عندما اختير الدوري الإنجليزي "البريميير ليج"، كأفضل دوري في العالم من الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء مؤخراً، لم يكن ذلك جديداً على عشاق كرة القدم، حول العالم، حتى على الرغم من الشهرة الواسعة، التي بدأ يحظى بها الدوري الإسباني، في ظل وجود كوكبة النجوم العالميين الذين تعشقهم الجماهير، حيث جاء الدوري الإسباني في المركز الثاني متأخراً في عدد النقاط التي حصل عليها بـ 110 نقاط، فيما حل الدوري الألماني في المركز الثالث، وتبعه الدوري البرازيلي، ثم الإيطالي والفرنسي والأرجنتيني والهولندي والأوكراني والتركي كأفضل 10 دوريات في العالم.
وفي سباقات الدوريات العالمية على الفوز بلقب الأفضل، ليس هناك علاقة بين أداء الأندية، في الدوريات، وبين نتائج المنتخبات في المسابقات العالمية، بدليل أن منتخب إنجلترا خرج من الدور التمهيدي في نهائيات كأس العالم، بجنوب أفريقيا 2010، وفي المقابل فازت إسبانيا باللقب، ولم يهتز ترتيب "البريميير ليج " في ترتيبه العالمي بوصفه الأفضل.
وعندما يكون ضيف" الاتحاد" في هذا الحوار، مهندس العمليات الخاصة، في الدوري الإنجليزي، وهو ريتشارد ماسترز مدير التسويق التجاري لهذه المسابقة، وفي هذا التوقيت، فمن المؤكد أن الحديث سوف يتطرق إلى الكثير من الموضوعات المهمة، على رأسها تنامي العلاقة والشراكة بين أبوظبي والدوري الإنجليزي في المرحلة الأخيرة، وآليات التسويق في هذه المسابقة التي تحتل المركز الأول في العالم، وأسباب الصدمة الإنجليزية التي ما زلت قائمة، عقب الإعلان، عن فشل بريطانيا في الحصول على حق استضافة كأس العالم عام 2018، ورؤيته الشخصية للدوري الإماراتي، ومستقبله، وتعليقه على أهمية فوز "قناة أبوظبي الرياضية"، بحقوق النقل الحصري لمباريات "البريميير ليج"، وأمور أخرى كثيرة تطرقنا إليها في حديثنا معه، على هامش حضوره لمنتدى الرعاية الرياضية العربية المقام على هامش مونديال كأس العالم للأندية.
ويقول ريتشارد ماسترز إن الإمارات وأبوظبي على وجه التحديد، أصبحت أهم شريك في الوقت الراهن للدوري الإنجليزي، من بين كل دول العالم.
أشار ريتشارد ماسترز إلى أن اعتبار الإمارات وأبوظبي أهم شريك للدوري الإنجليزي تكمن في العديد من الروابط القوية التي تحققت في السنوات العشر الأخيرة، والتي كانت أولها رعاية شركة طيران الإمارات لنادي تشيلسي اللندني اعتباراً من 2001، وحتى 2005، ثم توجه طيران الإمارات بعد ذلك لرعاية نادي الأرسنال، وحكام الدوري الإنجليزي، ثم ملعب الأرسنال نفسه بلندن.
وأضاف: ثم جاءت الخطوة العملاقة، بعد ذلك التي زادت من روابط العلاقة، بين الدوري الإنجليزي والإمارات، عندما قام سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بشراء نادي مانشستر سيتي، وإخراجه من أزمته، وإعادة الحيوية له ليصبح حالياً واحداً من أفضل الأندية في الدوري، وهي التجربة التي يتنبأ لها الجميع بنتائج رائعة.
أما الخطوة الثالثة التي دعمت أيضاً العلاقة بشكل أقوى، وأكثر عمقاً، فهي التي قامت بها قناة أبوظبي الرياضية، عندما اشترت حقوق نقل مباريات "البريميير ليج " حصرياً لمدة 3 سنوات.
