الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مؤتمر للمعارضة في دمشق تحت شعار «اللاءات الثلاث»

18 سبتمبر 2011 00:41
انتهى مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في دمشق تحت شعار “اللاءات الثلاث” إلى بعض النقاط التي جرى التوافق عليها وسيتم على الأرجح الإعلان عنها في مؤتمر صحفي يعقد اليوم الأحد. ووصف أحد أقطاب معارضة الداخل هذه النقاط بأنها “خارطة طريق يمكن أن تضاف لها نقاط أخرى إذا اقتضت الآراء ذلك توافقياً” ولها فترة زمنية لتجنب سيناريوهات كارثية في سورية. وتضمنت النقاط اعتراف النظام بالحراك الشعبي ومشروعية أهدافه وحق الشعب في بناء النظام السياسي الديمقراطي التعددي ووقف العنف والتعامل الأمني العسكري وسحب الجيش وقوى الأمن من المدن وإسناد مهمة حفظ الأمن إلى قوى الأمن الداخلي فقط، بالإضافة إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والموقوفين جميعاً وتكريس كل من فقد حياته في الحراك شهيداً. واشتملت خارطة الطريق السورية أيضاً على إحالة المسؤولين عن الخيار العسكري - الأمني ومرتكبي جرائم القتل والتعذيب إلى المحاكم والاعتراف بحق التظاهر السلمي وتنظيمه دون أي شروط، وكذلك تعليق العمل بالمادة الثامنة من الدستور التي يحتكر البعث الحاكم بموجبها السلطة وإدارة المجتمع حتى إقرار دستور جديد. كما تضمنت إعلان دخول البلاد في مرحلة انتقالية تتولى السلطة التنفيذية فيها حكومة وحدة وطنية تتمتع بكل الصلاحيات اللازمة لقيادة مرحلة الانتقال نحو النظام الجديد المنشود وما يتطلبه من إجراءات سياسية واقتصادية وقانونية وثقافية وإعلامية. وهددت قوى المعارضة في الداخل السلطات السورية ما لم تتخذ خطوات من خلال خارطة الطريق هذه فإنها ستقوم بالتصعيد بكل السبل السياسية والقانونية والدبلوماسية السلمية. وكان قد تدفق حوالي مئتي مشارك من قوى التغيير الوطني الديمقراطي لحضور “مجلس وطني” موسع دعت إليه هيئة التنسيق الوطنية، وتنضوي تحته معظم الأطياف التي التزمت بالوثائق السياسية لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي التي كانت أعلنت عن نفسها قبل نحو ثلاثة أشهر. وعقد الاجتماع تحت شعار اللاءات الثلاثة “لا للتدخل الخارجي ، لا للعنف ، لا للطائفية” وترأس الجلسة المعارض السوري حسين العودات وأمين سر هيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم نائباً لرئيس الجلسة، واستعرض عدد من المشاركين في كلمات لهم مواقف المعارضة بين الداخل والخارج، وآخر المستجدات من الحراك الوطني. وأعلن العودات أن نحو 130 عضواً من التنسيقيات تمت دعوتهم إلى المؤتمر لكن ظروفهم الأمنية حالت دون حضور معظمهم، إلا أنهم فوضوا من يتحدث باسمهم أو تواصلوا مع المؤتمر بالطرق الإلكترونية حرصا على عدم اعتقالهم. وقال حسن عبد العظيم في كلمة مقتضبة له “إن جميع أطياف المعارضة هم مشروع شهيد أو مفقود أو معتقل، لذلك نحن ندعو لتوحيد صفوف قوى المعارضة بعد أن وصل الربيع العربي إلى سوريا والذي يجب ألا يتوقف هنا”. وأضاف عبد العظيم “نحن نرفض قول بعض إخواننا في المعارضة الذين نختلف معهم في الرأي إن انعقاد مؤتمرنا في الداخل (يعني أننا في حضن النظام) فالوثائق السياسية لهيئة التنسيق الوطنية موجودة ومعلنة وهي تؤكد موقفنا من التغيير الديمقراطي السلمي الذي يعني تفكك النظام وإنهاء بنيته القمعية الاستبدادية الفاسدة”. وتمت تلاوة كلمة في المؤتمر باسم المعتقلين في مدينة حمص (وسط سورية) أكدت أنه “لن يكون هناك مخرج للأزمة الراهنة في سورية دون إطلاق سراح كافة المعتقلين وإعادة الاعتبار لهم، وتقديم من ثبت تورطه في أحداث تخريبية إلى القضاء وإلى محاكمة عادلة وعلنية وشفافة”، وطالب المعتقلون في كلمتهم بضرورة إيقاف التعذيب في السجون الأمنية. أما المعارض والمفكر البارز ميشيل كيلو فقد أكد أن سورية أمام منعطف تاريخي استثنائي، مبدياً ثقته الكبيرة بجيل الشباب الجديد بأنه يستطيع حمل المشروع الوطني الذي يحلم به كل السوريين، وهو جيل أثبت أنه على قدر من المسؤولية والتضحيات”. وأبدى كيلو استغرابه قائلاً إن “البعض من أطياف المعارضة يريدون اقتسام جلد الدب قبل اصطياده، فمن هنا حتى يتم اصطياد الدب على المعارضة أن تتوحد”. وتحدث من التيار الإسلامي رياض ضرار قائلا “إن الأزمة السورية عقدة الأزمات كما يريدون تصويرها، لكن في النهاية هناك إمكانية للتغيير ولا بد من خيارين، أحدهما داخلي نحن نؤيده والآخر خارجي لا نحبذه، وعلى المعارضة مواجهة الدب (إشارة للمثل الذي طرحه كيلو)، كما أنه على الإسلاميين المتنورين أن يهاجموا التطرف ويتحولوا إلى إسلاميين معتدلين”. أما الكاتبة المعارضة روز ياسين أبو علي، فقالت إنها ستتحدث بلسان الشباب، مشيرة إلى أنهم حملوها عدة أفكار تتلخص في ثلاثة محاور، أولهما، الشعار الذي بات معروفا ويردده الشارع حول النظام، وثانيهما ، ضرورة توحيد المعارضة التي لها دور في الحراك السياسي، وثالثهما نبذ الخلافات داخل المعارضة وتنحيتها جانبا لأن الأولوية لإنقاذ سورية والشعب السوري من الأخطار المحدقة به”. وعقد المؤتمر بالقرب من منطقة دريج (شمال شرق دمشق حوالي 40 كيلومترا)، ذلك أن المؤتمر، وبحسب ما قال بعض أعضائه، لم يحصل على ترخيص لانعقاده في أي مكان عام، ما اضطرهم لعقده في إحدى المزارع الريفية بريف دمشق.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©