غاب عبدالله صالح مدير الوحدة السابق بإطلالته المحببة في الوسط الرياضي كثيراً، بعد أن ترك مقعده الذي كان يترقبه الجميع لظروف خاصة، لكن حضوره الجميل لم يغب عن ذاكرة الدوري والمنتديات الجماهيرية ومواقع التواصل الاجتماعي، فقد تمكن من جذب الجماهير إلى مدرجات الوحدة عندما كان إدارياً ثم مديراً لـ «العنابي»، وشهد معه مراحل صعبة من التقلبات في النتائج إلى التتويج بدرع الدوري والمشاركة في مونديال العالم للأندية في أبوظبي قبل مواسم عدة.
سامي عبدالعظيم (دبي)
رغم غياب عبدالله صالح عن الساحة الرياضية، إلا أن حضوره المفاجئ في بعض الأوساط الرياضية يشكل نقطة مهمة تدعم الحوار حول القضايا الرياضية المختلفة بسبب الخبرة الميدانية العريضة التي يتسلح بها، والإحاطة الممتازة بكل المكونات الرياضية على مستوى الأندية والمنتخبات، كما أن الثقة في الإمكانات الإدارية الهائلة له وضعته مديراً للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم قبل سنوات عدة، فكان بمستوى التوقعات المطلوبة بفضل قيادته الواعية لـ «الأبيض» مع بقية المسؤولين عن المنتخب في تلك الفترة.
واستهل عبدالله صالح إطلالته عبر «الاتحاد» بتوجيه اللوم لقرار انطلاق دوري الخليج العربي، في هذا التوقيت الذي يشهد ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، ووصف بداية الدوري في هذه المرحلة بأنها «قمة الحر»، وخطوة غير موفقة لا تدعم مصلحة المنافسة، بسبب الظروف الطبيعية القاسية التي ترافق الدوري في هذه المرحلة.
وقال: الأجواء مشبعة بالرطوبة ودرجات الحرارة مرتفعة جداً أثناء المباريات، فكيف ننتظر الأداء الجميل من اللاعبين الذين تصل حرارتهم إلى درجة الخطر، بسبب هذه الأجواء الصعبة، كما أن المشكلة الأخرى تبدو في الغياب المؤثر للجماهير عن متابعة المباريات، وتأثير هذا الأمر في اللاعبين، وكيف نطلبهم التألق وتقديم الأداء الجميل واللمحات الراقية في غياب الجماهير.
واستغرب عبدالله صالح إمكانية تأجيل بطولة «خليجي 23» في الكويت والظروف التي تحيط بها والتباين الواضح في تثبيت أو تعديل موعدها المعروف، مشيراً إلى أن التأجيل لا يخدم المنطقة الخليجية وبطولات الخليج مؤرخة بتوقيت معلوم مسبقاً، والدولة التي تملك حق الاستضافة معروفة قبل فترة طويلة، وتدرك جيداً المطلوبات المقررة بتجهيز الملاعب والمنشآت الرياضية المختلفة، وعندما يدور الحديث عن عدم جاهزية أي دولة للبطولة فهذه مشكلتها، لأن البطولة معروفة من حيث الزمان والمكان.
التفاؤل بـ«العنابي»
ووصف عبدالله صالح البداية القوية للوحدة بالفوز على دبا الفجيرة برباعية في الجولة الأولى من الدوري، بأنها تعزز التفاؤل في مستقبل الفريق خلال الموسم الحالي، وذلك على غرار المواسم التي شهدت أهدافاً غزيرة للفريق في مستهل مبارياته بالدوري على وجه الخصوص، وقال «عندما تكون بداية الوحدة بالأربعة فهذا يعني أن هناك بطولة آتية خلف الحجب في الدوري أو كأس صاحب السمو رئيس الدولة أو كأس الخليج العربي، وهذه توقعاتي التي أرجو أن تمثل مصدراً للثقة والتفاؤل في صفوف الوحداوية، والجماهير التي تطلب النتائج القوية لتحقيق الطموحات المرجوة بالمنافسة على الألقاب.
وأضاف: لاعبو الوحدة لديهم الإمكانات القوية التي تساعدهم على البقاء في دائرة المنافسة على الألقاب، وهذا الشيء يتجسد من خلال الواقع الراهن الذي يشهده الفريق، فقد كانت البداية القوية في الدوري أمام دبا الفجيرة الوافد الجديد إلى مصاف أندية المحترفين، أكبر دليل على الرغبة القوية في البداية الحقيقية التي تقود «أصحاب السعادة» إلى المنافسة مجدداً على الألقاب في جميع الاستحقاقات التي تنتظر الفريق في الموسم الحالي.
وأشار عبدالله صالح إلى أن الخسارة التي تجرعها الجزيرة من الوصل في الجولة الأولى من الدوري لا تستدعي القلق على مستقبل الفريق خلال الموسم الحالي أو خروجه من الرهان على المنافسة، بوجود المدرب البرازيلي براجا صاحب التجربة الرائعة في دورينا مع «فخر أبوظبي» قبل مواسم عدة، ومع احترامي للاعبي الجزيرة فقد استهانوا بالمباراة، حتى لو عانى الفريق بسبب النقص العددي، لكن في الحصص التدريبية يتحمل أي لاعب أكثر من طاقته نحو ساعتين في حين أن المباراة 90 دقيقة فقط «ورب ضارة نافعة» للجزيرة بعد الخسارة الافتتاحية.
