الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..استماع أميركي للصوت الخليجي

غدا في وجهات نظر..استماع أميركي للصوت الخليجي
11 سبتمبر 2015 20:03

استماع أميركي للصوت الخليجي
يقول د.عبدالله جمعة الحاج: تحاول العديد من دول العالم النامي الحليفة للولايات المتحدة في مشارق المعمورة ومغاربها أن توصل صوتها إليها في العديد من الحالات التي تكون فيها الولايات المتحدة في أمس الحاجة إلى الاستماع إلى ذلك الصوت، الذي عادة ما يكون في شكل نصائح ومشورة وإنارة للطريق، تسعى الدول المعنية، ومنها دول مجلس التعاون الخليجي، أن توصلها إلى شريكها وحليفها الأكبر بشأن قضايا ومواضيع محددة تخص دولهم أو مناطقهم، لكن الملاحظ أن ساسة الولايات المتحدة الكبار لا يولون مثل تلك النصائح والمشورة أي اهتمام، وربما يتجاهلونها تماماً، مثلما حدث بالنسبة لملف إيران النووي على سبيل المثال، اعتقاداً منهم بأن مثل هذه الدول ليست مؤهلة لتقديم النصيحة إلى القوة العظمى الوحيدة في عالم اليوم.
وطالما أن الولايات المتحدة مستمرة في عدم الاستماع فإن حساسية الأوضاع في الخليج العربي ستستمر، لذلك فإن المطلوب منها هو أن تستمر في الحوار الهادف معهم، وأن تكون ذات مصداقية على المدى البعيد في الحفاظ على مصالحها ومصالح دول المجلس، وليس لكي تحقق مكاسب آنية أو مرحلية فقط.

وحدات وانفصالات وإصلاح
يقول حازم صاغيّة: طرحت حركة الاحتجاج المطلبي التي انفجرت قبل أسابيع في لبنان سؤالاً في غاية الأهمية: هل يمكن الإصلاح في ظل الطائفية ونظامها اللذين يحولان دون نشأة القوة الشعبية الموحدة التي لابد منها لفرض الإصلاح؟ وكان انقلاب الثورة السورية، وكذلك الثورة الليبية، إلى نزاع أهلي مفتوح، قد أثار هذه المشكلة نفسها. وقبل الثورتين وبعدهما، نمّت أوضاع العراق وانقساماته عن أمور مشابهة لم يُستبعد معها طرح فكرة التقسيم.
هكذا باتت مراجعة هذا الإشكال الكبير بقدر من الرويّة موضوعاً مُلحاً.
فمن الصعب جدّاً، والحق يقال، كسر الإطار الوطنيّ للاجتماع اللبنانيّ، وهي صعوبة تنطبق على كلّ إطار وطنيّ مشابه كالسوري والعراقي والليبي. فهي جميعها مضت عقود على وحدتها الظاهريّة، بحيث أن ظاهريتها هذه لم تحل دون تقاطعات فعليّة بين أبنائها، في مناطق السكن التي بات فرزها في غاية الصعوبة، كما في أنظمة التعليم والمواصلات وتكوّن العادات والتقاليد.
وفوق هذا فالتجارب التقسيميّة (السودان) وشبه التقسيميّة (قبرص، كردستان العراق) لا تضمن مسبقاً أيّ نجاح يُتخذ مرجعاً حاسماً. فالأكراد تحاربوا عام 1994، بعد أقل من ثلاث سنوات على حكمهم الذاتي، واستعان بعضهم بصدّام حسين وبعضهم بالإيرانيين ضد بعض آخر. ويُخشى اليوم، بمناسبة التجديد أو عدمه لمسعود بارزاني في رئاسة إقليم كردستان، أن تعاود علاقاتهم الداخلية توترها.
وكذلك فجنوبيّو السودان ما إن استقلوا عن الشمال في 2011، حتى انفجرت الحرب بينهم: من جهة، الرئيس سيلفا كير، زعيم قبيلة «الدينكا» الأكبر عدداً، ومن جهة أخرى، نائبه السابق رياك مشار، زعيم قبيلة «النوير» الثانية عدداً. ولئن أمكن مؤخراً، وبعد ضغوط إقليمية ودولية، التوقيع على اتفاق سلام، فالاتفاق هذا لا يزال بحاجة إلى الاختبار والتجريب قبل التأكد من قدرته على الصمود.

