الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نسألكم الصبر..

1 أكتوبر 2014 23:38
لم يجد الفرنسي فرانك دوماس المدرب الجديد لنادي المغرب الفاسي، والذي أمضى أجمل حقبه كلاعب كرة قدم مع نادي موناكو، بدا من أن يعبر عن دهشته الكبيرة المقترنة بالفزع لسماع أن ناديين بالمغرب انفصلا عن مدربيهما بعد ثلاث جولات فقط من بداية الدوري، فالأمر بحسب الرجل الذي تربى في بيئة كروية نعرف أصلها الاحترافي وثوابتها الرياضية موجب للقلق وللسؤال، فقبل السؤال عن الحكمة في التعاقد مع مدرب للانفصال عنه بعد ثلاث مباريات فقط، هناك سؤال الجدوى والمرجعية الفنية التي يتأسس عليها القرار. من الباعث على الدهشة أن يكون أحد الناديين اللذين أزعجا الفرنسي دوماس بقرار الانفصال عن الربان، هو الرجاء البيضاوي الذي يمثل لكرة القدم المغربية إحدى أكبر مرجعياتها ويمثل للكرة العربية والإفريقية ناديا للمفاخرة والمباهاة، أليس هو من فاجأ الكل بوصوله العام الماضي إلى نهائي كأس العالم للأندية وحيازته لقب وصيف البطل خلف الكبير والأسطوري بايرن ميونيخ، والحقيقة أن الرجاء يمثل حالة فريدة في ضبط الموجات الفنية وفي اعتماد المعايير التي على ضوئها يتم اختيار الربان الفني، فبمجيء رئيسه الجديد بودريقة قبل موسمين شهدنا ما يمكن وصفه بالزواج المثالي بين فكر تدبيري متحمس ورؤية فنية رزينة لبلورة المشروع الجديد، فقد تم التعاقد مع المدرب محمد فاخر الذي يوصف بصائد الألقاب، وكان من نتائج هذا الزواج المثالي أن حاز الرجاء لقب كأس العرش وبخاصة لقب الدوري الذي أصبح بموجبه مؤهلا لمونديال الأندية بحكم أن المغرب كان مستضيفا لنسخته العاشرة. وكان كافياً أن يتثاءب نادي الرجاء في مباريات الدوري على مقربة من كأس العالم للأندية لتخرج الإدارة بالقرار الذي صدم الكل، وأسال وديانا من الحبر، الانفصال عن فاخر والارتباط بالتونسي فوزي البنزرتي، الذي كان من حظه أن الرجاء قدم لوجود حافز معنوي قوي مونديالاً تاريخياً بالوصول إلى مباراته النهائية، لتخفت الأصوات المعارضة لقرار الانفصال عن فاخر، برغم أن الرجاء لم يتمكن بعدها من الاحتفاظ بلقب الدوري ولم يتمكن في الآن نفسه بإقناع البنزرتي بالبقاء، فكان الارتباط على التو بالجزائري عبد الحق بن شيخة، الذي نجح في أول موسم عمل له بالمغرب في قيادة الدفاع الجديدي للفوز بلقب كأس العرش، كأول لقب يحققه هذا النادي في تاريخه الطويل. بالطبع لا يجادل أحد في أن بن شيخة حصل أولاً على ظروف إعداد مثالية بمعسكر خارجي، وبالكثير من الوديات وأمكنه ثانياً الاحتكام على ترسانة بشرية جيدة بحكم حجم الانتدابات، إلا أنه سيقال أو سينفصل عنه بقوة ما وافق عليه كأهداف منصوص عليها في العقد والتي منها المنافسة على لقب كأس العرش والمنافسة على لقب الدوري ودخول دور المجموعات لعصبة الأبطال الإفريقية، فبرغم أن الرجاء سجل في المباريات الثلاث الأولى للدوري فوزين وتعادلا واحدا، إلا أنه وجد نفسه مكرها على توقيع وثيقة الانفصال بعد أن غادر منافسات الكأس من دور الستة عشر مهزوماً من الجيش. صحيح أن لا شيء حصل تحت الإكراه، إلا أن رسم الحدود الفنية بهذه الصورة يقول بوجود هواية في التدبير وبوجود كم صغير من الصبر لا يساعد على ضبط الاستقرار الذي هو أول عناصر النجاح المستديم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©