الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران مستعدة لإنهاء أزمة الملف النووي والعقوبات

إيران مستعدة لإنهاء أزمة الملف النووي والعقوبات
13 سبتمبر 2013 18:18
أحمد سعيد، وكالات (طهران)- قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس قبيل مغادرته طهران إلى العاصمة القرغيزية بيشكك لحضور قمة شنغهاي، إن الموضوع النووي لن يبقي مفتوحا، مؤكدا عزم بلاده التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتحرك بجدية ضمن قاعدة “الربح للجميع” لإنهاء أزمة الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات الدولية، بعد تلميح أميركي برصد تطورات مقلقة في برنامج إيران النووي، ووسط تقارير تتحدث عن اتصالات إيرانية أميركية مباشرة خلف الكواليس حول سوريا قد تخفف حدة المواجهة بشأن البرنامج النووي لطهران. كما أعلن روحاني موافقة طهران على مقترح روسي قدمته موسكو لتسوية أزمة صواريخ “إس 300”، فيما أكدت موسكو أنها ستسلم أول وحدة من مشروع محطة بوشهر للطاقة النووية في 24 سبتمبر الجاري. وقال روحاني في مؤتمر صحفي بطهران أمس نقله التليفزيون الرسمي قبيل مغادرته العاصمة الإيرانية إلى بيشكك، إن بلاده مستعدة للتعاون مع الوكالة الذرية، مؤكدا أن “الموضوع النووي لن يبقى مفتوحا طيلة الأشهر المقبلة، بل إن إيران ستتحرك ضمن قاعدة الربح للجميع لإنهاء أزمة الملف النووي ورفع العقوبات الدولية عن البلاد”. وأضاف روحاني أنه سيعرض الموقف الإيراني حيال المسائل الدولية والإقليمية الهامة خلال قمة شنغهاي، مؤكدا أهمية عقد هذه القمة في الأوضاع الحساسة الراهنة في المنطقة، وقال “هناك دولتان ضمن الأعضاء الستة في منظمة شنغهاي هما روسيا والصين، واللتان يمكنهما القيام بدور مهم في القضايا الإقليمية والدولية”. وأكد أنه سيبحث مع الرئيس الصيني المنتخب حديثا شي جين بينج القضايا الإقليمية، بينما سيبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء لقائهما على هامش القمة القيرغيزية موافقة طهران على المقترح الروسي لتسوية أزمة صواريخ “إس 300” بينهما. وأكدت مصادر إيرانية رفيعة أن روحاني يحمل في حقيبته مقترحات لتسوية الملف النووي الإيراني، عدا عن بحث القضايا الإقليمية والثنائية مع الدول الأعضاء. من جهته أكد مبعوث إيران الجديد لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية رضا نجفي أمس، وجود “إرادة سياسية قوية” لدى طهران للتعاون مع الأسرة الدولية بشأن برنامجها النووي. وقال نجفي خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الذرية المنعقد منذ الإثنين في فيينا “أود أن أؤكد أن هناك إرادة سياسية قوية لدى الجانب الإيراني للتواصل بشكل بناء” حول البرنامج النووي للبلد. لكنه كرر التصريحات الأخيرة لروحاني التي قال فيها إن إيران لن تتخلى عن “حقوقها” في المجال النووي، معتبرا أن الدبلوماسية طريق باتجاهين. وقال بحسب نص كلمته في المجلس الذي يختتم اجتماعاته اليوم الجمعة “نأمل في أن يتبنى الجانب الآخر المقاربة نفسها والإرادة السياسية نفسها، في هذا الإطار علينا ألا ننسى أن التفاعل ليس خطا باتجاه واحد”. ومن المنتظر أن يلتقي خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية والإيرانيون في 27 سبتمبر الحالي في فيينا لعقد جولة محادثات جديدة بشأن بدء التحقيق في برنامج الأسلحة النووية الإيراني، وهي الجولة الحادية عشرة منذ بدء المحادثات العام الماضي. وقال نجفي للصحفيين إنه لم يتضح بعد ما إذا كان سيرأس الوفد الإيراني في الاجتماع. وكان تقرير إخباري ذكر أمس الأول أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والقيادة الجديدة في إيران تجريان اتصالات بشأن سورية، وأنهما تتحركان خلف الكواليس صوب إجراء محادثات مباشرة تأمل كلتا