الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زراعة الأراضي الشاسعة «جواً» لمعالجة التصحر

زراعة الأراضي الشاسعة «جواً» لمعالجة التصحر
18 سبتمبر 2011 22:29
قام الباحث العراقي عبدالرحمن حسن الصباغ بابتكار طريقة لزراعة مساحات شاسعة من الأراضي التي يصعب زراعتها بالأساليب التقليدية، وتعتمد الطريقة الجديدة على إلقاء عبوات تحوي بذور أو غرسات صغيرة وتربة وماء ومواد مخصبة من الجو، وستساعد تلك العبوات في حماية النبتة في مراحلها الأولى، ويؤكد الباحث أن الفكرة ممكنة وواقعية، ويمكنه تنفيذها وتزويدها بإضافات تقنية مهمة، لضمان نجاحها مائة بالمائة. ويقول الصباغ إن الفكرة بكل بساطة تطرح تصنيع عبوات مغزلية الشكل مختلفة الأحجام، وحسب الاحتياجات تملأ التربة المخصبة بالماء، وتحوي في داخلها بذورا أو نباتات صغيرة، والعبوة الواحدة تتم على أجزاء، الأول يأخذ شكل رأس مدبب مصنوع من مادة صلبة تساعد العبوة على اختراق التربة، والجزء الوسيط مصنوع من مواد صلبة نسبيا قابلة للتفتت بعد حين. وهو الجزء الذي سيملأ بالتربة وما ستحويه من مخصبات. يضيف الصباغ أن الجزء الأخير وهو الجزء العلوي عبارة عن غطاء للحاوية، وهو مقبب مسامي ونصف شفاف يحمل فوقه أجنحة صغيرة تساعد على جعل مسار العبوة عموديا، وتعمل الجنيحات كمكثفات للرطوبة فيما بعد، وهذا الغطاء يتوجب أن يبقى خارج سطح الأرض لحماية النبتة في بداية نموها الخارجي، ثم تزيحه النبتة عند تبرعمها وعندما تكون قابلة لتحمل الظروف الطبيعية. أما عن طريقة التنفيذ فيقول الباحث العراقي إن الطائرات أو الحوامات تقوم بإلقاء تلك العبوات على المناطق التي يراد تشجيرها أو زراعتها، خصوصا تلك الشاسعة التي يصعب الوصول إليها أو زراعتها بالوسائل المعهودة، مثل المناطق الصحراوية وسفوح الجبال الجرداء والمستنقعات، وذلك بعد إجراء دراسات مسبقة تثبت إمكانية القيام بهذه المهمة على تلك المناطق، كما سيتم تهيئتها جيدا قبل استلام الغرسات بتخصيبها عن طريق الرش من الجو بالمواد اللازمة مثلا، وربما انتظار موسم الأمطار ومن ثم القيام بعملية نشر العبوات. يواصل عبدالرحمن قائلا إنه يتم الاعتناء بالنبتات والشجيرات الصغيرة لفترة من الزمن، حتى تتمكن من بث جذورها في باطن الأرض وينتصب عودها عاليا، وقد تبدو العملية غير واقعية ولكنها في الحقيقة الأكثر واقعية والأكثر فاعلية، وهي طريقة علمية مبتكرة لمعالجة التصحر والوصول للمناطق الصعبة والشاسعة. وستحقق الطريقة نتائج سريعة وبجهد وتكلفة أقل من الطرق العادية ما دامت التقنيات تسمح بذلك، وتعد الطريقة مقتبسة مما تقوم به الطيور والريح منذ ملايين السنين بطريقة فطرية، وكل الخبراء والعلماء أقروا بتلك الطريقة. وعن أهمية الفكرة يقول الصباغ ليس بجديد معرفة أهمية الغطاء النباتي في وقف زحف الصحراء، والحد من تلوث الجو وتخفيف وطأة التطرف الحراري، ومدى الحاجة لزيادة الرطوبة النسبية في المناطق الجافة، كما نعرف دور الأشجار في تشجيع وحماية النباتات الأصغر على التطور والانتشار تحتها وتكثيف التربة، وذلك كله سينعكس وبسرعة بطريقة إيجابية على تطور البيئة الحيوانية البرية في تلك الأصقاع، فيعيد لها حياتها التي فقدتها من قبل، ولمن يشكك في واقعية الفكرة نقول لهم إن الوسائل لا تعدم لو توفرت الإرادة الإنسانية الصادقة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©