الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هداية الحمادي: نجحت في نشر الثقافة الإماراتية بين طلبة الجامعة بأميركا

هداية الحمادي: نجحت في نشر الثقافة الإماراتية بين طلبة الجامعة بأميركا
18 سبتمبر 2011 22:28
يبدو أن التميز في الدراسة هو نهج هداية الحمادي، منذ كانت تخطو أولى خطوط مستقبلها في “الثانوية”، فوضعت نصب عينيها منذ كانت في الصف العاشر “الأول الثانوي” الدراسة في الخارج، حيث تم ترشيحها للمشاركة في البرنامج التحضيري الذي نسقه مكتب تنسيق البعثات، وبدأ البرنامج من الصف العاشر حتى الصف الثاني عشر، وقد اطلع فيه المنتسبون على متطلبات الجامعات الأميركية وطبيعة الدراسة في الخارج ومدى تأثيرها على زرع المهارات القيادية والتعليمية لدى المرء، وفي الوقت نفسه تم تحضيرهم لاجتياز امتحاني “التوفل” و”السات”، حتى يتم تسهيل طرق قبولهم في الجامعات القوية؛ لأن الهدف هو وضع الطالب الإماراتي في المقدمة بالمقارنة مع جميع الطلبة المتميزين حول العالم. تقوم حالياً المبتعثة هداية الحمادي “24 عاماً” من إمارة أبوظبي، بالتحضير لنيل درجة الماجستير في جامعةUniversity of California Berkeley، بمدينة بيركلي بولاية كاليفورنيا الأميركية، في تخصص التخطيط العمراني مع التركيز على الإسكان والاقتصاد والتنمية الاجتماعية، وسيتم تخرجها في مايو 2012. تخطيط المدن أنهت الحمادي “الثانوية العامة” القسم العلمي بامتياز في عام 2005، وكانت البلاد آنذاك تمر بمرحلة تطوير سريعة وقوية، كما شهدت توسعات متتالية، وبرقت في تلك الفترة إلى ذهن المبتعثة هداية أن تتخصص في التخطيط العمراني، وتوضح: “لقد أدركت الحاجة إلى كوادر وطنية تساهم في تنمية وتطوير البلاد ورفعتها في هذا المجال، بحيث ترتقي أبوظبي بمستوى أفضل العواصم العالمية، فشدني مجال تخطيط المدن محلياً وإقليمياً، وبدأت بالقراءة عنه أكثر وأكثر والبحث عن إمكانية دراسة هذا التخصص، ووجدت أن أفضل الجامعات في هذا المجال توجد في الولايات المتحدة الأميركية، فقررت أن أتابع دراستي في الولايات المتحدة بدعم من أهلي، وتم ترشيح سبع جامعات قوية في مجال التخطيط العمراني، فتقدمت لها وبعد الرد من الجامعات اخترت جامعة ايوا ستيتIowa State University، وقد حصلت مؤخراً على درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف وتقدير امتياز”. جائزة أفضل طالب حصلت هداية على جائزة أفضل طالب في الدفعة عند تخرجها في البكالوريوس، وفي الوقت نفسه قامت بإجراء بحث عن تأثير التصميم العمراني لمدينة “السمحة” على نمط معيشة سكانها، وهذان كانا سببان كافيان لتحصل هداية على جائزة أخرى من قبل “منظمة المخططين الأميركيين”American Association of Certified Planners للتميز الأكاديمي والأداء المهني المحترف، وعلاوة على ذلك تم ترشيحها للانضمام إلى قائمة الحاصلين على مرتبة الشرف، كما تم رفع اسمها إلى قائمة الـDean List، وهي قائمة خاصة للمتميزين في تخصصاتهم حسب تفوقهم الأكاديمي. كل تلك الإنجازات دفعت أساتذة الجامعة إلى تشجيعها ودفعها وإقناعها بضرورة إكمال الدراسات العليا، وهم ساعدوها بأنفسهم في البحث ضمن أفضل الجامعات القوية في مجال التخطيط العمراني، وتوضح الحمادي كيفية التحاقها بجامعة بيركلي الحالية: “لقد قدمت على سبع جامعات، وبعد تلقي الرد من جميع الجامعات، قررت الالتحاق بجامعة كاليفورنيا بيركلي لاحتوائها على أقوى المحاضرين والباحثين في مجال التخطيط العمراني والتي تتصدر المركز الثاني في قائمة US NEWS لتقييم أفضل الجامعات الأميركية في مجال تخصصي”. صعوبات الغربة لم تلق الحمادي للصعوبات بالاً، وإن كانت على علم مسبق بما ستواجهه من اختلاف في الثقافات والافتقاد إلى الوطن والأهل والأصدقاء، فهي تدرك بحجم المسؤولية التي أخذتها على عاتقها، والتي اختارتها بملء إرادتها، وتشير إلى ذلك: “منذ لحظة وصولي لمطار المغادرة في دولتي، شعرت بالمسؤولية الكبيرة التي أحملها تجاه وطني وأهلي ونفسي، وكيف سأكون سفيرة لدولتي، ثم توكلت على الله وانطلقت لمواجهة التحدي والتغلب عليه، ومع أني سفرتي هذه كانت للمرة الأولى، إلا أني قررت التواصل اليومي مع عائلتي وأصدقائي عبر الهاتف والإنترنت، لعلمي بأنمها سيخففان عني من صعوبات الوحدة والغربة”. وبدأت