وعن سر الإقبال من الرعاة والشركاء على الدوري الإنجليزي، قال ماسترز: الرغبة للوصول للتصنيف، كأفضل دوري في العالم، كانت موجودة منذ فترة طويلة، والنجاح الذي يحققه الدوري الإنجليزي حالياً على المستوى العالمي نتاج عمل مدته 12 عاماً، وجهد كبير في التخطيط والتطبيق، ووضع المعايير، والبحث عن الأفضل دائماً، وإطلاق اليد للباحثين في التطوير بشكل دائم، ولكنني أعتقد أن مفتاح التميز، والوصول للأفضل على المستوى العالمي، هو الاعتراف بدور العلم والتخصص في مجال كرة القدم، ويخطئ من يعتقد أن كرة القدم لعبة شعبية، يحبها الجميع فقط، بل إنها أصبحت عدة علوم متصلة ببعضها البعض، منها ما هو متعلق بالجوانب الاقتصادية، نظراً لمداخيلها الكبيرة، ومنها ما هو متعلق بعلوم التغذية وتنشئة اللاعبين ورعايتهم، ومنها ما هو متعلق بالعلوم النفسية والسيكلوجية بالنسبة لتكوين اللاعب نفسياً، ومنها ما هو علوم التكتيك والتخطيط للعب في المباريات نفسها، ومنها ما هو متعلق أيضاً بالاستثمارات، وبحث أفضل السبل للدخول في شراكات لتحقيق المنافع المشتركة.
ومنذ 12 عاماً قررنا أن نعتمد علي العلم والتخصص في كل المجالات، وإن نمنح الأبحاث والخبراء المساحة الكافية للعمل والانطلاق في صياغة المشروعات والإشراف على تطبيقها، ولم تعد اللعبة لاعبا ومدربا وحكما وجمهورا، ولكنها أصبحت منظومة كبيرة يدخل في إطارها بإسهام محدود اللاعب والمدرب والحكم والإداري.
وعن المشروعات المستقبلية التي تبقي في الاعتبار الآن للمزيد من الاستثمار في الدوري الإنجليزي قال: نخطط في الوقت الراهن لقيام كأس الدوري الإنجليزي برحلة خارجية تمر في الكثير من دول العالم، وتنهي جولتها بزيارة أبوظبي العام المقبل، وبالتأكيد سوف تكون لهذه الرحلة عائداتها المنظورة، وغير المنظورة، لأنها سوف تسهم في الدعاية والترويج أكثر للبطولة، وسوف تلفت الانتباه لمتابعة مبارياته، والتعرف على نجومه، وسوف تسهم أيضاً في تعميق مفهوم العولمة في الكرة.
وقال ماسترز: لابد أن يقتنع كل شركائنا بأنهم مستفيدون من التعاون معنا، وهذا دورنا، وهناك تجربة أود إلقاء الضوء عليها للتأكيد على أن كل من يتعاون معنا رابح في النهاية، فقد قامت دولة تنزانيا بحملة دعاية، وإعلان عبر الدوري الإنجليزي، من خلال وضع الإعلانات واللوحات في الملاعب بمبلغ 700 ألف دولار، وتستهدف تلك الحملة جذب السياح الإنجليز إلى أراضيها، وقد لاقت استجابة كبيرة، وحققت مكاسب هائلة باعتراف التنزانيون أنفسهم، وقالت عنها وكالات الأنباء أنها فكرة رائعة استغلت الشعبية الهائلة التي يحظي بها الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم علي مستوى العالم، وصرح المدير التنفيذي لمجلس السياحة في تنزانيا بأن المجلس وقع علي عقد مع مسؤولي الدوري الإنجليزي بوضع هذه الإعلانات في إجمالي 114 مباراة من مباريات هذا الموسم فقط في الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى، وهم مقتنعون بأن الدوري الإنجليزي الممتاز يمثل أحد أفضل طرق الترويج والدعاية لصناعة السياحة لدينا.
