الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«السوق السوداء» في جنوب أفريقيا تبتلع «البيضاء»

«السوق السوداء» في جنوب أفريقيا تبتلع «البيضاء»
1 أكتوبر 2014 21:55
لم يعد المستهلكون في جنوب أفريقيا يصنفون تبعاً للون بشرتهم، بعد عشرين عاماً على انتهاء نظام الفصل العنصري، بل إن الفروقات باتت تقاس خصوصاً لناحية الرواتب وأسلوب الحياة، كما في أي بلد «عادي». ولخص مدير شركة «ايكو» الاستشارية بيتر لانجشميت الوضع قائلاً : «في ظل الفصل العنصري، كان البيض يملكون كل شيء، والسود لم يكن لديهم شيء». إلا أن الأوضاع تبدلت كثيراً مذ ذاك. «فقد تسارعت وتيرة التحول بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وبات (السوق الأسود) أكبر من (الأبيض) في كل الفئات تقريباً، باستثناء قلة منها، نخبوية، مثل سوق هواتف (أي فون) التابعة لمجموعة (آبل)». ومع أن البيض لا يزالون يتقاضون رواتب بمعدلات أعلى بست مرات من السود، إلا انهم لم يعودوا يمثلون سوى 8% من سكان البلاد. كما أن طبقة السود متوسطي أو ميسوري الحال باتت تملك قدرة شرائية أعلى. ويمثل هؤلاء السود الميسورون 58% من زبائن شبكة (وولوورثز) للسوبر ماركت، بعد أن كانت هذه المحال الكبرى الراقية من ميزات ضواحي السكان البيض. وكانت نسبة الزبائن السود لهذه السلسلة 47% قبل خمس سنوات فقط. أما على صعيد السيارات، فإن 57% من الأشخاص الذين يشترون سيارات (بي ام دبليو) التي تمثل رمزاً للفخامة، هم من السود، في حين كانت نسبتهم 54% قبل خمس سنوات. وفي حين لا يزال 51% من سكان جنوب أفريقيا ممن لديهم عمال منزليون هم من البيض، مقابل 36% من السود، كانت النسبة قبل خمس سنوات 63% مقابل 27%. وأشار بول ميدلتن، مدير وكالة (ايبوني ايفوري)، إلى «أننا بتنا نتحدث عن مستويات الرواتب وأساليب الحياة والموقع الجغرافي أكثر من السود والبيض». وأوضح أن ما تغير هو أن جزءاً لا يستهان به من السود، ممن أصبحوا ميسورين مادياً خلال السنوات الأخيرة، نقلوا مقر إقامتهم إلى الأحياء التي كانت مخصصة في السابق للبيض فقط. واعتمدوا، غالبيتهم، العادات الاستهلاكية لجيرانهم الجدد، مع بعض الفروقات، فالأكبر سناً يهتمون بشكل كبير بالمظهر ويشترون الكثير من الكماليات، في حين يبدو الشبان أكثر معارضة للتقاليد. وأشار الاختصاصي في التسويق اندي رايس، إلى أنه «من الصعب إيجاد أسواق أخرى في العالم تتغير بالسرعة التي يتغير فيها سوق جنوب أفريقيا»، لافتاً إلى أن «المشكلة ليست في أن السوق بات أكثر تعقيداً، بل إننا قمنا بالتبسيط كثيراً في الماضي مع اعتماد المعايير العرقية». ومع أن السود يشترون المنتجات نفسها التي يشتريها جيرانهم البيض، غير أن هؤلاء المستهلكين الجدد يحافظون على سلوكيات خاصة. وقالت سيوي نيوساوا، المستشارة (السوداء) لدى (ايبوني ايفوري)، مبتسمة أن «الأمر لم يعد يتعلق بالمنتجات المخصصة للسود أو للبيض. ما يهم هو الطريقة التي يتم من خلالها شراء هذه المنتجات». وأضافت مستشهدة بمستهلكين بيض من الطبقة الميسورة «أريد ما تريدونه انتم. إذا كان ذلك جيدا، وكان بإمكاني الحصول عليه، أريد شراءه. إلا أن الفرق أنني أريد ذلك البارحة! الانتظار، قطعاً لا». وتابعت ضاحكة «هذا أمر يرتبط بشدة بالسود، عدم القدرة على الانتظار. اعتقد أن السبب هو أننا أمضينا وقتاً طويلاً في الانتظار» حتى نهاية نظام الفصل العنصري. حتى أن بعض المعلنين يواجهون اتهامات بأنهم يعتبرون الغالبية السكانية من السود (الذين يعيش نصفهم تحت خط الفقر) كسكان بلد أجنبي. وبذلك وكالات إعلانية أسسها سود تستفيد من الوضع ولا تتوانى عن تأكيد قدرتها على محاكاة (السوق الأسود) بشكل أفضل. كذلك فإن تعبير (السوق الأسود)، في بلد يمثل السود أكثر من 80% من سكانه، تثير انزعاج كثيرين. وقال فيكتور دلاميني، الاختصاصي في التسويق: «إن هذا الأمر يعكس فكراً موروثاً من حقبة الفصل العنصري أكثر منها حقيقة اقتصادية. الأمر أشبه بالذهاب إلى أوروبا والتحدث عن سوق أبيض». (جوهانسبرج ـ أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©