الحكومتين في أن تؤدي إلى تخفيف حدة المواجهة بشأن البرنامج النووي لطهران. وذكرت صحيفة “لوس أنجيلوس تايمز” أنه قد تردد أن أوباما تواصل مع روحاني من خلال تبادل الرسائل في الأسابيع الأخيرة. وأضافت أنه من المقرر أن يلقي روحاني خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر الحالي، ويقول مسؤولون أميركيون إن من الممكن أن يجتمعوا مع روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة. وتابعت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين وإيرانيين يقومون بصفة مبدئية بعمل التحضيرات لمحادثات مباشرة محتملة بين الحكومتين تعد الأولى منذ 34 عاما، إثر استيلاء الطلبة الإيرانيين على السفارة الأميركية في طهران. وذكرت أن أوباما أشار في أربع مقابلات تليفزيونية هذا الأسبوع إلى أن إيران كانت قد لعبت دورا بناء في دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الامتناع عن استخدام أسلحة كيماوية. وجاءت التصريحات الإيرانية الأخيرة بعد تلميح السفير الأميركي في الوكالة الذرية جوزيف مكمانوس إلى أن الوقت حيوي في التحرك لحل النزاع النووي الإيراني الذي قالت واشنطن إنها رصدت تطورات قلقة فيه. وأبلغ بيان للاتحاد الأوروبي طهران أن “أي مماطلة أخرى غير مقبولة”. وقال مكمانوس إن واشنطن مستعدة للتعاون مع الحكومة الإيرانية الجديدة من أجل “الوصول إلى حل دبلوماسي يعالج كل بواعث قلق المجتمع الدولي” بخصوص برنامج إيران النووي. ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المكلف بقيادة المفاوضات النووية قائلا إن “العمل النووي لإيران ينبغي إنجازه بشفافية وفي إطار المعايير الدولية، لكن القوى العالمية لا تريد ذلك”. وأضاف في مقابلة على الهواء مع تليفزيون “برس تي.في” الإيراني “الوصول إلى التوافق هو شعارنا، لكن رقصة التانجو تحتاج إلى اثنين”. وقال “إذا كانت الولايات المتحدة وباقي القوى الكبرى غير مستعدين للمشاركة بجدية في هذه العملية فسيكون السيناريو مختلفا تماما”. وفي شأن متصل أعلن الكرملين أمس أن روسيا ستسلم إيران أول وحدة من مشروع محطة بوشهر للطاقة النووية في 24 سبتمبر الجاري. ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف قوله، إن “الرئيسين بوتين وروحاني سيتطرقان لمشكلات التعاون في قطاع توليد الطاقة النووية المدنية”. وأضاف أنهما سيناقشان هذه المسألة خلال لقائهما الأول على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في بشكك، مع الاستعداد لنقل أول وحدة من مشروع محطة بوشهر لإيران في 24 سبتمبر. واستبقت روسيا هذا اللقاء بين بوتين وروحاني، عارضة اقتراحا إلى إيران لتسوية الشكوى التي تقدمت الأخيرة بها لدى هيئة تحكيم دولية، حول تراجع موسكو عن تنفيذ عقد تسليم صواريخ “إس 300”، الذي أعلن روحاني أمس الموافقة عليه. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية أمس عن أوشاكوف قوله “تقدمنا باقتراحنا ونأمل بتسوية المسألة”. وكانت صحيفة روسية ذكرت أن موسكو ستسلم طهران 5 بطاريات صواريخ اعتراضية من طراز “إس-300 في أم” مقابل تراجع إيران عن مطالبة روسيا بدفع تعويضات مقدارها 4 مليارات دولار لفسخ صفقة “إس-300” التي تم توقيعها في عام 2007 وألغيت عام 2010 تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن حظر تصدير الأسلحة الحديثة إلى إيران. وأكدت مصادر إيرانية أن من ضمن العرض الروسي إنشاء موقع نووي جديد في منطقة بوشهر جنوب ايران. إلى ذلك أعلن التليفزيون الإيراني أن كبير المفاوضين السابقين في الملف النووي الإيراني سعيد جليلي عين أمس في مجمع تشخيص مصلحة النظام، بعد يومين على فقدان منصبه أمينا للمجلس الأعلى للأمن القومي الذي بات يشغله علي شمخاني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©