منذ لحظة الوصول في تخفيف جمود الغربة وكسر صلابتها، وذلك في وضع رؤى خاصة بالمستقبل الذي ينتظرها؛ لأن وجودها في الاغتراب حالياً ما هو إلا مرحلة مؤقتة لتبني فيها شخصيتها ومستقبلها، فحولتها إلى المنحى الإيجابي في تعلم مواجهة الحياة والتحدي الدراسي بمفردها، وهي المرحلة الحاسمة التي ستبني فيها حياتها. وتعتبر الحمادي أن الغربة والتأقلم مع الثقافة الجديدة والتأقلم على نظام الدراسة الأميركي، من أشد العوائق التي واجهتها وتواجهها في مكان الدراسة. رمضان وإجادة الطبخ ترتب الحمادي جدولها بما يتناسب مع طبيعة حياتها، وتقول: “تبدأ أغلب محاضراتي في الساعة الثامنة صباحاً، والوقت بين المحاضرات أفضل أن أقضيه بزيارة مكتبة الجامعة، لأتناقش في ما حدث في المحاضرات مع الزميلات والأساتذة وأطرح أسئلتي، بهذه الطريقة أتعرف أكثر إلى أسلوب الأساتذة، وأنهي يومي الدراسي في السادسة مساءً”. وكثيراً ما تقوم الحمادي بطبخ الأطعمة التي اعتادت على تناولها في الإمارات مثل اللقيمات، البرياني، والمجبوس، مشيرة إلى أنها تجيد الطبخ إلى حد كبير. لم تشعر المبتعثة الحمادي يوماً وخلال وجودها في الخارج بأي تصرفات سيئة من قبل الأميركيين، بل على العكس كان بعض صديقاتها غير المسلمات يعتذرن إذا قمن بالشرب والأكل أمامها احتراماً لها عندما تكون صائمة في رمضان. ولعل أحد أهم الهوايات التي عملت هداية على تطويرها في الغربة هي الطبخ؛ لأن اشتياقها إلى تذوق الوجبات الإماراتية بمختلف الأصناف أجبرها على تنميتها، خاصة أنه لا يوجد هناك من يقوم بتحضير هذه الأصناف، فلا مجال إذن إلا أن تطبخها بنفسها، وتقول هداية: “بدأت بتعلم الطبخ ووجدته ممتعاً بالنسبة لي”. شعور بالحزن كما تحاول الحمادي التوفيق بين متطلبات الدراسة اليومية والعبادات والروحانيات، إلا أن ابتعادها عن الأهل والأصدقاء في رمضان وفي الأعياد قد يبعث بعض الحزن في نفسها، إلا أن وجود بعض الصديقات المسلمات وقضاء الوقت معهن قد يخفف عليها ذلك، حيث تسمح الجامعة في الأعياد والمناسبات الدينية بالحصول على إجازة لسبب ديني، فتذهب مع صديقاتها إلى الحدائق الترفيهية، ثم يقمن بالاتصال بأهلهن للتهنئة بالعيد، كما أن قضاء المناسبات الدينية والأعياد في الخارج فتح لها الآفاق بشكل كبير، وتقول الحمادي في ذلك: “جرت العادة في عيد الفطر بيني وبين الطالبات العربيات والمسلمات أن نجتمع معاً للإفطار صباحاً وجو العيد في أميركا كان جديداً عليّ، حيث إنه كانت الفرصة كبيرة في أن أخالط مسلمين من جميع أنحاء العالم مثل كينيا والسنغال والصين والبوسنة والمكسيك”. طموحات وأمنيات لا يوجد الكثير من المبتعثين الإماراتيين في الجامعة التي تدرس فيها الحمادي، حيث يوجد فيها طالبة واحدة فقط بالإضافة إليها، كما أنها قلما تتواصل مع بقية الطلبة الإماراتيين في المدن أو الولايات الأخرى؛ لأنها حسب ما تؤكد فإنه لا يوجد لديها الوقت الكافي لذلك، بسبب ضغوط الدراسة والامتحانات. وتزور الحمادي الدولة مرتين سنوياً، وتتطلع بفارغ الصبر لإنهاء دراستها كي تتمكن من العودة بشكل نهائي إلى رحاب الوطن، ولديها الكثير من الطموحات الكبيرة التي خططت لها منذ الآن، والتي تتجسد في خدمة الدولة لتساهم في عجلة التطوير.. وعن ذلك توضح: “طموحي كبير جداً في أن أرفع اسم دولتي وأهلي، وأن أساعد في تطوير الدولة عمرانياً، لا شك في أن الإمارات تحتاج إلى كوادر وطنية مؤهلة تساعد على رسم ملامحها العمرانية والارتقاء بمستوى مشاريع التطوير في أبوظبي، وتطبيق ما تعلمته لتطوير العاصمة وترسيخ مكانتها عالمياً”. العادات العربية والإسلامية اقتنصت المبتعثة هداية الحمادي الفرصة وعمدت إلى فتح النقاش حول العادات والتقاليد العربية، خاصة أنها ترتدي الحجاب، ما سمح بتصحيح أفكار مغلوطة كانت مترسخة في أذهان بعض من قابلتهم من المواطنين الأميركيين الذين تعتبرهم منفتحين، ويحبون التعرف إلى كل ماهو جديد، وقامت في الفعاليات الجامعية بإلقاء العديد من المحاضرات عن أبرز العادات العربية والإسلامية عند العرب بشكل عام وفي دولة الإمارات بشكل خاص. وتضيف “أشارك في أنشطة ثقافية تعرف طلبة الجامعة بالثقافة الإماراتية، حيث أعد لهم القهوة العربية مع التمر”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©