الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هات و خد الأب الضرير··!

12 ديسمبر 2006 00:30
كل التهنئة مجدداً للبطل الإماراتي محمد الزحمي الذي أسعد شعب الإمارات بأكمله بهذه الميدالية الذهبية التاريخية التي حققها بدورة الألعاب الآسيوية - الدوحة 2006 - في رياضة بناء الأجسام· والزحمي بن مدينة الفجيرة فرض اسمه ليس على الإمارات فحسب ·· بل فرض اسمه على كل آسيا أكبر قارات الأرض في أكبر تجمع رياضي تشهده القارة الصفراء الذاهبة لقيادة العالم في الاقتصاد والرياضة·لم نكن نعرف الزحمي قبل هذا الانجاز التاريخي· وما أريد قوله هنا بناء على معرفتي بالمعطيات الرياضية التي نعيشها ونحفظها عن ظهر قلب أن هذا الإنجاز المدوي يحسب في المقام الأول الى هذا اللاعب مفتول العضلات ·· وإذا كان هناك من بطل حقيقي فيجب أن يعود لأسرته الفقيرة التي كانت تستقطع من قوت يومها من أجل احكام هذا البطل (6) وجبات في اليوم حتى يستطيع بناء عضلاته - التي تتكون كما هو معروف بالغذاء المناسب والتدريب المستمر -·نعم كما ذكرت شقيقته في أحد الحوارات الصحفية أنهم كانوا يدخرون من قوتهم من أجل مساعدة أخيهم التواق للبطولة والمجد والذي كان يحفر في الصخر من أجل أن يكون له مكان متميز في دولته وقارته· نعم البطل الحقيقي هي الأسرة المكونة من 20 شخصاً والتي تسكن في منزل ضيق لا يكاد يتسع لنصف هذا العدد - كما قالت والدته - أما والده الكفيف الذي يعمل في بدالة أحد المؤسسات فقد كان لا يملك إلا تشجيع ابنه ببصيرته قبل بصره·وكم كنت سعيداً عندما علمت أن سمو الشيخ مايد بن محمد كان في استقباله بمطار دبي ومنحه على الفور 100 ألف درهم ·· وأيضاً حرص صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة على استقباله وتكريمه·إن هذا النموذج الذي حقق انجازه غير المسبوق من رحم الألم يستحق أكثر من ذلك بكثير ·· وهذا النموذج أيضاً يفتح على مصراعيه طريقة عملنا الرياضية التي لا تنتبه إلا في حالتين ·· الأولى عندما يحدث الاخفاق الشديد والثانية عندما يحدث الانجاز غير المتوقع·وفي الحالتين هناك إدانة شديدة لواقعنا ·· فهذا البطل وأمثاله من المفترض أن تتهيأ أمامه كل سبل الانتصار قبل أن يحقق الانجاز وليس بعد تحقيقه! لو بحثت في واقعنا لوجدت هناك الكثير والكثير من المآسي·· ولوجدت هناك الكثير والكثير من المظاليم الذين لا يبغون سوى القليل من الاهتمام والقليل من الرعاية حتى يستطيعوا إخراج ما في طاقاتهم من إبداع· إن الإمارات أكدت للمرة الألف أنها ''ولاّدة''·· فقد كنا نعتقد أن الطلياني مثلاً لن يتكرر فجاء زهير ·· وأن شمة المهيري لن تتكرر فجاء أحمد بن حشر وسعيد بن مكتوم ·· وكنا نعتقد أن بن غليطه وفخر الدين لن يتكررا في الكارتيه فجاءت الشيخة ميثاء بنت محمد التي تسير على درب الانجازات وأيضاً كنا نعتقد أن القبيسي لن يتكرر في البولينج فجاء العطار وعقاب وغيرهما ليحققوا 10 ميداليات آسيوية حتى الآن في رياضة الصولجان· وإذا كان النجم الجديد محمد الزحمي قد بدأ مشوار الانجازات في رياضة بناء الأجسام ·· فالمشوار سوف يتواصل بإذن الله ·· فالمواهب موجودة والقدرات العقلية والجسدية موجودة والمهم أن تجد الرعاية والاهتمام من خلال خطط حقيقية قابلة للتنفيذ· كل التقدير للزحمي ولأسرته ولوالده الضرير الذي أجبرنا جميعاً على رؤية إبنه وأجبر كل آسيا والعالم على أن تراه وهو واقف على منصة الشرف يحمل علم الإمارات ويهتف بنشيدها· ما أعظم الإنجازات عندما تولد من رحم الألم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©