الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء الكرملين يتهمون الأطلسيين بحياكة مؤامرة ضد بوتين

12 ديسمبر 2006 00:50
موسكو - رستم أحمد: يحاول خبراء الكرملين، تفادي الآثار الناجمة عن فضيحة وفاة الجاسوس المنشق ألكسندر ليتفينينكو الذي توفي بمرض غامض في لندن، بالحديث عن ''مؤامرة''ضد بوتين تشارك فيها أطراف داخلية وخارجية، وكان الجاسوس المنشق ترك رسالة يتهم فيها الرئيس الروسي بأنه وراء تصفيته، بينما نفى العقيد السابق في الاستخبارات السوفيتية ( كي جي بي ) فلاديمير بوتين أن تكون الأجهزة الروسية وراء وفاة ليتفينينكو، ووصف المتحدث باسم الكرملين الاتهامات بدور موسكو في الموت الغامض بأنها ''هراء''· ويربط محللون مقربون من الرئاسة الروسية، حادث وفاة الجاسوس المنشق، بحملة يقودها منافسو بوتين على رئاسة الدولة في انتخابات عام 2008 التي تسعى المعارضة الليبرالية، إلى إيصال مرشحها رئيس الوزراء السابق، ميخائيل كاسيانوف إلى سدة الحكم، وسط جدل حول موقف بوتين من الترشيح لولاية ثالثة وحشد أنصاره للقيام بخطوة تفضي إلى تعديل الدستور بما يتيح للرئيس بوتين البقاء في الحكم أربع سنوات أخرى بعد العام ·2008 ليتفينينكو·· الجاسوس المنشق ويذهب بعض المحللين إلى أن تصفية ضابط الاستخبارات السابق الذي لجأ إلى بريطانيا في العام 2001 بعد أن اتهم الاستخبارات الروسية ''في أس بي'' بالضلوع في التفجيرات التي هزت موسكو قبل سبع سنوات وأدت إلى مقتل مائتي شخص، تأتي في سياق حملة المعارضة لتشويه سمعة بوتين، وكان الكرملين حمّل المقاتلين الشيشان مسؤولية تلك الهجمات، الأمر الذي مهد الطريق أمام حرب الشيشان الثانية، ويرى مراقبون أن الملياردير، بوريس بيريزوفيسكي، الذي يلوذ بلندن، ربما يكون أكثر المعنيين بالموت الغامض للجاسوس الروسي المنشق، الذي ظهر قبل سبع سنوات في مؤتمر صحافي، وأشار بأصابع الاتهام إلى دور الاستخبارات الروسية في تفجيرات موسكو، وبالتساوي مع تصريحات ليزوفيسكي بالاتجاه نفسه· وكان الادعاء العام الروسي لاحق الملياردير اليهودي المعروف في حقبة يلتسين على أنه ''عراب الكرملين'' بتهم النصب والاحتيال والاستيلاء غير المشروع على ممتلكات الدولة· واشتهر بيزوفيسكي، بتمويل عدد من الصحف ووسائل الإعلام الناطقة والمرئية في روسيا التي انتزعها بوتين، الواحدة تلو الأخرى خلال فترة حكمه التي يتوقع غالبية الروس أنها قد تمدد لفترة ثالثة، وأن الكرملين سيجد ''مخرجاً'' دستورياً في نهاية المطاف، يمنح بوتين الذي يناصبه بيريزوفيسكي العداء أربع سنوات أخرى في منصب الرئاسة، وكان بيريزوفسكي يستعين بـليتفينينكو في موسكو قبل أن يفر إلى لندن، وعاش الجاسوس المنشق في كنف رجل الأعمال الذي صرح يوماً بأنه ''صانع الرؤساء في روسيا'' وقال بين الجد والهزل ''يمكنني إخراج قرد من حديقة الحيوانات وأجعل منه رئيساً''!!