الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«شكل الإنسان» تفصل الحدود بين الجسدين المادي والصناعي

«شكل الإنسان» تفصل الحدود بين الجسدين المادي والصناعي
28 يناير 2014 22:49
السيد حسن (الفجيرة)- اختتم مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما مساء أمس الأول، عروضه المسرحية الـ14 المشاركة في دورته السادسة، بعرض «شكل الإنسان» من ألمانيا، إخراج وتمثيل ميناكو سيكي. وجاء العمل إيمائياً تسيد فيه الجسد خشبة المسرح، عبر أداء تميز بجهد بدني عال دام خمسين دقيقة، حمل في جوانبه الكثير من التعبيرات الرمزية، حيث ذهبت «سيكي» في عرضها إلى محاولة إقناع المتفرج أنه لا فرق بين جسم الإنسان والجسم الصناعي أو الإنسان الآلي، خاصة إذا ما كان هذا الجسم البشري مفرغاً من الإحساس بالواقع الذي يعيشه أو منفصلاً عنه؛ ما يثير سؤالاً، هل أرادت «سيكي» أن تحرر جسم الإنسان من جاذبيته الطبيعية؟ أم أرادت لأجسامنا جميعاً أن تتحرر من كل تقليد، ومن كل ما اكتسبته من عادات تحدد أطرها وتهذب نشاطها؟ أو ربما تكون دعوة مباشرة منها لثورة الأجسام لتفوق ما تصنعه مثيلاتها من الأجسام الاصطناعية؟. أداء الممثلة ميناكو سيكي جاء موفقاً إلى حد كبير، فلم تدخر جهداً إلا وقدمته بشكل بارع، ولم تتناس في كل تحركاتها الرشيقة على المسرح أنها تعمل من دون نص، فقط تركت تحركاتها وإيماءاتها وتعبيرات الوجه والجسد أن تنطق عن الكلام الصعب. وقالت «سيكي » عن عرضها في كتيب العرض: « في هذا العمل أود أن أطمس الحدود بين جسم الإنسان والجسم الصناعي، بحيث لا يمكننا أن نفرق بين الخيال والواقع، هنا يصبح جسم الإنسان مجرد دمية لا أكثر، وبتجريده إلى مجرد شكل، فإنني أحاول الوصول إلى الفضاء الحدي بين الواقع المادي والواقع الصناعي». الندوة التطبيقية وعقدت عقب العرض ندوة تطبيقية شارك فيها عدد من نقاد المسرح العرب والأجانب، وقال الناقد والمخرج المسرحي عزيز خيون، إن العرض قدم وجهة نظر جديدة حول الإنسان وجسم الإنسان، فهو لم يضع أمامنا بشكل مباشر الهدف والمعنى الحقيقي للعرض، ولكن قدم لنا تشكيلة من القوى الحركية لنفهم من خلالها المعنى. وقد آثار هذا العرض جدلاً كبيراً في بغداد عندما عرض هناك، كما سيلاقي الكثير من الجدل كلما عرض في أي بلد عربي، لأن فلسفته تقوم على فهم أعمق مما لدينا من إحساس بماهية هذا الجسم البشري . وقال الناقد يوسف الحمدان، إن «سيكي»: «تفوقت على نفسها في هذا العرض، حيث إنها قدمت جملة من التعبيرات الحركية بالغة الدقة والجمال المحفزة لعقل المتفرج، وكانت في بعض المشاهد تحرك نصف الجسم، بينما النصف الآخر ساكن تماماً، وهي بذلك تحاول أن تشعل ثورة لإيقاظ الروح الساكنة والمستميتة في الجسم المتخشب وغير المدرك بأهمية تلك الروح». أما المسرحي عبدالعزيز الحداد قال: «إن العرض ربما يكون غير مفهوم لدى البعض، ولكنني أراه من أفضل العروض التي قدمت في المهرجان، خاصة وأنه يخاطب أجسامنا وعلاقتها بالأرواح الساكنة فيها». من جانبه، قال الناقد أسعد خليفة: «قدمت ميناكو سيكي عرضاً مسرحياً راقياً، ولا يمكن أن تقدم الممثلة عرضاً آخر بذات المستوى، لأنها قدمت كل ما لديها من شحنات فنية عالية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©