الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزمة منتصف العمر

أزمة منتصف العمر
12 ديسمبر 2010 21:37
المشكلة عزيزي الدكتور: أنا زوجة على درجة جيدة من الجمال. وأعمل في وظيفة معقولة تزوجنا قبل ما يزيد على عشرين عاماً، ولم أكمل عقدي الأربعين بعد، ويكبرني زوجي بخمسة أعوام تقريباً، وعشنا معا خلال هذه المدة حياة طبيعية لا تخلو من بعض المشاكل البسيطة، لكن سفينة الحياة تسير، والحمد لله أنجبنا بنتين وولدين يملؤون الدنيا علينا، ونحمد الله على كل حال. زوجي أعتبره رجلاً معتدلاً وملتزماً إلى حد ما، ولم يسبق أن أثيرت حوله الشكوك أو الشبهات فيما يخص علاقته بأخريات، وكان إلى حد كبير عاقلاً ومتزنا. لكن منذ مدة وجيزة، لاحظت تغيرا كبيرا في سلوكياته، فقد بدأ يبالغ في الاهتمام بنفسه، ويتأخر مع أصدقائه خارج المنزل، وان سألته تعلل، وصرخ في وجهي بأن الأولاد لم يصبحوا صغاراً، وعليه أن يعيش حياته، وأحياناً يخفي هاتفه المحمول عني، أو يرد على اتصالات لا أعرف مصدرها، وباتت حججه للسفر كثيرة، وأحياناً ينفق مبالغ كبيرة نسبياً لا يجيبني عنها إن سألته، وان كررت السؤال ينقلب الأمر إلى مشاجرة. المهم أنني أستشعر بمغامرة عاطفية قد تورط بها، وإن فاتحته في الأمر يتهرب ويؤكد أن ليس هناك ما يشغله عني وعن بيته وأولاده مهما كان. إنني محتارة ولا أشعر بالراحة أو الإطمئنان، كيف أفسر سلوكيات زوجي الطائشة، فماذا أفعل؟ وكيف أحافظ عليه؟ أم جميل النصيحة حسناً أن تحاولي فهم التغيرات المفاجئة لزوجك بهدوء وحكمة. ولعلك سمعتي عن «أزمة منتصف العمر عند الرجل»، ومايحدث فيها من تغيرات في شخصيته قد تقلب حياته رأسًا على عقب بسبب بعض التصرفات الطائشة، ويبرر ذلك بأنه يريد أن يعيش حياته، ويستمتع بها. إن الشخصيات التي تمر بهذه المرحلة شخصيات غير ناضجة انفعاليًا ووجدانيًا، ولم تتمتع بالقدرة على التعبير عن ذاتها منذ بداية مرحلة المراهقة، وبالتالي يظهر التعويض في صورة جذب الانتباه من خلال ممارسة طقوس شبابية، وقد يلجأ الرجل إلى عمل علاقات، أو يتزوج من هى أصغر منه سنًا بمراحل كثيرة، أو الحديث المفرط المبالغ فيه عن أنه ما زال مرغوبًا من الجميلات. ومن التقلبات التي تصيب بعض الرجال في هذه السن ارتداء الملابس الشبابية ذات الألوان الصارخة التي لا تناسبه، وقد يجد الزوج امرأة أخرى تحاول إغراءه، وتبدأ في نسج خيوطها حوله حتى يقع في شباكها، ويعتقد الزوج أن المرأة الأخرى تمثل له طوق النجاة، لأنها يمكن أن تعيد إليه شبابه، وهو في هذه الحالة يتغاضى تمامًا عن جميع الفروق في السن والمستوى الاجتماعي والثقافي بينه وبين المرأة الأخرى. فعليك أن تكوني متفهمة لزوجك دائمًا، وأن تعيدي اهتمامك بنفسك مجدداً، فعليك عامل كبير في استيعاب تلك المرحلة التي مر بها زوجك. ففي هذه المرحلة يمر بحالة تذبذب وتردد ومحاولة لإثبات الذات أمام تقلبات وتحولات المراهقة الثانية، وقد تضطرب مسؤولياته كأب وقدوة لأبنائه الذين إن رأوا منه غير ذلك أو لمسوا ضعفه الإنساني قد يصابون هم أيضًا بتقلبات عاطفية أو بالاكتئاب والحزن نتيجة اهتزاز صورة المثل الأعلى عندهم. ربما هذا يفسر لنا سر تورط كثير من الأزواج في علاقات طائشة رغم أنهم متزوجون ، مما يتسبب في تدمير حياتهم الزوجية، والأمثلة على ذلك كثيرة منها، وفي معظم الحالات يفاجأ الزوج بفشله لكنه لا يعترف بالواقع، وتتكرر المأساة عندما يتهور الزوج، ويفكر في الزواج مرة أخرى. هنا يجب على الزوجة انتشال زوجها برفق وحكمة مما هو فيه، وإشعاره بالاهتمام والاحتواء حتى لا يواصل الانزلاق فيما لا تحمد عقباه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©