الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمة كانكون

12 ديسمبر 2010 21:35
السؤال الذي نطرحه في البدء هو هل استعد العرب لقمة "كانكون"؟.. إنه سؤال نابع من أهمية هذا الاجتماع الذي بدأ في منتجع كانكون المكسيكي خلال الفترة من 29 نوفمبر 2010 وانتهى في 10 ديسمبر 2010، و يأتي على خلفية فشل الاجتماع الإطاري لاتفاقية المناخ، الذي عقد العام الماضي في مدينة كوبنهاجن والذي لم يخرج إلا باتفاقية خجولة غير ملزمة، وبالفعل لم يلتزم بها أحد في التخفيض الطوعي للغازات المتسببة في الاحتباس الحراري وهي الغازات الدفيئة. واجتماع كانكون من المفترض أن يتفق العالم، من خلاله، على اتفاقية بديلة لاتفاقية كيوتو، التي تنتهي صلاحيتها في العام 2012، والاتفاقية البديلة يفترض منها أن تكون قد تطورت عن سابقتها، لتستطيع أن تصل إلى جدول ونسب تخفيض لهذه الغازات، ومنها غازات ثاني أوكسيد الكربون والميثان والنتروز، لإنقاذ كوكب الأرض من غرق ما لا يقل عن 50 مدينة ساحلية كبرى في العالم، إن استمر ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 2 درجة مئوية حتى العام 2020 أو بمقدار 6.4 درجة مئوية خلال هذا القرن. وقد أظهرت الطبيعة في الفترة ما بين اجتماع كوبنهاجن واجتماع كانكون أنها قد تأثرت بما لا يدعو مجالا للشك من جراء تزايد الغازات، وتمثل رد الطبيعة بالكوارث التي شهدها العالم في كل قارات الكوكب والمحيطات، سواء بحرائق ناجمة عن الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة، أو الفيضانات بسبب الأمطار غير المسبوقة، إلى جانب ذوبان الجليد من القطب المتجمد الشمالي، وقمم جبال عديدة وكوارث طبيعية أخرى. على صعيد الالتزام بمساعدة الدول النامية بمبلغ 100 مليار دولار من الدول الغنية لغرض التصدي لظاهرة تغير المناخ، لم يتم الالتزام بذلك سوى بمستوى شحيح، والذي لم ولن يغني أو يسمن من جوع، وذلك بحجج تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على توفير الموارد والالتزامات المحلية تجاه الأزمة. لكن ماذا عن مسؤولية العالم العربي واستعداد الوفود العربية؟، أعتقد أن الهم السياسي غلب على الهم البيئي، وأن الكوارث السياسية أصبحت تستلزم الاستعداد الأكبر، طالما أن ظاهرة التغير المناخي لم تؤثر في الـ22 دولة العربية بل على البعض منها، ومنها السعودية وعمان والسودان والصومال وأخيراً جفاف الأردن وفيضانات المغرب كمثال، فلماذا نعطي الموضوع أكثر من حجمه؟، طالما أن الدول الكبرى والتي تتحمل مسؤولية التسبب بالكوارث الناجمة عن تغير المناخ لم تلتزم. درس البعض الملف وعرف أن العالم مختلف حول المطلوب من خفض كميات غازات الدفيئة حتى عام 2020، وأن الدول لم ولن تتفق على نسب الخفض المطلوبة، ولهذا أصبح الموضوع محسوماً سلفاً ولا يحتاج إلى صداع أضافي، وستخرج نتائج مشابهة للاجتماعات السابقة، ولهذا يحتاج الأمر إلى مراقبة تنوع الآراء، التي انحصرت ما بين الرأي الأوروبي المؤيد للحدود العليا من الخفض، والرأي الأميركي المتجه إلى تقنين الحدود هذه إلى أدنى ما يساعد العجلة الاقتصادية من السير في طريق التعافي، وبين دول أميركا اللاتينية ومعها الدول الأفريقية والدول الفقيرة في آسيا، التي تطالب بمزيد من الدعم وكذلك موقف كل من الصين والهند اللتين تطالبان بأن تظهر الدول الكبرى التزامها قبل أن تطالب، لأن العالم سيصاب بكارثة اقتصادية أكبر من الحالية إن توقفت عجلة الإنتاج لدى كل من التنين الأصفر والفيل الأسود. أملنا أن تخيب توقعاتنا تجاه هذه الصورة القاتمة التي عرضناها، وأن تكون نتائج الاجتماع ممهدة لبدائل أكثر تطوراً من اتفاقية كيوتو، لأن العالم لا يتسع مناخه لأكثر من كميات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وعند الفشل لا يسع إلا القول إن القادم من انتقام البيئة أعظم. د. داود حسن كاظم خبير بيئي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©