صدمة مروعة
وعن سر الصدمة الناتجة عن خسارة التصويت في الأخير لاستضافة مونديال 2018، قال ماسترز: بالفعل تلقى الشعب الإنجليزي صدمة كبيرة، ولهذه الصدمة عدة أسباب أولها أن أحداً لم يتوقع أن بريطانيا ليس لديها سوى صديق واحد في العالم، لأننا حصلنا على صوت واحد، ثانياً لأننا أعددنا ملفاً جيداً، وأقنعتنا اللجنة القائمة عليه بأنه جدير بالاحترام، يضاف إلى ذلك أننا نملك أفضل دوري في العالم، وكنا نعتقد أنه سيكون له تأثيره في هذا التصويت، ورابعاً لأن الإعلام الإنجليزي نفسه قوي وقادر علي إنجاح أي حدث، كما أن تنظيم كأس العالم أصبح يحمل أبعاداً اقتصادية، واستثمارية، وسياسية كبيرة، ويحقق العديد من الفوائد التي كنا بحاجة لها، خصوصاً أن بريطانيا لم تنظم كأس العالم منذ 44 عاماً، وعندما نصل لعام 2018 سيكون العدد 52 عاماً، وهو الحلم الذي لم يتحقق، والبعض يعتقد ولا يزال يعتقد أن الكشف عن بعض مخالفات أعضاء المكتب التنفيذي عبر الصحف البريطانية ساهم في حشد "الفيفا" ضد الملف الإنجليزي، كنوع من أنواع العقاب على ما يعتبرونه خطوطاً حمراء.
وعن توقعاته عما إذا كانت العلاقة بين الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم والاتحاد الدولي ستتأثر في المستقبل على خلفية الغضب الناشئ في الإعلام الإنجليزي، قال ماسترز: الاتحاد الإنجليزي كان قوياً قبل التصويت، وسيبقي قوياً بعده، والكرة الإنجليزية محور اهتمام العالم وستبقى، ولن تتأثر العلاقة بين الاتحاد الإنجليزي بهذا الأمر، ولكنها غضبة جماهيرية وإعلامية وستمر، أما بخصوص المطالبة بالانفصال عن الاتحاد الدولي، فنحن في دورينا منفصلون عن الاتحاد الدولي، وننظم أقوى مسابقة في العالم، ولكن لا يمكن الانفصال عن المشاركات الدولية والقارية، ولدينا تحاد عتيق ومهم في العالم.
كرة متطورة
وعندما سألنا ماسترز عن معلوماته عن الكرة الخليجية، أكد أن الإعلام العالمي، بدأ يرصد حركة ديناميكية متطورة للكرة في هذه المنطقة، خصوصاً في ظل المشاركات المتعددة والمتوالية للمنتخب السعودي في 4 بطولات كأس عالم، ثم تنظيم الإمارات لكأس العالم للشباب، ومن بعد ذلك لكأس العالم للأندية، ثم فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022، وما تحققه من فوائد بالجملة لكل دول المنطقة وليس قطر فحسب، مروراً بتواجد عدد كبير من اللاعبين الأجانب المهمين في دوريات المنطقة، ودخول أندية الخليج في سباقات على الفوز بخدمات لاعبين مهمين، ولا يمكن أن ننسى أن كانافارو متواجد في الدوري الإماراتي حالياً، وهو الذي كان قد سبق له الفوز بلقب أفضل لاعب في أوروبا، مشيراً إلى أنه يتابع بشغف تطور الدوري الإماراتي، ويتوقع له أن يكون رقماً صعباً في آسيا خلال السنوات العشر القادمة.
أول زيارة إلى أبوظبي
أبوظبي (الاتحاد) - أكد ريتشارد ماسترز أنها الزيارة الأولى التي يقوم بها إلى أبوظبي، وأنه استمتع بوقته في حضور منتدى الرعاية الرياضية، وكذلك ببعض مباريات كأس العالم للأندية التي تستضيفها العاصمة، مشيراً إلى أن ما شاهده من إمكانات في الإمارات يعزز لديه فكرة أن الخليج هو مستقبل الحضارة في القرن القادم، وإن الإمارات لديها كل المؤهلات للتطور، وإن بطولة كأس العالم للأندية هي المستفيدة من التنظيم لهذا الحدث نظراً للأجواء المناخية الرائعة، والملاعب الممتازة.
