رحمها الله من أيام، كنا نتعرض فيها للضرب والعقاب التأديبي على يد أساتذتنا في مختلف مراحلنا الدراسية، ولم نسمع بأن أياً منا «تعقد نفسياً». اليوم الزمن اختلف وأصبحنا لأتفه سبب نركض للشرطة، ونفتح بلاغات ومحاضر ومحاكم لحل مشكلة تحتاج إلى جلسة تفاهم وعقول منفتحة.. للأسف هذا هو الواقع بعد قرار منع الضرب في المدارس. لا ندعو لأن يكون المدرس أو المدرسة «مصارعين»، ولكن لنتذكر كيف كان آباؤنا يقولون للمدرسين أو مديري المدارس في أول يوم دراسي، هم أمانة عندكم «نسلمكم إياه لحما، ولا يسلم منه إلا العين والعظم». وفي ذلك ثقة مطلقة بالمدرس، باعتباره مربياً قبل أي شيء آخر.
نحن ندرك أن الزمن اختلف وتغير، وظهرت مدارس وأساليب تربوية جديدة في التعاطي مع الأبناء والطلاب، ولكن هيبة المدرس على المحك، فمتى من فقد تلك الهيبة فقد السيطرة على الطلاب، وهم في سن حماس وطيش واندفاع.
لذلك من المهم إعادة صياغة العلاقة، وفرض احترام المدرس وإعادة الهيبة له بالاحترام وتحسين ظروفه وأحواله الوظيفية. بعض المدارس الخاصة أوضاع المدرسين فيها غير مقبولة ، ولا يتقاضون رواتب معقولة، وأحياناً تمر شهور قبل أن يتسلموها. وهم في الأخير بشر لديهم التزاماتهم الأسرية، فنجد الكثيرين منهم يمتهنون الدروس الخصوصية.
وأتمنى أن تكون واقعة ضرب طالب في إحدى مدارس رأس الخيمة الأخيرة في هذا الجانب، وكانت إدارة منطقة رأس الخيمة التعليمية قد أعلنت تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في واقعة اعتداء معلمة بمسطرة حديدية على طالب بالصف الخامس. وإن اللجنة قابلت ولي أمر الطالب وإدارة المدرسة، للوقوف على ملابسات الحادثة، والعمل على تسوية الأمور، مشددة على «أنها لن تتهاون في مثل هذه الأحداث التي تؤثر على الميدان التعليمي».
قارئ
عدد اليوم
