسيا هذا الموسم. منذر عبد الله: سيونجنام تفوق بالضربات الثابتة دبي (الاتحاد) - أبدى منذر عبد الله مدرب الوحدة السابق والمحلل الفني بقناة “أبوظبي الرياضية” حزنه الشديد لخسارة الوحدة التي وصفها بالثقيلة والكبيرة، مؤكداً أن فريق الوحدة لم يدرس منافسه بصورة جيدة قبل المباراة، لأن المنافس يلعب كرة سريعة، ويسجل 80 % من أهدافه من ضربات ثابتة، وهو ما حدث في اللقاء بتسجيل هدفين من الاربعة من ضربات ثابتة. وقال إن الهدف المبكر الذي جاء في الدقيقة الرابعة، كان أول أسباب الخسارة، لأن لاعبي الوحدة حاولوا مجاراة السرعة الكورية، وهي طريقة خاطئة، لأنه من الصعب مجاراة هذه السرعة، وأيضاً لأن الوسط، لم يكن بالقوة الدفاعية المطلوبة، كما أن التبديلات لم تكن في مكانها لإصلاح الخطأ، ولا أعرف لماذا لم يتم إشراك عبد الرحيم جمعة في هذه المباراة. وأضاف: الفريق المنافس يملك لاعبين أقوياء، يجيدون ضربات الرأس، وكان لابد من مراقبتهم، وفي الكرات الثابتة تكون الرقابة مزدوجة لأن الضربات الثابتة، هي مصدر قوة الفريق في وجود مولينا والمدافع ساشا، وقدرة هذا الفريق على الاستفادة منها بدرجة كبيرة.
المصدر: ر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©