تجربة «سيتي» تؤتي ثمارها قريباً
أبوظبي (الاتحاد) - عن رأيه في تجربة مانشستر سيتي الجديدة بعد انتقال ملكيته إلى مجموعة أبوظبي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، قال: أعتقد أننا ما زلنا في المرحلة الأولى من التجربة، وإن هذا الوقت ليس المناسب للتقييم، لأننا بحاجة على الأقل إلى 5 سنوات حتى نقيم تجربة بهذا الحجم، ولكن لدينا مؤشرات كلنا سعداء بها، أولها أن النادي كان يتعرض لكبوة، وجاء سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي أصبح واحداً من أهم الأسماء في عالم كرة القدم في العالم لينتشله من هذه الكبوة.
الصبر على اللاعبين
أبوظبي (الاتحاد) - قال ريتشارد ماسترز أعتقد أن مانشستر سيتي، إذا حالفه التوفيق، وتوافرت له عوامل الاستقرار الفني، وتحقق له الانسجام المطلوب هذا الموسم، من الممكن أن يبقى ضمن الأربعة الكبار، وأن يشارك في دوري أبطال أوروبا، ولكن لا يجب أن نتعجل في حصد النتائج، لأن اللاعبين الجدد بحاجة لبعض الوقت من أجل الانصهار مع القدامي، وهم الآن في مرحلة تكوين شخصية جديدة ولابد أن يأخذوا وقتهم الكافي في ذلك.
ليفربول يحتاج إلى من ينتشله
أبوظبي ( الاتحاد) - أكد ريتشارد ماسترز أن أزمة ليفربول الاقتصادية إن لم يتم التعامل معها من قبل مسؤولي النادي بالذكاء المطلوب، فمن الوارد أن تتفاقم، وأن تلقي بظلالها على الفريق الأول، وإنه يتمنى أن يجد نادي فريق ليفربول العريق من ينتشله منها مثلما حدث مع نادي مانشستر سيتي، لأن تراجع ليفربول يعد تراجعاً للكرة الإنجليزية بأسرها.
تعاون ناجح مع قناة «أبوظبي الرياضية»
أبوظبي ( الاتحاد) - قال ريتشارد ماسترز إنه يعتبر شراكة “قناة أبوظبي الرياضية” الراهنة من خلال فوزها بالنقل الحصوي لمباريات الدوري الإنجليزي لكرة القدم، من أهم الشراكات التي تحققت لقطاع التسويق في المرحلة الأخيرة، وإنه راضٍ تماماً عن النقل والتغطية في المرحلة السابقة، ويتوقع الأفضل في المرحلة المقبلة، وأشار إلى أن التنسيق مستمر مع مسؤولي مجموعة قنوات أبوظبي وبين مسؤولي الدوري الإنجليزي.
وقال ريتشارد ماسترز : اعتدنا في المراحل الأخيرة أن القنوات العملاقة، هي التي تفوز بحقوق نقل الدوري الإنجليزي، وأعتقد أن قنوات أبوظبي الرياضية كانت على مستوى الحدث، وقدمت نفسها بشكل جيد، بل وأثبتت بالدليل القاطع أنها قناة عملاقة وواعدة، كما أنه أكدت في الكثر من المواقف والمناسبات أنها تسير بخطوات ثابتة من نجاح إلى نجاح.
وقال ريتشارد ماسترز إن قناة أبوظبي الرياضية وفرت كافة الإمكانيات نقل كل وقائع الدوري الإنجليزي، من خلال التغطية الحية للمباريات، بجانب استوديوهات التحليل، مما يعكس الاهتمام البالغ من القناة بالدوري الإنجليزي.
عدد اليوم
