الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مراكز التسويق الزراعي تتحول إلى جمعيات بلدية

12 ديسمبر 2006 01:06
تحقيق ـ حمد الكعبي : كشفت جولة ''الاتحاد'' على مراكز التسويق الزراعي المنتشرة في أرجاء مدينة أبوظبي، تحولها من وظيفتها الأساسية إلى سوبر ماركت تحت غطاء دائرة البلديات والزراعة·· وقد أطلق العديد من الزبائن والمتسوقين عليها ''جمعيات البلدية'' لما تحتوي من بضائع ليس لها علاقة بالتسويق الزراعي، وهي عبارة عن مواد تنظيفات وأجبان ولحوم بأنواعها وقرطاسية وغيرها من المواد التي تباع في الجمعيات والسوبر ماركت· كما يعتقد بعض الذين يشترون تلك المواد من جمعيات البلدية بأن المنتجات الموجودة بالمراكز هي باستيراد من دائرة البلديات والزراعة لأنها تباع في مبانيها وتدار بإشراف من موظفيها وتوزع من قبل أيدي عمال التسويق الزراعي· ومن جانب آخر يرى المسؤولون عن هذه المراكز، أن ذلك هو التوجه الحديث للخصخصة والاعتماد على الذات من خلال قدرة الموظفين في الإدارة على تنمية مواردها المالية واستغلال العمالة عن طريق تغيير نشاط ذلك القطاع الحيوي بالكامل وتحويله إلى سوبر ماركت متجاهلين الوظيفة الأساسية للمراكز التي تعنى بتسويق منتجات المزارعين داخل الأسواق المحلية· يقول محمد شمس، ويعمل في مركز للتسويق الزراعي والذي تحول إلى مركز لبيع أشياء أخرى: إن المركز تحول إلى مركز شبيه بالسوبر ماركت أو الجمعية التي تحتوي على بضائع متعددة الأغراض ومتنوعة الأصناف بعد ما قل الإنتاج الزراعي، وأصبحت تلك المراكز خالية من المواد الزراعية والمنتجات، فلجأت البلديات إلى منحها للشركات المستوردة لبضائع ومواد غذائية أخرى·· وهذه الشركات تدفع نسبة للبلديات من مبيعاتها، مشيرا إلى أن هناك إقبالاً كبيراً على هذه المراكز معتقدين أن تلك البضائع يعود ريعها للبلديات، خاصة أن الزبائن يلجأون إلى المراكز بعدما حرقتهم نار أسعار السوق الخارجي· ويرى محمد شمس أن هناك عدة فروع للتسويق الزراعي التي تحولت إلى أسواق تحتوي على قرطاسية وأسماك واجبان ومواد تنظيف وأدوات استخدام منزلي بالإضافة إلى الخضروات والفواكه التي تقدمها بعض الشركات المتعاقدة مع البلديات· ممنوع التصوير وخلال جولة ''الاتحاد'' في مركز التسويق الزراعي تقدم موظف غير مواطن في المركز يعمل كمشرف عام، مستنكراً وجود الكاميرا الصحفية في مركزهم كما قال، ورفض الإدلاء باسمه واكتفى بالقول: ''لن نسمح لكم بالتصوير!''·· وبعد مجادلة مع ذلك الموظف ''الغيور'' على مركز التسويق الزراعي قال: إن البلدية تعاقدت مع شركات مختلفة لعرض بضائعها وذلك بعدما قل الإنتاج الزراعي بشكل كبير، فقامت البلدية باستغلال المبنى وتحويله إلى معرض للمواد الغذائية والخضروات والأسماك وغيرها من المواد وتقوم الشركات بمنح 10 % من قيمة البيع للبلدية · ولا تزال البلدية تشرف على تلك المراكز من خلال وجود عدد من الموظفين التابعين للدائرة فيها، ومن جانب آخر أكد المشرف على المركز أن الأسعار الموجودة منافسة ويقوم العديد بقصد مبنى التسويق الزراعي لشراء المستلزمات التي يحتاج إليها بسبب الأسعار الموجودة· النشاط الحالي يلغي التسويق الزراعي يقول عادل العدوي، أحد الزبائن الموجودين في مركز التسويق الزراعي: إنه يتسوق من هذا المركز منذ فترة طويلة، حيث