السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«فيلا سينما» يحتضن رؤى السينمائيين ويعزز وعيهم الجمالي

«فيلا سينما» يحتضن رؤى السينمائيين ويعزز وعيهم الجمالي
18 سبتمبر 2011 00:52
«فيلا سينما»، هو مشروع مختلف وطموح، ويحمل شرارة الإخلاص للفكرة التي كانت وراء ولادته، والإيمان بأهمية وجوده كمكان حاضن لمحبي السينما أولًا، وكمحفز للعمل والإنتاج ثانياً، ولعل في هذا الاختلاف والطموح ما يشفع للمبادرين إلى طرحه، حماسهم الكبير ورغبتهم الحثيثة في نقل المشروع من هامش الحلم والتمني إلى واقع فعلي وحيوي وملموس. قاعدة يأتي المشروع الذي تبناه عدد من السينمائيين الإماراتيين في رأس الخيمة، ليكون بيتا سينمائيا وارفا وأليفا يأوي ويحتضن الرؤى والتصورات والهواجس الحقيقية المشغولة والمفتونة بأقانيم وحقول الفن السابع، هذا الفن الذي شهد خلال السنوات الفائتة نقلة غير مسبوقة في المكان، سواء كانت هذه النقلة على مستوى المهرجانات الكبرى التي تقام على أرض الدولة، أو على مستوى تكوين قاعدة من السينمائيين الواعدين والموهوبين الذين يمكن لهم أن يمدوا هذه النقلة أو الفورة السينمائية بما تستحقه من زخم مستقبلي ومن إسهامات فيلمية تعد بالكثير من التألق والإبهار. مشروع «فيللا سينما» تقف وراءه مجموعة من الأسماء السينمائية في إمارة رأس الخيمة، وهي الأسماء التي برهنت على حضورها الملفت في هذا الحقل الإبداعي الفاتن، من خلال اشتغالها البصري المميز ومن خلال حماسها المتزن والهادئ والواثق أيضا والذي أفرز العديد من الجوائز والإشادات النقدية في المناسبات السينمائية المختلفة داخل الدولة وخارجها، ونذكر من الأسماء المؤسسة لهذا المشروع: عبدالله حسن أحمد ووليد الشحي ومحمد حسن أحمد وأحمد سالمين وأحمد حسن أحمد وناصر اليعقوبي، وحمد الحمادي، وحمد صغران وغيرهم. الدعم والتفت للمشروع عدد من المسؤولين في إمارة رأس الخيمة حيث تكفّل الشيخ سالم بن سلطان بن صقر القاسمي رئيس هيئة الطيران المدني برأس الخيمة بدفع تكاليف إيجار الفيلا لسنتين قادمتين، كما شارك مؤخرا عدد من الفنانين التشكيليين وهم محمد المزروعي وخلود الجابري وكلود حبيب وعلي الجاك، في الاحتفاء بهذا المشروع وتشجيع القائمين عليه من خلال تقديمهم لعدد من اللوحات الفنية التي قاموا بتنفيذها في مقر»فيلا سينما» وإهدائها للمشروع، كنوع من التواصل المطلوب بين الأطياف الفنية المختلفة التي تفترق في أساليب طرحها، ولكنها تشتبك وتندمج في جوهرها الثقافي وفي بعدها الجمالي والتنويري. المشروع «الاتحاد» التقت عددا من السينمائيين والفنانين الذين وقفوا وراء مشروع «فيللا سينما» وساندوه بقوة ليكون إضافة جديدة للمظاهر السينمائية المبهجة في الإمارات، وليتحول وحتى قبل الانتهاء من مراحله النهائية إلى مقصد معنوي بات الجميع يتشوق لحصد ثماره السينمائية القادمة. بداية تحدث المخرج والمنتج السينمائي عبدالله حسن أحمد عن فكرة المشروع وعن الخطوات التنفيذية القادمة لترسيخ وجوده وتأكيد أهدافه السينمائية خصوصا والثقافية بشكل عام، مشيرا إلى أن مشروع «فيللا سينما» هو نتاج لرغبة جماعية اتفق عليها السينمائيون في رأس الخيمة لإنشاء مقر خاص بهم يكون بمثابة بيت مشترك وحميمي يجمعهم من أجل النقاش والتشاور وإقامة نشاطات نوعية وعرض أفلام منتقاة يكون الهدف منها إثراء الثقافة السينمائية لدى الشباب الموهوبين وزيادة وعيهم بقيمة وأهمية هذا الفن الطليعي والمتجدد. وحول المرافق التي يضمها المشروع، أشار عبدالله إلى أن أهم مكان في المشروع هو قاعة السينما التي يمكن أن تستقبل أكثر من خمسين شخصا كي يشاهدوا العروض الأسبوعية أو الشهرية حسب جدول خاص بهذه العروض، وسيتكفل مهرجان دبي السينمائي، كما أشار عبدالله حسن، بتحمل تكاليف القاعة السينمائية وما تضمه من أجهزة ومستلزمات فنية وتقنية، وأضاف «ستكون هناك أيضا مكتبة سينمائية، ومجلس