الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإقلاع عن تدخين الشيشية يبدأ بالرغبة الصادقة

الإقلاع عن تدخين الشيشية يبدأ بالرغبة الصادقة
12 ديسمبر 2010 21:31
أصبحت الشيشة عند البعض بمثابة شرب الماء، حيث لا يمكنهم الاستغناء عنها بعد أن اعتادوا على تدخينها في سهراتهم وجلساتهم وفي أجواء التسلية في المقاهي من أجل الاستمتاع بها مع مجموعة من الأصحاب، مع إدراك كثيراً منهم وتجاهلهم لمضار هذا الفعل وتبعاته السلبية التي تنعكس عليهم وعلى من حولهم. في هذا السياق، يوضح الدكتور لؤي عبد الوهاب، من مركز مكافحة التبغ بالفجيرة، أن هناك العديد من الاعتقادات الخاطئة حول تناول الشيشة حيث يعتقد بعض الناس أنها أقل خطورةً من السجائر نسبةً لمرور الدخان عبر الماء الموجود فيها، ومنهم من يعتقد أنها أقل خطراً لأن عدد مرات تعاطيها أقل من عدد مرات تدخين السجائر، وبعضهم يفكر بأن نكهات الفواكه التي تحويها فيها فائدة للجسم، والصحيح أن كل هذه الأفكار خاطئة. ويشير أن أهم أسباب تعلق الناس بالشيشة على الرغم من معرفتهم بأخطارها هو تناولها في التجمعات والمقاهي ما يجعلها عادةً اجتماعيةً يصعب التخلص منها، حيث تدخل نمط الحياة اليومي للمدخن وتجعله أسيراً لهذه العادة السيئة، كما أن الترويج لها وانتشار محالها والتفنن في خدمة المدخنين يلعب دورا في انتشارها. وعن الاختلاف بين مكونات السجائر والشيشة، يلفت عبدالوهاب إلى أن الاختلاف في طريقة التصنيع فقط، فالمكون الأساسي لهما هو التبغ الذي يحتوي على أكثر من أربعة آلاف مادة كيميائية ضارة و 10% من مكوناتها تسبب السرطان، وأشهر المواد الضارة الموجودة في الشيشة والسجائر القطران والنيكوتين وأول أكسيد الكربون، كما أن أضرار التبغ المعروفة تحمل الشيشة أخطاراً إضافيةً تنتج من احتراق الفحم، بالإضافة إلى ذلك تشكل الشيشة خطورة انتقال الأمراض المعدية عند استعمال أكثر من شخص لها. ويؤكد أن التخلص من هذه العادة السيئة يكمن في الرغبة الصادقة في الإقلاع عن التدخين كخطوة أولى، وغالبية المقلعين يمكنهم فعل ذلك دون الحاجة إلى مساعدة، ومن يجد في الأمر صعوبة فهناك العديد من العيادات المجانية المنتشرة في كافة إمارات الدولة لتقديم المساعدة اللازمة بطرق علمية حديثة. وعن فترة العلاج التي يحتاجها مدخن الشيشة للإقلاع، يقول إن مدة العلاج تتراوح حسب حالة المدخن ودرجة إدمانه، ويمكن أن تصل فترة العلاج إلى حوالي ثلاثة أشهر، كما تعد الأسابيع الأولى بعد الإقلاع من أهم مراحل العلاج لوجود بعض الأعراض الانسحابية التي يكون سببها نقص تركيز النيكوتين في الدم، حيث يعاني بعض الناس من الصداع والعصبية والخمول وهي أعراض مؤقتة يتم التعامل معها حاليا باستعمال عقاقير خاصة تعوض الجسم عن نقص النيكوتين دون أن تؤدي إلى أضرار. ويوضح أن كل ساعة تمر بلا تدخين تعني إضافةً جديدةً لحياة المقلع عن تدخين الشيشة، وتبدأ الآثار الإيجابية في الظهور بعد ساعات قليلة من إقلاعه عنها، حيث ينخفض ضغط الدم ويستقر النبض وينخفض تركيز غاز أول أكسيد الكربون السام، وبعدها تتوالى الإيجابيات لتعود نضارة الجسم وتقل معدلات إصابته بالسرطانات والأزمات القلبية. وتبدأ مراحل علاج مدخن الشيشة، بتعريفه بكل ما يتعلق بالتدخين ووضع خطة مناسبة لعلاجه، فلكل مدخن احتياجات خاصة، ويشمل العلاج المعالجة السلوكية لأن تدخين الشيشة غالباً ما يتعدى الإدمان الجسدي والنفسي ويتحول إلى عادة اجتماعية، وقد يحتاج المقلع إلى تناول بعض العقاقير التي تعوض نقص مادة النيكوتين. ويشير إلى أن هناك العديد من الفوائد الصحية والنفسية التي تعود على مدخن الشيشة بعد إقلاعه، ومنها، وفقه، تحسن التنفس وحاستي الشم والذوق والقدرة على تحمل الجهد. ويمكن الوقاية من هذه الآفة من خلال نشر التوعية الصحية خاصةً بين أوساط الشباب بالذات حيث أثبتت الدراسات أن الغالبية العظمى من المدخنين تبدأ التدخين في سن مبكرة، لذلك يجب التركيز على المجتمع المدرسي باعتباره حجر الزاوية في برامج الوقاية من أخطار التبغ، بالإضافة إلى التوعية الإعلامية بمخاطر الشيشة، كما تلتزم الحكومات والمنظمات الدولية بوضع التشريعات المناسبة للحد من انتشار هذه الظاهرة السلبية.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©