نظام الأسد و«داعش».. تنافس على قتل السوريين
يقول هيوج نايلور: بين شهري يناير ويونيو الماضيين، قتلت قوات الأسد المدعومة بالميليشيات الطائفية، 7894 سورياً فيما قتل «داعش» 1131 سورياً. في تقارير صادرة عن مراصد حقوق الإنسان ومحللين سياسيين أن حكومة بشار الأسد قتلت من السوريين أكثر بكثير مما فعلت «داعش»، على رغم أن هذا التنظيم الإرهابي عمد إلى قطع الرؤوس بوحشية لا نظير لها.
وبين شهري يناير ويونيو الماضيين، قتلت قوات الأسد المدعومة بالميليشيات الطائفية، 7894 سورياً فيما قتل تنظيم «داعش» خلال الفترة ذاتها 1131 سورياً وفقاً لبيان صادر عن «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، وهي منظمة مستقلة يوجد مقرها في بريطانيا. وخلال يوم واحد من الشهر الماضي، قتلت غارات طيران النظام أكثر من 100 مدني في بلدة «دوما» القريبة من العاصمة دمشق. وقال حسن تقي الدين (27 عاماً) الذي شهد الهجوم على «دوما»: «لا يمكن لإنسان على الإطلاق أن يتحمل الأحوال التي وضعنا فيها الأسد».
وقال محللون وخبراء في مراصد حقوق الإنسان إن القوات الحكومية تتحمل مسؤولية موت ما يزيد على 250 ألف مواطن سوري خلال أربع سنوات من الصراع، أي أكثر مما يتحمله تنظيم «داعش». وأضاف هؤلاء أن أعداد القتلى تظهر الكيفية التي سعى بها تنظيم «داعش» وبقية الجماعات الإرهابية لاستغلال ردود الفعل على الاستخدام المفرط والوحشي للعنف من طرف نظام الأسد، وهذا ما أجبر أيضاً ملايين السوريين للنزوح إلى البلدان المجاورة وأوروبا.
وفي هذا السياق، قال «إميل الحكيم» المحلل السياسي في قضايا الشرق الأوسط في «المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية» الذي يوجد مقره في لندن: «عندما نتحدث عن الممارسات الوحشية الفظيعة لتنظيم داعش، لا يمكننا أن ننسى أيضاً أن نظام الأسد هو السبب الأساسي للموت والدمار الذي حل بسوريا منذ عام 2011. ولن يمكنك إيجاد حلّ لهذا الصراع ما لم تعالج هذا السبب الذي يبدو وكأن العالم لم يفهمه حتى الآن».

ألمانيا: أعباء السخاء مع اللاجئين
يرى أنتوني فايولا أن ألمانيا سجلت 100 ألف لاجئ خلال الشهر الماضي وحده، وبحلول نهاية العام، تتوقع السلطات أن تستقبل نحو 800 ألف من طالبي اللجوء في البلاد، ويرى مراقبون أن هذا العبء هو نتيجة إلقاء دور القيادة على عاتق ألمانيا بحكم واقع الحال. فقد طُلب من برلين بالفعل أن تقود الاتحاد الأوروبي خلال محنة الديون اليونانية، وأزمة أوكرانيا، ولم تحقق برلين غالباً نتائج ممتازة في الأزمتين، ولكنها في قضية اللاجئين، تبلي بلاءً أحسن بشكل واضح. وفي الشهر الماضي تخلت ألمانيا من جانب واحد عن حقها في ترحيل السوريين إلى أول دولة دخلوها في الاتحاد الأوروبي، ووافقت في واقع الحال على السماح لمعظم الوافدين بالبقاء، وقد تجلى هذا في قبول طلبات اللاجئين السوريين بنسبة 87 في المئة بألمانيا.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد صرحت في الآونة الأخيرة بأن «الحق الأساسي في اللجوء ليست له حدود.. وباعتبارنا دولة ذات اقتصاد قوي وسليم لدينا القوة لفعل اللازم».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©