· وتسعى الدوائر الروسية إلى الترويج لفرضية أن بيريزوفسكي قرر التخلص من أحد أعوانه وهو خارج روسيا خاصة أن أصابع الاتهام لا بد من أن توجه في هذه الحالة إلى بوتين والأجهزة الروسية، واللافت أن ليتفينينكو توفي في اليوم الذي عقدت فيه قمة روسيا والاتحاد الأوربي في هلسنكي، الأمر الذي ألقى ظلالاً ثقيلة على المباحثات المتعثرة أصلاً بسبب انتقادات الأوربيين لما يعتبرونه هيمنة من الكرملين على وسائل الإعلام، وملاحقة رجال الأعمال الليبراليين، والحد من نشاط منظمات حقوق الإنسان في ضوء تقارير عن انتهاكات في جمهورية الشيشان· ويربط دعائيو الكرملين بين اغتيال الصحفية بوليتكوفسكايا، وهي صحفية روسية تحمل الجنسية الأميركية، وعرفت بإجراء تحقيقات تنتقد الوضع في جمهورية الشيشان، والموت الغامض للجاسوس المنشق باعتبارها حلقات في سلسلة واحدة -اغتيلت الصحافية قبل يوم واحد من زيارة بوتين إلى ألمانيا في أكتوبر الماضي- ولفت ''سيرغي يسترجيمبسكي'' مساعد الرئيس الروسي إلى ترابط حالات وفاة أشخاص كانوا ينتقدون السلطة الروسية ومشاركة الرئيس الروسي في لقاءات دولية مهمة، وقال ''يسترجيمبسكي'' إننا نواجه حملة أوخطة لضرب سمعة روسيا ورئيسها''· الأطلسيون ويطلق أنصار تمديد ولاية بوتين لفترة ثالثة، على خصوم الرئيس الروسي تعبير ''الأطلسيين'' في إشارة إلى أنهم يحظون بدعم الدوائر الغربية والأميركية، وأن هؤلاء ''الأطلسيين'' يتآمرون على بوتين ويعملون على الحيلولة دون ترشيح خليفة له من ''الوطنيين'' في حال تعذر إيجاد حل دستوري يسمح ببقاء العقيد السابق في الاستخبارات السوفيتية ''كي جي بي'' أربع سنوات أخرى في الكرملين، ويرى هؤلاء في الموت الغامض للجاسوس المنشق ليفتينينكو''، واغتيال الصحافية بوليتكوفسكايا ''مؤامرة أطلسية''، وتجد طروحات كهذه صداها في الشارع الروسي المصاب بهوس ''نظرية المؤامرة'' بقدر لايقل عن هوس الشارع العربي بها· الرئيس مبارك على الخط الملاحظ أن وسائل الإعلام الروسية رحبت بتصريحات الرئيس المصري التي أدلى بها عشية زيارته إلى موسكو مطلع نوفمبر الماضي وقال فيها: ''إنه سينصح بوتين بالبقاء في الحكم فترة أخرى''، وبالرغم من أن الرئاسة المصرية، نفت أن يكون الرئيس حسني مبارك أدلى بمثل هذه الأقوال، إلا أن النفي المصري، دفع مراسلة ''فريميه نوفوستيه'' التي أجرت الحوار مع مبارك في القاهرة، إلى نشر نص المقابلة صوتياً مما شجع أنصار بوتين على الترويج أكثر لمطلب بقاء الرئيس في الحكم في سجال مع أنصار''كفاية'' من الروس الليبراليين الذين ينظمون كل شهر تقريباً اجتماعات تطالب بمنع بوتين من الاستئثار بالحكم أربع سنوات أخرى· وكانت المجالس التشريعية في عدد من الأقاليم الروسية، قدمت اقتراحات تدعو إلى زيادة مدة ولاية رئيس روسيا من 4 إلى 7 أعوام أو شطب البند الذي يحدد ولاية الرئيس الروسي بفترتين متعاقبتين من الدستور، في سياق حملة منظمة من أجل إبقاء فلاديمير بوتين في الحكم بعد أن تنتهي مدة ولايته الثانية في عام ·2008 ودعا رئيس جمهورية الشيشان أحمد قادروف ومحافظي أقاليم في الجنوب الروسي، وعمدة موسكو يوري لوجكوف إلى بقاء بوتين، كما دعا إلى التمديد''ميخائيل غورباتشوف'' رئيس الاتحاد السوفييتي السابق، وبافل بورودين أمين دولة الوحدة بين روسيا وبيلوروسيا، وفلاديمير جيرينوفسكي نائب رئيس مجلس الدوما ''النواب'' صديق الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وأحد أكثر المستفيدين من كوبونات النفط العراقي، ويدرج أنصار بوتين في لائحة أعداء الرئيس، إلى جانب بيريزوفيسكي، رجل الأعمال الهارب إلى إسرائيل ليونيد نيفزلين، النائب السابق لرئيس شركة ''يوكوس'' النفطية، وتنشر الصحف الموالية للكرملين تقارير تشير إلى أنه يخطط لزعزعة الاستقرار في روسيا من خلال عدة إجراءات منها اغتيال الصحافية بوليتكوفسكايا، وتسميم الجاسوس المنشق· مؤامرة الأثرياء والمخابرات يذهب غليب بافلوفسكي، وهو محلل سياسي قريب من الكرملين إلى أن اغتيال اندريه كوزلوف، النائب الأول لمحافظ البنك المركزي الروسي شهر سبتمبر الماضي، يندرج في مسلسل ''التآمر'' على بوتين· لقد منح وفاة الجاسوس السابق في لندن واغتيال الصحفية بوليتكوفسكايا التي كانت تعد من أقلام المعارضة الليبرالية الروسية، ذريعة أخرى لإطلاق مزيد من الاتهامات ضد القيادة الروسية، تركز على كشف ''فساد النظام'' وعدم قدرته على حماية رعاياه و''عدوانية'' النظام الذي يهاجم ''المنتقدين''، ويتوقع المراقبون سلسلة أخرى من الأحداث تهدف إلى غرس الخوف في نفوس الناس وافتعال أزمة ثقة بالسلطة الحالية· ووفقاً لخبراء فإن الأثرياء الفارين من روسيا والليبراليين وغلاة القوميين، وبالتنسيق مع أشخاص مقربين من الرئيس بوتين ممن اصطلح المحللون السياسيون على تسميتهم بـ''رجال الأمن'' يشتركون في ''المؤامرة''، وحسب المحلل السياسي الكسندر دوغين فإنه سيكون لدى كل من جماعتي النفوذ في المؤسسة الحاكمة العليا الروسية -جماعة ''رجال الأمن'' وجماعة ''الليبراليين''- إغراء لتغيير ميزان القوى في الكرملين لصالحها قبل عام ،2008 وهو ما سيستغله الليبراليون خارج الكرملين الذين لا تتاح لهم في وقت السلم أي فرصة للعودة إلى السلطة؛ ولهذا دخل هؤلاء في حلف مع المتطرفين القوميين داخل روسيا استجابة بوريس بيريزوفسكي الذي دعا إلى تحالف '' قومي ليبرالي'' ضد بوتين· ويرى دعائيو الكرملين في اغتيال الصحفية بوليتكوفسكايا في اليوم نفسه الذي احتفل فيه فلاديمير بوتين بعيد ميلاده (7 أكتوبر)، دليلاً على وجود مؤامرة تستهدف روسيا وقيادتها، وان أعداء بوتين أرادوا أن يكون اغتيال الصحفية القنبلة ''التي يجب أن تؤثر على نفسية بوتين وهو مقبل على اتخاذ قرارات مهمة''، فيما يتوقع صناع الدعاية في الكرملين سلسلة من الأحداث تهدف إلى غرس الخوف في نفوس الناس وافتعال أزمة ثقة بسلطة بوتين حتى موعد الانتخابات شتاء العام ·2008
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©