أجانب العين
ورداً على سؤال، حول رحيل الغاني أسامواه جيان من العين إلى الدوري الصيني، قال عبدالله صالح: «لا خلاف على الكفاءة الهجومية الكبيرة التي كان يمثلها جيان، وإمكاناته التهديفية العالية التي جعلته أبرز الهدافين في «دورينا» خلال المواسم الثلاثة الماضية، ورحيله إلى الدوري الصيني خسارة مؤثرة لـ «الزعيم» والدوري.
وأضاف: لا شك أن العين عودنا على اختيار «سوبر ستار» من الأجانب في المواسم الماضية، والمجموعة الحالية من أجانب العين جيدة، والتحضيرات الماضية في معسكر ألمانيا جيدة، وأثمرت عن لقبي «الصداقة» و«السوبر» في غضون أسبوع فقط.
فالدي و«سمعة»
واعتبر عبدالله صالح أن الوحدة تعاقد مع التشيلي خورخي فالديفيا وهو متشبع بالنجومية، على عكس الفترة التي شهدت وجوده مع العين، عبارة عن «سلاح ذو حدين»، ورغم إمكاناته الكبيرة التي يمكن أن تترجم لمصلحة الفريق بوجود بقية العناصر، خصوصاً إسماعيل مطر، إذ كان وقتها يبحث عن النجومية مع «الزعيم».
وأضاف: في حال تابع إسماعيل مطر وفالدي مشوار العطاء فأتوقع لهما التألق خلال الموسم الحالي بفضل نجوميتهما العالية، ووصيتي لهما بعدم التقاعس عن أداء التدريبات مع الفريق، وأن يكون التقدير على أنها مثل المباريات الرسمية، كما يتعين على فالدي التزام الهدوء وعدم «النرفزة»، خصوصاً في مباريات «الديربي»، حتى لا يفقد القدرة على العطاء المطلوب في الملعب.
منافسة قوية
على ألقاب الموسم
دبي (الاتحاد)
توقع عبدالله صالح منافسة قوية على الألقاب خلال الموسم الحالي، بفضل الترتيبات الجيدة التي قامت بها معظم الأندية في المعسكرات الصيفية أو من خلال التعاقدات المهمة مع العناصر المؤثرة من اللاعبين المواطنين والأجانب في الفترة المقبلة، ما يعني أن هذه المعطيات تعزز مرحلة التطور المطلوبة للكرة الإماراتية في السنوات المقبلة.
تقدير كبير لـ «?»
دبي (الاتحاد)
عبر عبدالله صالح عن تقديره للدور المؤثر الذي تضطلع به صحيفة «الاتحاد»، في تغطية ومتابعة الأنشطة الرياضية المختلفة، وتقديم المبادرات الخلاقة والمبتكرة، ما وضعها ضمن الصحف المرموقة على مستوى المنطقة، وقال «أود أن أعبر عن تقديري الكبير لـ «الاتحاد» على إطلالتي الأولى عبر صفحاتها الجميلة، بعد غيابي السابق، وأتمنى لكل العاملين في المؤسسة العملاقة التوفيق لتحقيق الغايات المرجوة.
«الأبيض» وإعادة الزمن الجميل
دبي (الاتحاد)
تمنى عبدالله صالح التوفيق للمنتخب الوطني الأول، خلال مشواره الحالي بالتصفيات المؤهلة إلى «مونديال روسيا 2018»، لإعادة أمجاد الكرة الإماراتية في البطولة التي تظل من الأهداف القوية لكل المنتخبات على مستوى العالم، والشيء الجيد أن العناصر الممتازة بصفوف «الأبيض» يمكن أن تصنع الكثير من المعطيات المطلوبة للكرة الإماراتية، حتى يستعيد المنتخب ذكرياته الجميلة في المنافسة على الألقاب.
سر الغياب
عن متابعة المباريات!
دبي (الاتحاد)
لم ينف عبدالله صالح غيابه عن متابعة مباريات دوري الخليج العربي، خلال المرحلة الماضية، بسبب انشغاله بأشياء أخرى، على حد تعبيره، موضحاً«هذه حقيقة، لكن هناك تواصلا رائعا مع بعض الأصدقاء في الوسط الرياضي، وهم يطلبون وجودي معهم لمتابعة بعض المباريات، ولا أتردد في تلبية رغباتهم، وأحتفظ بعلاقات جيدة مع أشخاص أكن لهم التقدير الكبير في قلبي، وهذا الواقع يجسد المحبة والتعاون والصداقة في الوسط الرياضي، والمهم أن نعمل جميعاً لمصلحة الكرة الإماراتية، ونسعى لتطورها ورفعتها، وتقديم جميع المعطيات التي تقودها إلى مصاف العالمية، في ظل الدعم والرعاية والاهتمام من أصحاب السمو الشيوخ بالرياضة والرياضيين.
عدد اليوم
