الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

2000 مليار دولار حجم تجارة السلاح سنويا

11 ديسمبر 2006 01:22
الاتحاد- خاص إذا فتحت، ذات مرة، علبة عيدان ثقاب فقد تجد واحداً من تجار السلاح الذين يختبئون عادة وراء جدران المقابر، قيل في أحدهم- وهو اليهودي ''يعقوب نمرودي''- أنه يشم رائحة السلاح، ولو كان على سطح المريخ، وعندما انهار الاتحاد السوفيتي، عرض على دولة عربية أن يبيعها صاروخاً عابراً للقارات· إنهم يستطيعون الدخول إلى أي مكان، سوق السلاح يعطي سنوياً ألفي مليار دولار، القرية الافلاطونية مؤجلة، لكن المشكلة أن السلاح لا يباع إلى دول عقلانية دائماً، بل أنه يذهب أيضاً إلى أنظمة مجنونة·· ''أن تصنع أسناناً إضافية للأبالسة···''· هكذا كان على المفكر الفرنسي ''جاك آتالي'' أن يتحدث عن ذلك الطراز من البشر الذي يعيش بين الشقوق، بما في ذلك الشقوق الفاخرة، من أجل تسويق السلاح، بالتالي تسويق الدم·· كل المجازر التي حصلت في أفريقيا أوفي آسيا، بوجه خاص، ساهم هؤلاء بتصنيعها، كما لو أننا أمام ''آرثر شوبنهاور''، الفيلسوف الألماني البارز، الذي قال: ''البشر يصنعون التاريخ لكي··· يأكلهم''، ولكن كان له مفهومه الخاص للتاريخ الذي يختلف، بشكل أوبآخر، عن مفهوم كل من مواطنيه الفيلسوفين ''فريديريك هيغل'' و''كارل ماركس''· الأكثر براعة في تسويق السلاح لأنه يعرف كيف يصل إلى ''الأبراج العاجية''، كان اليهودي ''يعقوب نمرودي'' الذي تمكن من أن يخترق أكثر من مؤسسة صناعية أوسياسية في الغرب، ليبيع لمن يشاء، وحتى لجهات هي في حال نزاع مع إسرائيل، أسلحة متطوّرة، ولكن ضمن حدود معيّنة، وإن قالت تقارير: إنه طوّر تجارته نوعياً ليبيع اليورانيوم، والبلوتونيوم، وحتى بعض المعدات النووية، خصوصاً لدى سقوط الاتحاد السوفيتي· ولو على سطح المريخ·· هو الذي ''يشم رائحة السلاح، ولو على سطح المريخ''، كما يقول منافسوه، انتقل بسرعة البرق إلى موسكو، حيث كانت له لقاءات مكثفة مع أربعة من الشخصيات اليهودية التي كانت تعرف خفايا المؤسسات: ''نيكولاي تشوبايس''، ''بوريس بيريزوفسكي''، ''ارمان ابراموفيتش'' و''ميخائيل خودوركوفسكي''· الطريف، وكما يتردد في الردهات الرمادية، أنه عرض على إحدى الدول العربية، وعبر وسيط من مالطا، بيعها صاروخاً عابراً للقارات بسعر مغر جداً لكونها تمتلك ترسانة معظم موجوداتها مصنوعة في الاتحاد السوفيتي، الدولة العربية رفضت العرض رغم حساسته على المستوى الاستعراضي، ولكن ماذا تراها تفعل بمثل ذلك الصاروخ؟· قيل في ''نمرودي'': إنه الرجل الذي يتبع خط الدم، في أكثر من مكان لا بد أن تجد آثار قدميه، هما تماماً قدما مصاص الدماء، أقام شبكة هائلة من العملاء والمتعاونين، والمتواطئين وحتى المجرمين، ففي عالم السوق السوداء الذي يحتضن مجموعات المافيا بطبيعة الحال، يمكن أن تجد كل أشكال البشر، من وريث للعرش في إحدى الدول الشيوعية السابقة إلى قاتل محترف من الولايات المتحدة·· الاختباء·· أهمية ''يعقوب نمرودي'' أنه كان يعرف كيف يختبىء حتى وهو يطفو فوق السطح، وتحت الأضواء، وكان يقول: إنه ليس هناك من رأس في أميركا أوأوروبا إلا ويمكن شراؤه ''حتى رأس جورج واشنطن''، وإن كان هذا الكلام ليس صحيحاً كلياً، فهذه مسائل حساسة جداً وتخضع لآلية معينة من المساءلة والشفافية، هو الذي قال ذلك، معتبراً أن معدل الفساد في البلدان المتقدمة أعلى بكثير منه في البلدان المتخلفة·· والواقع أن الدراسات التي وُضعت حول تجارة السلاح تظهر أن الدول الصناعية لا تطبق، دوماً، السياسات المعلنة، فالأسلحة لا تباع دوماً إلى بلدان تتسم بالعقلانية، وبالرغبة في حماية نفسها دون أن تكون لها أي طموحات جيوبوليتيكية، بل ان الباب يُفتح أمام أطراف ثالثة لبيع أسلحة إلى كل من يسمّيها وزير دفاع أميركي سابق هو ''هارولد براون'' ''الأنظمة المجنونة''، أي تلك التي إما أنها تعيش توتراً ايديولوجياً، أوتقوم على تقديس الفرد، أوتتحكم بها أفكار فاشية·· وهناك أسلحة بالعشرات بيعت بتلك الطريقة، حتى وإن كان الأميركيون كانوا