كان يفضل شراء الخضروات التي تباع في مراكز التسويق الزراعي على البضائع التي تباع في أماكن أخرى، ولكن (يضيف) ''قبل ما يقارب السنة ونصف السنة تحول مركز التسويق إلى جمعية لبيع مواد مختلفة بأسعار لا تطاق، كما أنه غير معروف للجمهور بسبب أن اللافتة الخارجية للمبنى لا تزال تحت عنوان دائرة البلديات والزراعة '' التسويق الزراعي''، والناس تعتقد أن تلك المراكز لا يوجد بها سوى خضروات الأمر الذي استدعى من الجهات الحكومية إنشاءها، ولكن في حقيقة الأمر أن المركز يعج بالمواد المختلفة كوسائل التنظيف واللحوم بأنواعها والمعلبات وغيرها من المواد بالإضافة إلى الخضروات·· وأشار عادل عدوي أنه إذا كان المركز مخصصاً للخضروات فلماذا يكون بهذه الطريقة العشوائية؟·· ومن جانب آخر يرى عدوي أن طريقة تصفيف المواد والبضائع وعرضها للزبائن غير مناسبة وعشوائية وليست بالطريقة التي تقوم بها الجمعيات والسوبر ماركت والمحال المتخصصة في بيع المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية·· ويضيف العدوي أن المسؤولين على المركز يقومون بجلب شركات أكبر لمسح هوية التسويق الزراعي وإذا كان العمل يقوم بهذه الطريقة فلابد من إزالة اللافتة الخارجية، وكتابة ملصق جديد للمركز تحت عنوان ''سوبر ماركت البلدية'' حتى يتعرف عدد كبير من الزبائن إلى تلك المراكز· ومن جانب آخر يقول سليمان علي محمد مواطن وهو من المتسوقين من مراكز التسويق إنه بعدما دخل المركز وهو يظن أنه مازال مخصصاً للخضروات فقط، ولكنه صدم بوجود سوبرماركت متكامل يبيع منتجات مختلفة ابتداءً من مواد التنظيفات المستخدمة في المنازل وانتهاءً باللحوم وغيرها، وعندما تفقد المركز وجد أن الأسعار لا تطاق، ولا تختلف عن الأسواق الخارجية ولكنه يتساءل: هل مصدر البضائع التي تباع هناك يعود إلى أي جهة حكومية؟! ويقول سليمان إن جميع الموجودين دخلوا للمركز، ولا يعلمون بأنه تحول إلى سوبرماركت عشوائي، ولكن بعدما يدخل الفرد الى ذلك المركز يكتشف بوجود عالم آخر داخل مركز التسويق الزراعي وهو مليء بالمواد المختلفة التي ليس لها علاقة بالتسويق الزراعي· تناقض بين الشعار والنشاط من جانب آخر يرى مصطفى محمد (زبون) أنه يزور المركز لأنه قريب من منزله ويقول إن معظم جيرانه يتوجهون إلى مركز التسويق الزراعي التابع لدائرة البلديات والزراعة بعدما تحول المركز الى سوبرماركت لترويج المواد المختلفة، ويشير إلى أن ذلك تناقض بين ما يحمل المركز من شعار على بوابته وبين ما يجري داخل هذا المركز من سوق للبضائع المختلفة، وتعود ملكية تلك البضائع إلى شركات مختلفة ومتعددة، مؤكدا انه يتسوق من المركز لقربه من البيت لكنه على علم بأنه يخالف أولاً طريقة عرض البضائع وثانياً لكونه مركزاً حكومياً مخصصاً لأغراض أخرى مختلفة تماما عما يدور في المركز· ويضيف قائلا إن بعض الموظفين يبحث عن المبررات لما قاموا به من أعمال قد تضر بالصالح العام، ولكن حينما يقوم بعضهم بتغيير نشاط عمل قطاع مهم وتحويله إلى متاجر ومحال فما هي حجتهم؟!