السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التلوث البحري قضية محلية غائبة عن برامج المرشحين في الفجيرة

التلوث البحري قضية محلية غائبة عن برامج المرشحين في الفجيرة
18 سبتمبر 2011 00:25
تضرب شواطئ الفجيرة من وقت لآخر بقع زيتية ناجمة عن حركة السفن المارة في المياه الدولية مقابل سواحل الفجيرة. وتكاد مشكلة التلوث البحري تؤرق الكثير من المسؤولين في الحكومة المحلية، كما تزعج الكثير من المواطنين، لا سيما فئة الصيادين، كما تسبب إحراجاً بالغاً مع السياحة المحلية والعالمية التي تستقطبها سواحل الفجيرة. ولا تكاد مشكلة التلوث تخفى على أحد في الفجيرة من المثقفين والعامة والمنشغلين بقضايا المجتمع على اختلاف فئاتهم وشرائحهم. وبحسب الإحصائيات الرسمية، فإن شواطئ الفجيرة تتعرض كل عام إلى موجات من التلوث البحري المحدود نسبياً نتيجة ما ذكرناه سلفاً، أما كوارث التلوث البحري الكبيرة التي تتعرض لها هذه الشواطئ، فهي نادرة الوقوع وقد وقعت مرة واحدة قبل أعوام قليلة نتيجة وقوع تصادم بين ناقلتي نفط قبالة شواطئ الفجيرة مباشرة ولقيت الثروة السمكية على إثرها خسائر كبيرة، كما أصابت البيئة بأضرار جسيمة نتيجة موت العديد من الأحياء البحرية والشعاب المرجانية، كما تضررت السياحة تضرراً بالغاً في تلك السنة. وقامت حكومة الفجيرة خلال السنوات العشر الماضية، ومن خلال مراسيم أميرية، بإقامة أكثر من 5 محميات بحرية وجبلية، كان آخرها محمية وادي الوريعة، ومنعت في تلك المحميات صيد الكائنات البحرية وصيد الحيوانات البرية والكائنات الأخرى كافة في المحميات الجبلية. وعلى الرغم من خطورة تلك القضية إلا أن البرامج الانتخابية لمرشحي إمارة الفجيرة لم تهتم بها، مع أنها شيء يخص الفجيرة تحديداً، وكان لا بد من طرحها وإيجاد حلول جذرية مقترحة لها، باعتبارها أمراً خاصاً بالإمارة ومرشحيها. وتناول عدد قليل من المرشحين في الفجيرة، لا يكاد يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، ملف البيئة في شكله العام، دون التطرق إلى التفاصيل الدقيقة والإحصائيات التي تقدم للناخبين لتوضيح مدى خطورة القضية على المجتمع المحلي والحلول المقترحة لها والتي تقنع الناخبين. وقال أحد المرشحين الذين تناولوا تلك القضية في برنامجهم،: "سأحاول إيجاد بيئة خضراء صحية جاذبة غير طاردة، نظيفة غير ملونة، مشجعة على تفعيل مفهوم السياحة البيئية". وقال آخر، ضمن برنامجه: "سأعمل على تطوير وتفعيل قانون حماية البيئة وإيجاد حلول جذرية وملائمة للمناطق السكنية المتضررة من التلوث البيئي الصناعي بشكل مباشر". ووضع أحد المرشحين في برنامجه الانتخابي محور البيئة ضمن أهدافه الرئيسية في حملته، حيث أشار إلى أن البيئة ثروة وأن عمليات التنمية والتوسع والتخطيط يجب ألا تكون على حسابها، بل يجب وضع خطط لحمايتها واستثمارها. وقالت مرشحة أخرى: "علينا الاهتمام بالمناطق الجبلية من الناحية الصحية". وقال أحد المواطنين هو ناصر سعيد "ما ورد في برامج المرشحين حول البيئة والتلوث البحري مجرد شعارات عامة وقصيرة ولا تقدم حلولاً، ولو أن هناك مرشحاً واحداً قام بوضع هدف واحد فقط في برنامجه الانتخابي، وهو حل مشكلة التلوث البحري وإيجاد حلول موضوعية ومفهومة وقابلة للتحقيق فسوف انتخب هذا المرشح، لأنه واقعي مع نفسه وناخبيه ولم يحشو برنامجه بكلمات براقة وشعارات جذابة لن تجد طريقها إلى الحل في الوقت الحالي". من جانبه، قال محمد راشد: "المفترض أن يهتم المرشحون بشكل عام في الدولة كل بقضايا إماراته دون أن يكون هناك مانع في المستقبل بعد تحقيق النجاح والحصول على المقعد على التعاون الكامل مع الأعضاء الآخرين لإيجاد حلول لقضايا إماراته والإمارات الأخرى، ولكن على المرشح تقديم حلول لقضايا الإمارة التي يرشح نفسه عنها وسيكون ممثلاً لمواطنيها". وأكد محمد راشد أن برامج المرشحين لم تهتم بقضايا التلوث البحري والتلوث البيئي بشكل عام، حتى الذين تناولوها عرضوها باقتضاب شديد، وسمعنا عن أحد المرشحين الذي خصص جزءاً كبيراً من برنامجه الانتخابي لقضايا البيئة والتلوث وهذا شيء جيد، وسوف نطلع بعمق عليها ونتعرف إلى مقترحاته وحلوله وإمكانية تحقيقها على أرض الواقع". وقال حميد سالمين "كنا نتمنى من المرشحين طرح هذه القضية في برامجهم بكثافة وعمق والابتعاد عن طرح بعض الملفات الكبيرة التي لن تحل بجهد فرد واحد أو حتى عشرة أفراد، بل تحتاج إلى منظومة عمل لحلها على المستوى القومي، والأجدر بالمرشحين أن يقدموا لنا برامج تتحدث مثلاً عن مشكلات محلية بحتة وغير موجودة في إمارات أخرى، مثلاً رفع رواتب الموظفين العاملين في الحكومة المحلية على سبيل المثال لا الحصر، والتواصل مع الجهات الاتحادية لوضع حلول ناجعة لمشكلة التلوث البحري في الفجيرة". وأكدت ظبية إبراهيم أن تلك الدورة من المجلس الوطني الاتحادي تظل تجربة من التجارب التي نخوضها من أجل الممارسة الصحيحة والتامة للعملية الديمقراطية التي نرى أنها تسير بشكل علمي دقيق ووفق أسس وقواعد الحرية الكبيرة المتاحة لنا جميعاً. وأضافت "أعجبني مؤخراً هذا التواصل الذي بدأ ينشط بين المرشحين وأعضاء الهيئة الانتخابية في الفجيرة، حيث بدأت الجولات الانتخابية على المدن والمناطق كافة، كما بدأ المرشحون في التواصل عبر الندوات والمواقع الإلكترونية مع أعضاء الهيئة الانتخابية في الفجيرة". وقالت ظبية "أعتقد أن هناك بعض القصور في البرامج، وهذا وارد وأمر عادي وطبيعي جداً لتجربة عمرها دورتان، وكل ما أتمناه الآن ينظر المرشح أكثر لقضايا منطقته ولو فعل كل مرشح ذلك فسوف يكون هناك نوع من المصداقية في الطرح والعمل، وسوف تكون هناك حلول واستجابة من المسؤولين لحل تلك القضايا الخاصة بالمواطنين في كافة مناطق الدولة".
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©