إعداد - مصطفى عبدالعظيم:
توقع تقرير حديث صدر أمس عن البنك الدولي أن يتضاعف إجمالي الناتج العالمي من 35 تريليون دولار حاليا الى 72 تريليون دولار بحلول عام ،2030 مدفوعا بالنمو القوي للبلدان النامية والذي شكل 38% من الزيادة التي حققها الناتج العالمي في عام ،2006 وبشر البنك في تقريره ''افاق الاقتصاد العالمي ··2007 ادارة الموجة القادمة من العولمة''، بلدان العالم النامي بامكانية جني ثمار العولمة بحلول عام 2030 عندما ينتمي 1,2 مليار شخص في هذه البلدان ـ أي ما نسبته 15 في المائة من سكان العالم ـ إلى ''الطبقة متوسطة الدخل في العالم''، مقابل 400 مليون شخص حاليا وبعد ان يتراوح نصيب الفرد من القوة الشرائية في تلك المجموعة ما بين 4 آلاف - 71 ألف دولار·
وقال البنك ان منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا حققت نموا خلال العام 2006 نسبته 4,9 في المائة بزيادة 0,5 في المائة عن العام ،2005 مشيرا إلى أن ارتفاع اسعار النفط انعشت العائدات النفطية للدول النامية المصدرة للنفط في المنطقة بنسبة 32% او ما يقرب من 160 مليار دولار· وتشير توقعات البنك الدولي إلى أنه يمكن للعولمة أن تحفز تحقيق معدلات نمو أسرع في متوسط الدخول في السنوات الخمس والعشرين المقبلة، مقارنة بفترة السنوات 1980-،2005 وسيكون للبلدان النامية دور رئيسي في ذلك·
إلا أن البنك اكد انه في حال لم يجر التعامل مع ذلك الوضع بعناية بالغة، فمن الممكن أن يصاحبه تفاوت متزايد في مستويات الدخول، فضلاً عن احتمال حدوث ضغوط بيئية شديدة· ووفقاً للتقرير فإن معدلات النمو في البلدان النامية ستبلغ مستوى قياسياً يقترب من نسبة 7 في المائة خلال هذا العام· وفي عامي 2007 و ،2008 من المحتمل أن تشهد معدلات النمو تباطؤاً، لكنها ستتجاوز على الأرجح نسبة 6 في المائة، أي ما يزيد بواقع الضعف على المعدل المتحقق في البلدان المرتفعة الدخل، الذي يتوقع أن يبلغ 2,6 في المائة·
ويقول ريتشارد نيوفارمر المؤلف الرئيسي للتقرير والمستشار الاقتصادي في إدارة التجارة الدولية بالبنك الدولي، ''في حين لا تمثل تلك النتيجة إلا تسارعاً طفيفاً للنمو العالمي مقارنة بفترة السنوات الخمس والعشرين الماضية، إلا أن هذا النمو مدفوع أكثر من أي وقت مضى بالأداء القوي الذي تشهده بلدان العالم النامية· وفي حين سيكون هناك اختلاف أكيد في الأرقام الفعلية فيما بين هاتين الحقبتين، فإن الاتجاهات الأساسية للفترة الحالية ستكون منيعة نسبياً أمام كافة العوامل المؤثرة، فيما عدا الصدمات الشديدة أو المزعزعة للاستقرار''·
وسيكون للنمو العريض القاعدة الذي تشهده بلدان العالم النامية على مدار تلك الفترة تأثير كبير على الجهود الرامية إلى تقليص الفقر على الصعيد العالمي، وقال فرانسوا بورغينون النائب الأول لرئيس البنك الدولي لشؤون اقتصادات التنمية ورئيس الخبراء الاقتصاديين، ''من الممكن أن يتم تخفيض عدد الأشخاص الذين يعيشون على أقل من دولار أميركي في اليوم الواحد للفرد بواقع النصف، وذلك من 1,1 بليون شخص حالياً إلى 550 مليون شخص في عام ·2030 إلا أن بعض المناطق، ولاسيما أفريقيا جنوب الصحراء، معرضة لخطر التخلف عن الركب· علاوة على ذلك، فإن التفاوت في مستوى الدخل يمكن أن يتسع داخل بلدان كثيرة، مما يؤدي بدوره إلى تفاقم المخاوف الحالية بشأن التفاوت فيما بين البلدان''·
ويمكن أن يرتفع حجم التجارة العالمية في السلع والخدمات بأكثر من ثلاثة أضعاف ليصل إلى 27 تريليون دولار في عام ،2030 فضلاً عن ارتفاع نصيب التجارة من الاقتصاد العالمي من زهاء الربع حالياً إلى أكثر من الثلث· وعلى وجه التقريب، فإن نصف هذه الزيادة ستأتي على الأرجح من البلدان النامية·
عدد اليوم