·· علما بأن ذلك التحويل لم يعتمد على موافقة المسؤولين ولم يكن بالصورة التي يسعى عليها القائمون على البلديات· المراكز متعددة الأغراض ويؤكد راشد محمد بن رصاص المنصوري (مدير الإدارة العامة للزراعة/ أبوظبي - قطاع الزراعة بدائرة البلديات والزراعة)، أن الزراعة في أبوظبي شهدت مراحل تطور كبيرة، مشيرا إلى أن الخبرة الموجودة والإمكانات الفنية تساهم بشكل في الارتقاء بهذا القطاع·· ويوضح المنصوري أنه تحت مسؤولية القطاع العديد من المجالات منها التسويق الزراعي والتي تعنى بشكل مباشر بالمراكز التسويقية بالإمارة ، موضحا أن هناك مراكز لتسلم الزراعة من المزارعين، وهناك مراكز تسويقية وعددها في امارة أبوظبي 21 مركزاً، وأوضح مدير قطاع الزراعة انه بعدما قلت المنتجات المحلية في تلك المراكز، بادر عدد من المسؤولين بالقطاع بتطوير دور المراكز وتحويلها من مراكز مختصة بالخضروات إلى مراكز متعددة الأغراض، ومن أهم أدوارها أنها تعاقدت مع عدد من الشركات والمصانع لتوفير البضائع المختلفة مثل: الأجبان ومنتجاتها، والخضروات والفواكه وأصنافها، واللحوم بما فيها الأسماك، ومستلزمات التنظيف، والمواد المنزلية· لجنة لتحديد النسبة المفروضة على الشركات من جهته يقول حمد المزروعي مدير إدارة التسويق الزراعي بأبوظبي، إن التطور في مجال الزراعة مازال مستمراً، موضحاً انه منذ ما يقارب 5 سنوات قامت الجهات المختصة بالدائرة بتفعيل دور مراكز التسويق وتحويلها إلى مراكز بيع منتجات مختلفة بما يعود بالنفع على المصلحة العامة، كما أن تلك المراكز تعاقدت مع ما يقارب 75 شركة ومؤسسة تجارية لعرض منتجاتها بما يتناسب مع رؤى الدائرة والمصلحة العامة، موضحا أن دور مراكز البيع في السابق كان في صالح المنتج المحلي فقط، وبعدها قامت الدائرة بتفعيل هذه المراكز والاستفادة منها لأغراض أخرى أكثر فائدة· ويضيف المزروعي أن الإدارة تقوم بالسيطرة على تلك المراكز حيث جميع العاملين في تلك المراكز هم من العمالة التي كانت موجودة بالدائرة، كما قامت إدارة التسويق بتدريب تلك العمالة وتعين مشرف على المراكز ومراقبين ومحاسبين ماليين·· وأضاف مدير إدارة التسويق الزراعي بأبوظبي أن القطاع الزراعي قام بتشكيل لجنة للإشراف على طريقة عمل وآليات المراكز التي تحولت إلى جمعية للاحتياجات التي يحتاج إليها السكان والمقيمون، حتى أن تلك اللجنة هي المسؤولة عن تحديد النسبة المفروضة على الشركات·· وقال المزروعي أن النسبة المفروضة على الشركات من بيع البضائع مختلفة فهي كحد أدنى 12 %، وحد أعلى مفتوح وقد وصلت أعلى نسبة إلى 35 % وهي لإحدى الشركات ونشاطها بيع القرطاسية· الشركات لا تدفع الإيجار ومن جانبه التقت ''الاتحاد'' المسؤول المباشر للمركز عادل الشبيبي وفي حديثه قال: إن التسويق الزراعي كان معتمداً على الإنتاج المحلي بشكل كبير، موضحا أن الفترة الحالية هي فترة ركود في المنتجات فكان من الطبيعي أن يقوم المسؤولون على المراكز بإدخال المنتجات البديلة، حيث تعاقد المسؤولون على المركز مع عدد من الشركات والمصانع والمحال التجارية وذلك لعرض منتجاتهم في مراكز التسويق الزراعي وذلك من دون دفع أي قيمة إيجارية للإدارة المخولة في البلدية ولكن الشركات ملزمة بدفع نسبة بمتوسط 12 % على قيمة كل البضائع المباعة في المركــــز باســــتثناء التالف منها· ويقول الشبيبي إن العمل الأساسي للمركز هو تسويق منتجات المزارع المحلية والخضروات للمواطنين بأسعار منافسة ولكن ما يعرض بالمركز من بضائع متنوعة هي بضائع مكملة للزبائن·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©