يتهمون السوفييت بأنهم وراء فوضى السلاح، مع أن دولاً عربية عانت الأمرّين من طريقة تعاطي موسكو، وخلافاً لواشنطن التي لا مشكلة عندها في بيع أسلحة متطوّرة باعتبار أن الايقاع التكنولوجي يمضي بسرعة مثيرة، فإن وزير دفاع عربي اشتكى من ''اننا نخوض مفاوضات هائلة مع السوفييت من أجل أن نحصل، أخيراً، على أسلحة استخدمت في الحرب العالمية الثانية، هذا قبل أن يصل ''يوري اندروبوف''، وإن لأشهر، إلى الكرملين، ويفتح الترسانة أمام الحلفاء باعتبار أن الشراكة الاستراتيجية تقتضي التعامل معهم كأصدقاء حقيقيين، لا من أولئك الذين يجرّون العربات أمامهم بحثاً عن··· الخردة· لا أحد يسأل عن البُعد الأخلاقي في سوق السلاح، دول ديموقراطية زوّدت أنظمة ديكتاتورية بأفضل أنواع الأسلحة لمواجهة المدنيين، فيما المعروف تماماً أن الدول الديمقراطية، وهي متقدمة جداً، باعت أجهزة متطورة خاصة بالتعذيب، الزبائن هم أولئك الذين أقاموا ثقافة الأقبية، أوثقافة القبور، في بلدانهم· ألفا مليار دولار أرقام سوق السلاح تتمحور حول ألفي مليار دولار في العام، لو خصص نصف هذا المبلغ في مشاريع تنموية، ولمكافحة الآفات التي تفتك بالملايين، لوصلنا إلى وضع عالمي أفضل بكثير: لا أحد يقول بقرية أفلاطون، ولكن ليس هذا الوضع الذي يشبه الأدغال تماماً·· اللافت هو أن مبيعات السلاح لم تنخفض إلا بشكل محدود جداً بعد زوال الاتحاد السوفيتي، مع ان كل المبررات كانت تتركز دوماً على وجود تلك الامبراطورية الأخرى التي لم تنفك تحفر الخنادق·· كثيرون ضالعون في تجارة الأسلحة، قد تجد شركة متخصصة في بيع ثمار البحر المعلبة، أوفي الاعمار، أوفي صناعة السفن، ولكن وراء هذه الواجهة هناك منطق آخر، ووجوه أخرى، قذائف مضادة للدروع أوأجهزة رادار، واشنطن أدرجت لائحة بأسماء 30 شركة تتعاطى تلك التجارة، ولكن ما أسهل أن تلجأ أي شركة تُلاحَق إلى اسم مستعار· عالم تحكمه، في مجالات كثيرة، شريعة الغاب· أسماء إستراتيجية جداً في التقارير التي تنشر أسماء ''استراتيجية جدا'' ومتورطة في تلك الفضيحة التي يتدلى منها الدم، لن تجد في الدول الصناعية القديسين دوماً، بل ان هناك مَن يتولى برمجة الحروب، لكي لا تقفل السوق أبوابها، ويتكدّس الآلاف على الأرصفة، لا بأس أن يتكدّس الألوف في المقابر· وإذا كان ''نمرودي'' هو الأبرع في الابتعاد عن الضوء، فإن الذي يحتل المرتبة الأولى هو ''فيكتور ربوت''، إنه الرجل اللغز الذي تخرَّج من المعهد العسكري للغات الأجنبية في موسكو عام 1992 الذي انطلق مما يسمّى صفقة ''سيف الغراب''، قبل أن يشتري 3 طائرات انطونيون بـ20 مليون دولار، وأسَّس أول شركة طيران خاصة به، ليلحقها بعد ذلك بعشرات الشركات، إنه يختار المراكز بدقة مثل مطار اوستينغ الذي يُعرَف بكونه صلة الوصل بين ''براكونترا غيت'' في اوديسا على البحر الأسود، وحيث تتواجد المافيا الروسية وبين مناطق أخرى· هو الذي أسَّس العديد من الأسواق الأخرى باتت هناك أجهزة تنصت وغيرها باسمه، إنه موجود في كل مكان، حتى عندما تفتح علبة عيدان الثقاب، ولطالما قيل: في أي حرب اقليمية، أوغير اقليمية، لا بد أن تجد توقيع ''فيكتور بوت'' هناك· ''ليونيد مينان'' الإسرائيلي من أصل اوكراني، اشتهر بأنه ''أبو المجازر''، وهناك العسكري الفرنسي السابق ''روبرت مونتويا'' الذي عرف أيضاً كيف يتسلل في كل الاتجاهات، وصولاً إلى بيع قاذفات قنابل، ثم الفرنسي الآخر ''جان- برنار لانسود'' الذي عرف بصلته الوثيقة بوكالة الاستخبارات الروسية· ترانسنيستريا ذات الـ5000 كيلومتر مربع والـ750 ألف نسمة هي فردوس الأسلحة بوضعها الملتبس بين روسيا ومولدافيا، وإن قيل هناك أكثر من ''فردوس مفقود'' في سوق السلاح· أورينت برس'' المرتبات الست الأوائل الدول التي احتلت المرتبات الست الأوائل في تصدير الأسلحة ما بين عامي 2000 و،2004 مع النسبة عالمياً: 1 - روسيا: 31,9% 2 - الولايات المتحدة: 30,7% 3 - فرنسا: 7,5% 4 - المانيا: 5,8% 5 - بريطانيا: 5,3% 6 - اوكرانيا: 2,5%
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©