الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصانع في الفجيرة تصنف الملابس المستعملة وتعقمها وتعيد تصديرها

مصانع في الفجيرة تصنف الملابس المستعملة وتعقمها وتعيد تصديرها
12 ديسمبر 2010 21:27
تشهد سوق الملابس المستعملة رواجا كبيرا في كثير من المناطق بدول العالم خاصة الدول الإفريقية التي تباع فيها هذه الملابس بمختلف أنواعها ودرجاتها وجودتها. وداخل المنطقة الحرة بالفجيرة يوجد العديد من المصانع المختصة باستيراد هذه الملابس من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ومن ثم إعادة تصديرها من جديد إلى الدول الإفريقية وبعض الدول العربية. ينظر البعض إلى تجارة الملابس المستعملة بشيء من الاستخفاف والدونية والتعالي في وقت تعتمد شريحة واسعة من الفقراء في العالم على تلك الملابس في حياتهم اليومية. وتعد تلك التجارة الأهم من حيث الحفاظ على البيئة بتدويرها لتلك الملابس المستعملة بطرق تضمن عدم إلقائها في صناديق القمامة أو التخلص منها عشوائيا ما يسبب ضررا كبيرا للبيئة. كما توفر على البلديات والوزارات المختصة بالبيئة مبالغ طائلة يمكن أن تنفقها في مشاريع خاصة بالتخلص من تلك الملابس المستعملة. حجم السوق قال سميح ادعيس، صاحب مصنع لتعقيم الملابس المستعملة “نقوم بإحضار الملابس المستعملة من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى ويتم تبخير وتعقيم هذه الملابس قبل دخولها موانئ الدولة، ونحصل على شهادة تبخير أو تعقيم من المورد تؤكد قيامه بذلك ومن ثم نقوم باستقبالها في الميناء”، مضيفا أن مصنعه يشتري من 5 إلى 6 حاويات في الأسبوع حسب ظروف الشحن. وأضاف “يصل وزن الحاوية الواحدة ما يقارب 20 طنا تقريبا ونوزع جزءا محدودا للغاية على بعض المحال التجارية في الشارقة ويفضلون الملابس غير المستعملة والتي تم شراؤها من المحال الكبرى في فترات ما بين الفصلين حيث يتم بيعها بأسعار رمزية وتكون جديدة تماما. وباقي الشحنة يتم إعدادها هنا في المصنع تمهيدا لإعادة تصديرها إلى دول أفريقية مثل كينيا والكونغو ونيجيريا وتنزانيا والكاميرون وموزمبيق وتوجو وبعض الدول العربية التي توجد بها مناطق حرة يمكن أن تستفيد من تلك الملابس المستعملة مستغلة عدم وجود ضرائب عليها مثل منطقة بورسعيد في مصر ولبنان والأردن والعراق”، لافتا إلى أن السوق الأكبر يظل في إفريقيا. وتابع ادعيس “تأتي ربطة البالة الواحدة، التي تزن نحو 45 كيلو جراما، وبها العديد من أنواع الملابس الرجالية والنسائية وتلك الخاصة بالأطفال من الجنسين وكذلك الملابس الداخلية النسائية التي نتأكد تماما بأنها عقمت وبخرت تجنبا لأي فيروسات مضرة يمكن انتقالها”. وأوضح “تدخل آلاف البالات أسبوعيا إلى المصنع حيث يوجد مخزن كبير يتم وضعها فيه، ثم تمر البالة الواحدة على خط يمتد من المخزن وحتى يصل إلى آخر الصالة الكبرى الموجود بها العمال والبالغ عددهم 50 عاملا من جنسيات مختلفة”. خمس محطات حول آلية العمل، قال ادعيس “يوجد على جانبي الخط الطويل أكثر من خمس محطات يقف على كل محطة عامل واحد يتخصص كل منهم في نوعية معينة من الملابس؛ ففي وقت تمر فيه محتويات البالة من ملابس على الخط حيث يأخذ العامل الأول البنطلون المتخصص فيه ليلقي به في المحطة الأولى، ثم يلقي العامل الثاني على الخط بالقميص في المحطة الثانية ويأتي دور العامل الثالث ليلقي بالقمصان القطنية في المحطة الثالثة وهكذا حتى تصل كل الملابس بحسب نوعيتها إلى جميع المحطات”. وفي كل محطة من المحطات الخمس، يتم فرد القطعة المستعملة والتأكد تماما من نظافتها وسلامتها وعدم وجود أي تمزقات بها ومن ثم تطبيقها بطريقة منظمة وجيدة. وترحل إلى مرحلة أخرى وقسم آخر هو قسم الكبس والإعداد وفيه يتم وضع نوعية واحدة بكميات معينة ربما لا تتجاوز الـ10 كيلو جرامات من البنطلون أو القميص أو الملابس الداخلية النسائية كل بمفردة ويتم كبسها وتغليفها لضمان عدم تناثرها. وتخصص لكل دولة لون محدد فهذا الأصفر لمجموعة دول إفريقية واللون الآخر لدول عربية حتى يسهل التعرف عليها. وحول نوعية الملابس، قال ادعيس “هناك أنواع من الملابس المستعملة يتم تصنيفها وفقا للحالة التي هي عليها فمثلا الكريما هي فرزة فوق الأولى ويأتي بعد الكريما ثلاثة أنواع من درجات الملابس المستعملة. و”الكريما” هي نوعية من الملابس التي لم تستعمل من قبل وهي الأغلى بالطبع وهي مطلوبة في مصر والأردن والعراق وبعض الدول الإفريقية”. خيار بديل أشار ادعيس إلى أن هذه التجارة توفر الكثير على الدول المتبنية للفكرة مثل الولايات المتحدة وأوروبا والسبب أن صاحب الملابس ليس لديه خيار لرمي ملابسه المستعملة إلا داخل صناديق القمامة، وبالتالي يأتي دور البلديات التي تقوم بتشغيل عمال لجمع هذه الملابس والذهاب بها إلى مصانع متخصصة في التخلص منها ومسببة أضرارا بيئة كبيرة على المدى البعيد بالإضافة إلى المبالغ التي تتكبدها لعمل ذلك. وتوضيحا لفكرة إعادة استخدام الملابس المستعملة، قال ادعيس “فكر الغرب في فكرة بديلة حيث تم الاتفاق مع الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية في العديد من دول العالم لوضع صناديق خاصة بهذه الجمعيات والمؤسسات ذات الشهرة الكبيرة والثقة العالية لوضع صناديق عليها اللوجو الخاص بها، ومن ثم تقوم الشركات الخاصة بالملابس المستعملة بجمع هذه الملابس بواسطة صناديق تلك المؤسسات الخيرية مقابل مبالغ مالية يتفق عليها مسبقا وبالتالي تستفيد تلك المؤسسات الخيرية والإنسانية من تلك المبالغ في توفير سلع غذائية ومستلزمات أخرى يحتاجها الفقراء أكثر من تلك الملابس وبالتالي تعم الاستفادة لجميع الأطراف”. وقال ادعيس إنه “لو تم تطبيق هذه الفكرة في أبوظبي ودبي والعين والشارقة عن طريق الجمعيات الخيرية أو المؤسسات الإنسانية الخيرية فتعم الفائدة وما عليها فقط سوى إبرام اتفاق مع تلك الشركات وهي كثيرة في أبوظبي ودبي والفجيرة يتم بموجب الاتفاق وضع صناديق في الشوارع وعليها لوجو تلك المؤسسة وبدء العمل الذي سوف يوفر الكثير من الجهد والمال وسيساهم في الحفاظ على البيئة”.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©