الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا أحب المشاكل؟

13 فبراير 2010 20:27
المشكلة.. عزيزي الدكتور أنا شاب في مقتبل حياتي الوظيفية، فقد تخرجت منذ عامين، وحصلت على عمل مناسب منذ بضعة أشهر، ومشكلتي تتمثل في أنني في هذه المرحلة خاطب ومقبل على الزواج خلال الأشهر القليلة المقبلة. والمشكلة تتعقد لضعف إمكاناتي المالية، لعدم وجود دخل إضافي، فإنني أنوي أن أسكن مع أهلي في بيت واحد، وأتوجس من هذا الأمر لما سمعته من مشاكل بين الحماة والزوجة، والتي يكون نتيجتها في أحيان كثيرة الطلاق وانهيار بيت الزوجية. فكيف يمكن تجاوز مشاكل الحماة “الأم” والأخوات مع الزوجة؟ وكيف يمكن تقليل الاحتكاك السلبي بين أفراد العائلة والزوجة؟ وكيف يمكن أن أجعل السكن مع الأهل سبباً للسعادة الزوجية؟ إنني لا أحب المشاكل، لذا فإنني أفكر فيها كثيراً وأحسب حسابها، فبم تنصحني؟ مجيد غ النصيحة.. يبدو أنك من النوع الذي تشغله تفاصيل الأمور مهما كانت بسيطة، لكن في حقيقة الأمر لن نستطيع تقديم إجابات قاطعة، أو وصفة “روشتة” جاهزة بما يمكن عمله، إن علاقة زوجتك مع محيط وجودها يتوقف على ثقافتها، وشخصيتها، ونشأتها. وأن تفاعلها الإيجابي مع الأهل لن يكن على شكل واحد أو صورة واحدة؛ لأن الفروق الفردية بين البشر تؤدي إلى اختلاف قابلية الأشخاص للاستفادة من نصائح معينة، وكذلك تؤدي إلى اختلاف حاجات الأشخاص لتنظيم أو توطيد علاقة ما. فلا تنتظر منا أن نضع لك أجوبة على أسئلتك في نقاط محددة؛ لأننا لا نملك معلومات كافية عن خطيبتك، وعن والدتك، ولا عن بقية أعضاء الأسرة. فنحن مثلك نسمع يومياً قصصاً متنوعة، لكننا نسمع أيضاً عن نماذج مشرفة من العلاقة بين الزوجة وأسرة زوجها، وكيف يشيع الحب وينبت ويثمر، وكيف أن هناك زوجاتٍ عاقلاتٍ، وأن هناك حموات حكيمات، وأن ثقافة المسلمين لا تزال حية وإن لم يدر بها أحد. ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: “من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه (نصف دينه) فليتق الله في الشطر الباقي” صدق عليه الصلاة والسلام. فإذا كنت اخترت ذات الدين، طيبة المنبت، فاطمئن يا أخي، بأنها ستكون صاحبة خلق؛ لأن دينها سيمنعها من فحش القول، وبذاءة اللسان، وسوء المنطق وثرثرة الكلام، وعلى كلٍ فحسن الخلق أساس قويم، ومنهج حكيم في البحث عن المرأة، وصدق لقمان الحكيم عندما قال لولده: “يا بني اتق المرأة السوء، فإنها تشيبك قبل المشيب. يا بني استعذ بالله من شرار النساء، واسأله خيارهن، فأجهد نفسك في الحصول على الصالحة الطيبة تلق السعادة أبد الحياة”. أما سؤالك الأخير: كيف يمكن أن أجعل السكن مع الأهل سبباً للسعادة الزوجية؟ فإن الرد عليه هو أن الأمر سيعتمد إلى حد كبير على الأسس التي تحكم الحياة الأسرية في أسرتك، وعلى الأسس التي تحكم تصرفات زوجتك، فإن كانت الأسس الحاكمة هي أسس السلوك الإسلامي فإن التراحم والتعاطف وروح الله عز وجل وفضله. قليل من حسن التصرف والتوجيه منك سيجعل السكن مع الأهل سببا للسعادة الزوجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©