للتشاور والنقاش، وغرفة خاصة للعمليات الفنية مثل المونتاج والمكساج تسهيلا للشباب الذين يملكون مشاريع فيلمية جادة، وتقليلا أيضا للنفقات التي يمكن أن يتكبدوها عند تعاملهم مع شركات الإنتاج الخاصة». بدوره أشاد المخرج ناصر اليعقوبي ــ أحد المشاركين في المشروع ــ بالمكرمة التي قدمها الشيخ سالم بن سلطان القاسمي المعروف بدعمه وتشجيعه للشباب الإماراتيين المميزين والموهوبين، وذلك من خلال تكفله بمصاريف إيجار «فيلا سينما» للسنتين القادمتين، مؤكدا أن المشروع يهدف أساسا إلى تكوين ما يشبه التجمع الخاص بالسينمائيين في رأس الخيمة، ويكون داعما ومشجعا لمشاريعهم الفيلمية المتنوعة والموزعة على الأفلام القصيرة والطويلة والتسجيلية وغيرها من الإبداعات والإسهامات العملية والنظرية التي تسعى في النهاية إلى خدمة الحركة السينمائية في رأس الخيمة وفي الإمارات عموما. طموحات وتمنيات وتمنى اليعقوبي أن يتحول مشروع «فيلا السينما» إلى خلية عمل يشارك فيها جميع الموهوبين من الكتاب والفنانين والسينمائيين حتى يظل المشروع حيا ومتوهجا وقابلا للتجديد والتطوير، وحتى لا يكرر تجربة المشاريع الشبيهة في الدول المجاورة والتي توقفت أو لم تضف جديدا للفعل السينمائي ودخلت في متاهات إدارية وروتينية قاتلة لحماس وطموح المؤسسين. أما الشاعر والسيناريست محمد حسن أحمد فأكد أن أهم هدف لمشروع «فيلا سينما» هو خلق نوع من الحميمية والتواصل المستمر بين السينمائيين مضيفا أن هذه الروح الفنية المشتركة يمكن لها أن تصنع بعد ذلك أعمالا ناضجة ومستفيدة من التحديات والتجارب التي خاضها من سبقهم في هذا المجال. وأضاف محمد «ستكون قاعة العروض في الفيلا هي منطلق وأساس الهدف العام من المشروع، لأن القاعة ومن خلال عروض الأفلام الفنية المستقلة ستؤسس للمخرجين والتقنيين والجمهور أيضا حالة تذوقية وجمالية مختلفة مقارنة بالعروض التجارية الخاوية من أية قيمة ومضمون ثقافي» ونوه محمد إلى أن قاعة العروض سوف يتم رفدها بأعمال منتقاة ونوعية وبالتعاون مع المهرجانات المحلية مثل مهرجان دبي ومهرجان أبوظبي ومهرجان الخليج السينمائي، بالإضافة إلى الأفلام المميزة التي يقدمها سينمائيون من الإمارات ومن دول الخليج وحتى الدول العربية والأجنبية. نموذج مختلف أما الشاعر والفنان التشكيلي محمد المزروعي الذي شارك في الاحتفاء بالمشروع من خلال إهدائه لعدد من لوحاته التشكيلة للفيلا، فقال «الجميل في المشروع أنه نابع من أفكار قوية ومخلصة ونقية لشباب مبدعين يسعون لتكوين حالة سينمائية حقيقية وبعيدة عن الديكورات والبهرجة التنظيمية «مضيفا» ومن هنا تكمن أهمية هذا المشروع لأنه نتاج لمخاض البنية الثقافية التحتية التي تلامس الهم الحقيقي للسينمائيين في المكان، وسيؤسس لنموذج مختلف في التعامل مع فن السينما من خلال اللقاءات والعروض ومن خلال الوعي المتنامي بأهمية وقيمة هذا النوع من الفنون وهي عوامل تستطيع أن تصنع طفرة على مستوى الشغل السينمائي الحقيقي والمتفرد». وأخيرا أشار الفنان ومصمم المشاهد السينمائية أحمد حسن أحمد إلى أن مشروع «فيللا سينما» يسعى إلى نشر الوعي السينمائي المتجاوز لما هو متداول وتقليدي في هذا السياق خصوصا لدى الشباب الجدد المقبلين على تجربة مهنية وإبداعية مختلفة، وأكد أحمد حسن أن المشروع مفتوح لجميع السينمائيين كي يقدموا اقتراحاتهم ورؤاهم الخاصة، وفي سؤال حول علاقة المكان بالتجمعات الفنية والإبداعية في رأس الخيمة مثل فرع اتحاد الكتاب وقاعات المسارح التي كانت تحتضن تجارب السينمائيين في الإمارة قال أحمد «لن يكون هناك انقطاع أو بتر في العلاقة بين هذه الجهات الثقافية وبين المشروع، لأن الهدف العام هو التواصل مع الجميع وتوأمة الجهود من أجل إبراز الصوت المحلي بكل الأشكال التنظيمية والترويجية والإعلامية المتاحة».
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©